مع من نتحاور ؟
من لايمتلك نور الشمس مستحيل أن يهب الدفء والنور وهذا حال نظامٍ استهلك مقومات وجوده التاريخية واستنفد جميع تبريراته، فمع استخدامه أشد أساليب القمع ضراوة وسفكه دماء أطفالٍ أطلقوا ببراءة وإقدام صرخة حرية وأشعلوا بعفويتهم شرارة لثورة شعبية سلمية امتدت لتشمل كل أرجاء بلدٍ استعبد خلال مرحلة تاريخية طويلة بكل أشكال الاستعباد والنهب المنظم ، هبَّ شعبٌ لم يكن يظن أحد أنه سينهض من غيبوبة اعتقد النظام أنها أبدية ..
وعندما أحس هذا النظام بانهيار كيانه سعى بكل الوسائل والسبل لدرء قدره الحتمي هذا ، فمارس شتى الأساليب الأمنية القمعية والسياسية الفاشلة محاولا بذلك إخفاء إفلاسه السياسي ….
إن توصية المؤتمر التشاوري بتشكيل لجنة (سياسية ـ قانونية ) مهمتها وضع دستور جديد لسوريا ماهي إلا تجميل لمومياء نظام مكانه المتاحف أو كتب التاريخ ، فدساتير الأوطان لا تصنعها الأصنام التي علاها غبار القمع والاستبداد والفساد إنما تخرج من روح شعب حر متعدد الاتجاهات يسعى لأن يكون فاعلا و محدداً لمسار تاريخه ومستقبله ولم يحدث على مدى التاريخ أن قامت فئة من قطاع الطرق و المافيات بوضع دستور لشعب وشعبنا بثورته الآن هو من أجبر النظام على تقديم هكذا إصلاحات وهذه الثورة لن تخمدها ألاعيبه ووعوده بتعديل الدستور فنحن من سيضع أسس نهوض شعب وقيام دولته الحديثة المدنية الديمقراطية ..
إن شعبنا الثائر يرفض كل أشكال الحوار مع البندقية الموجهة إلى صدره وهو مصمم على أن يقاوم سلميا الزنازين والقضبان التي استلبت حريته وكرامته ويعلن بكل إباء رفضه لك الرشاوي كما رفض الشعب المصري رشوة حسني مبارك عندما أبدى استعداده تغيير الدستور المصري، ونحن أذكى من أن نقع فريسة سياسة العصا والجزرة وشعبنا أطهر من أن يشترى وأوعى من أن تحرفه عن طريق السلمية والوطنية الجامعة سياسات النظام المكشوفة القائمة على التفرقة الطائفية ، فوحدة الشعب السوري هي مصدر قوته وتطوره وحريته ضمانة أمنه ودستوره الجديد يقره اقتراع حر لا أجهزة أمنية متسلطة .
كل الإجلال لأرواح شهداء ثورة شعبنا ، والحرية لمعتقلينا في أرجاء سوريا ، ولمعتقلي مدينة السلمية (مولود ـ نوار ـ حازم )
فلنمض قدما في ثورتنا السلمية
عاشت سوريا حرة أبية تنسيقية مدينة سلمية 20/7/2011