نشر موقع “أكسيوس” تقريرا أعده مراسله في تل أبيب باراك رافيد كشفت فيه ثلاثة مصادر عن تصريحات مستشار كبير في البيت الأبيض قال فيها إن العودة للاتفاقية النووية مع إيران “غير محتملة” في المستقبل القريب.
وقال بريت ماكغريك، منسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض في حديث مجموعة بمعهد بحث إن إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة المعروفة بالاتفاقية النووية الإيرانية التي وقعت في عام 2015 “مستبعدة للغاية”. وأشار الموقع إلى أن تلاشي احتمالات حل المأزق في المفاوضات النووية سيزيد من الضغوط على إدارة بايدن البحث عن خطة بديلة أو “خطة باء”. وفي الإيجاز الذي قدمه ماكغريك لمجموعة البحث وضح فيه سبب عدم التوصل لاتفاقية نووية وهو عدم قدرة الإيرانيين على اتخاذ قرار، حسب المصادر الثلاثة التي كانت موجودة في الاجتماع.
واضاف ماكغريك أن نظريته هي رغبة إيران من أمريكا وضع “المزيد في الوعاء” لكي تساعد من يقودون النقاش الداخلي مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي و”لكننا لن نفعل هذا”.
ومع تراجع احتمالات إحياء الاتفاقية في المستقبل، قال ماكغريك إن إدارة بايدن تنوي استخدام العقوبات والعزلة الدبلوماسية ضد إيران “بدون الحاجة لتصعيد الوضع” واللجوء للقوة كأخر خيار. واضاف أن التباين في المواقف مع إسرائيل ليست مرتبطة بعملية عسكرية محتملة، ولكن الخلاف بشأن استمرار الولايات المتحدة في محاولاتها إحياء اتفاقية عام 2015 أو الدفع باتجاه “اتفاقية جديدة وقوية”.
ورفض البيت الأبيض التعليق على ما ورد في التسريبات.
كان بايدن قد قال في جولته هذا الشهر بالشرق الأوسط إن الولايات المتحدة “لن تنتظر للأبد” لرد إيران على مقترح إحياء الاتفاقية
وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة بين الأمريكيين والإيرانيين التي عقدت في الدوحة قبل شهر، قد انتهت بدون تقدم، ولم يتم تحديد بعد موعد الجولة المقبلة. وكان الرئيس جو بايدن قد قال في جولته هذا الشهر بالشرق الأوسط إن الولايات المتحدة “لن تنتظر للأبد” لرد إيران على مقترح إحياء الاتفاقية. ويخشى مسؤولون أمريكيون من تراجع أهمية الإتفاقية نفسها وسط اتخاذ إيران خطواتها في تطوير برنامجها النووي والحد من زيارات المفتشين الدوليين لمنشآتها النووية.
وكان مسؤول السياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوسيب بوريل والذي يقود مهام الوساطة بين أمريكا وإيران قد كتب مقالا في صحيفة “فايننشال تايمز” تحدث فيه عن 15 شهرا من المفاوضات والتي استنفذت فيها كل جهود التسوية”. وقال بوريل إنه وضع على الطاولة مسودة اتفاق يعالج وبتفصيل رفع العقوبات الأمريكية وكذلك الخطوات التي يمكن لإيران اتخاذها للحد من برامجها النووية. وقال: “يمثل النص أفضل صفقة ممكنة، ويجب اتخاذ القرارات الآن، ولو تم رفضه فإننا سنواجه أزمة خطيرة”.
وفي يوم الأربعاء تحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع بوريل عبر الهاتف قائلا إنه لو اتخذت الولايات المتحدة الخطوة الواقعية للعثور على حل والتوصل لاتفاق فستكون هناك صفقة للجميع. وأخبر عبد اللهيان بوريل إن بلاده ترحب باستمرار الدبلوماسية والمفاوضات. وقال “طالما قالت أمريكا إنها تريد اتفاقا ويجب أن يظهر هذا النهج في نص الاتفاق والممارسة”. وأخبر بوريل نظيره الإيراني أنه مستعد لتسهيل وتسريع العملية من خلال الاتصالات والاستشارات مع كل الأطراف. وبانتظار تقديم روب مالي والفريق المسؤول عن المفاوضات إيجازا سريا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الخميس ويوضح فيه وضع المفاوضات والمدى الذي وصلت إليه إيران في برنامجها النووي.
“القدس العربي”