كيف يصبح موت أحدهم علميا؟ و ليس عاطفياً !!! في المتاحف يتوقف الزمن البشري، من أحاسيس، و مشاعر وعواطف، ليستيقظ زمن آخر، زمن علمي، هو زمن القياس و المقارنة، و استنتاج النظريات، هو زمن لا يلتقي مع الزمن البشري بل يلغيه و يقصيه ، و كثيراً ما يستهزئ به، لأنه قد يؤثر على أدوات قياس الزمن العلمي و التي قد تعطي محددات غير المأمول منها. فلا يعود لقطعة العظم العائدة لجثة ما من أهمية، إن كانت عاشت سعيدة أو حزينة، و بما كانت تحلم به ،و هل حققت ما تطمح له أم لا ؟ لا يعود لها من أهمية سوى أن تدعم و تتعزز طروحات و نظريات علمية ما، من عدمها . هل الزمن(التقادم) هو الفاصل بين أن يكون الموت علمياً أو عاطفياً، أم أن الموت بحد ذاته لمجرد حدوثه في زمن( متحفي)، يصبح ظاهرة لا تمتّ للبشر بصلة، و يصير من بعدها أثراً لمادة علمية تستحق الدراسة ليس أكثر؟؟!!… هل موت السوريين و أغلب سكان متحف الشرق الأوسط(عراق، لبنان،….) هو موت بشري (عاطفي) ؟أم أنه مصنف سلفاً كموت علمي!!!الاهتمام به لا يعدو كونه أكثر من مادة علمية تستحق الدراسة لأجل الدراسة فقط ، و وضعه من بعدها في المتاحف لأجل التوثيق و الأرشفة و العرض فيما بعد؟، و لا يهم لماذا و من أجل ماذا قد ماتوا. المورسكيين، الهنود الحمر ، ضحايا النازية، كما السوريين و باقي سكان متحف الشرق الأوسط تماماً. عبارة عن آثار و وثائق أرشيفية موضوعة في أقبية المتاحف الباردة لأجل العرض ليس إلا، فبعد الموت و في عالم يديره مدير متحف لا يهم طرح الأسئلة من مثل: لما ؟و من أجل ماذا؟ و لماذا ؟و كيف مات من مات؟؟.ففي المتاحف لا يوجد حجرات لعرض العواطف، حتى و إن كانت محنطة ،مع أن هذه الحجرات مليئة بالمومياءات . فمهمة المتحف هي العرض فقط.