هذا يوم مؤلم لنا، لا نطيق ما حمل لنا من خبر يتجدد كل يوم طوال 2922 يوماً، ولا نستطيع أن ننساه. لا نستطيع كذلك أن نصرف النظر عن دلالات سياسية وفكرية وأخلاقية لواقعة تغييب مجتمع سوري صغير، امرأتين ورجلين، في خضم جهود المجتمع السوري الكبير للحضور، للوجود الفاعل في العالم. كان خطف وتغييب سميرة ورزان ووائل وناظم من قبل تشكيل ديني إجرامي، جيش الإسلام، استئنافاً للتغييب الأسدي والبعثي للسوريين طوال خمسين عاماً وقتها.
نشرنا نصين هذا الصباح عن سياسة الحدث، وننشر هنا خمسة نصوص عن وجدانياته. معظم هذه النصوص تخاطب سميرة، الأكبر سناً في المجموعة والمناضلة من أجل الحضور خلال جيلين. لكننا نتطلع إلى استحضار مستمر للأربعة في ما ننشر في الجمهورية، وفي كل المنابر المعنية بالقضية السورية. ونأمل للاستحضار ألا يكون موسمياً، مرتبطاً بمناسبات بعينها مثل هذا اليوم الأليم أو غيره. لبكر صدقي وناديا ليلى عيساوي وزياد ماجد وإياد العبدالله ومحمد العطار ومرسيل شحوارو الامتنان والتقدير. نحن شركاء في التذكّر وفي الأمل، ونعرف أن النسيان واليأس حليفان لأعدائنا.
تهويدة تقاوم الغياب
صرنا نعرفكِ جيداً
أحبكم وأشتاق لكم وبانتظاركم دائماً
ليته لم يكن!
ثمة صداقات تتأسّس على وعد لقاء، وتنشأ وتستمرّ في انتظار اللقاء هذا وتكراره.