لا تشير أوضاع تونس إلى انفراجات قريبة على صعيد حلّ التأزم السياسي والدستوري والحقوقي الذي خلقته إجراءات الرئيس قيس سعيّد الاستثنائية، والتي تتضافر مع أزمات البلد الاقتصادية والصحية والتربوية والتنموية. ولا يبدو أن تشكيل حكومة نجلاء بودن سوف يتكفل بتحريك حلول ملموسة، بالنظر إلى أنها حكومة الرئيس وحده بموجب بنود الأمر الرئاسي 117 التي تنص على أن الرئيس هو الذي يعيّن الحكومة، وهي تنفذ السياسة العامّة حسب التوجيهات التي يرسمها رئيس الجمهورية، ومسؤولة أمامه وليست خاضعة للبرلمان المعطل أصلاً. ومع اهتراء التأييد الابتدائي الذي حظيت به إجراءات سعيّد، وانزلاق الأمور إلى مواجهات بين شارع وشارع مضاد، تدخل تونس في منعطف بالغ الخطورة يلزم جميع أبنائها بصحوة وطنية شاملة.
(حدث الأسبوع، ص 8 ــ 15)
“القدس العربي”