حذّرت لجنة التحقيق الخاصة بسوريا من خطر انزلاق البلاد نحو اقتتال جديد مع تصاعد في حدة العمليات العسكرية على عدد من الجبهات في شمال وشمال غرب سوريا.
وقال رئيس اللجنة التابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو عن تقرير اللجنة الجديد الذي يغطي الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني/يناير وحتى 30 حزيران/يونيو: “لا يمكن لسوريا تحمّل العودة إلى القتال على نطاق واسع، ولكن هذا هو المكان الذي قد تتجه إليه”.
وتابع بينيرو للصحافيين في جنيف: “كان لدينا اعتقاد في وقت ما أن الحرب انتهت تماما في سوريا”، لكنه أوضح أن “الانتهاكات الموثقة في التقرير تثبت عكس ذلك”.
وخلص التقرير المؤلف من 50 صفحة إلى أنه على الرغم من الهدوء الذي تشهده العديد من الجبهات في سوريا خلال السنوات الماضية، إلا أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني “زادت” في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الستة الماضية.
وتحدث التقرير عن تفاصيل هجمات وقعت في مناطق سيطرة المعارضة ريف حلب الشمالي، أدّت الى مقتل وجرح نحو 92 مدنياً وتدمير منازل المدنيين ومدارس ومساجد ومنشآت طبية ومبانٍ إدارية، وحقّق في القصف الذي استهدف سوقاً شعبياً في مدينة الباب، وأوقع 16 قتيلاً مدنياً وجرح 36 مدنياً آخرين.
وأوضح أن العائلات المدنية التي تقطن مناطق الجبهات، “تتحمل” وطأة قصف النظام السوري الذي أدى إلى مقتل أطفال بطريقهم إلى المدرسة، ورجال في محالهم التجارية وعائلة مدنية كاملة.
من جهة ثانية، قالت المفوضة لين ولشمان ان روسيا لا تزال تدعم النظام السوري وخصوصاً في ما يتعلق بالغارات الجوية التي تسببت في سقوط المزيد من القتلى المدنيين عدا عن استهداف المنشآت المدنية ومصادر الغذاء والدواء.
وأضافت المفوضة أن البلاد لا تزال تشهد عمليات عسكرية، من استمرار العمليات العسكرية من قبل إسرائيل إضافة إلى القوات الأميركية والتركية والميليشيات المدعومة من إيران.
وكشفت أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدفت مطار دمشق الدولي في حزيران/يونيو، أّدّى إلى تعطل وصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة إلى السوريين لنحو أسبوعين، معيدةً السبب إلى تعرض البنية التحتية في المطار لأضرار بالغة تسببت في إغلاقه لمدة تقترب من أسبوعين أو 13 يوماً.
وكانت وزارة النقل في حكومة النظام أعلنت عن خروج مطار دمشق عن الخدمة، بعد تعرّضه لصواريخ إٍسرائيلية في 10 حزيران أصابت مدرجاته ومهابط الإقلاع والهبوط والأجهزة الفنية والملاحية وأجهزة الرادار.
“المدن”