كشف مسؤول سوري معارض في حديث تصريح لـ«القدس العربي» عن تقدم تركيا بمقترح لعقد مفاوضات سياسية بين المعارضة السورية والنظام في العاصمة التركية أنقرة.
وأكد المسؤول والقيادي في المعارضة السورية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن تركيا اقترحت عقد لقاءات على نطاق ضيق، دون أن يُفصح أكثر عن رد المعارضة على المقترح التركي. ويشير المقترح، من وجهة نظر المصدر، إلى احتمالية انتقال المباحثات التي تجري بين تركيا والنظام السوري من الجانب الأمني، إلى السياسي. وركزت اللقاءات الأمنية السابقة بين أنقرة ودمشق على ملفات التنسيق الأمني والتهديدات المشتركة انطلاقاً من حدود البلدين، إلى جانب ملفات النقل البحري والجوي.
وتأكيداً لحديث المسؤول السوري المعارض ل«القدس العربي»، رجحت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية، الثلاثاء، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية موجودة في أنقرة، انتهاء المفاوضات الأمنية الجارية راهناً بين الاستخبارات السورية والتركية حول ملف التقارب بين دمشق وأنقرة، مؤكدة أن «المفاوضات ستنتقل إلى الشق السياسي في موعد ليس ببعيد من الآن».
وأضافت أن الحوار على الصعيد الدبلوماسي مع دمشق يبدأ الشهر المقبل على أن يتوج بلقاء بين وزيري خارجية البلدين في الشهر الذي يليه، أو قبل نهاية العام الجاري، كحد أقصى، في حال تم إحراز تقدم في عدد الملفات التي يتم التباحث حولها وفي مقدمتها جدول انسحاب واضح من الجانب التركي من الأراضي السورية.
وتابعت أنه «ربما لن يمر وقت طويل قبل لقاء وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بنظيره التركي مولود جاووش أوغلو، ولو «بروتوكولياً في المرحلة الحالية»، مشيرة إلى أن ذلك «قد يحصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين في نيويورك، والتي بدأت أعمالها في الـ13 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري وتستمر حتى الـ27 منه، وقد ترافق ذلك مصافحة بين رئيسي دبلوماسية البلدين، لإذابة الجليد الذي يحكم التوتر بين البلدين منذ أكثر من عقد».
وفي إطار المفاوضات التي تجري بين تركيا والنظام السوري، رفض الأخير مقترحاً تركياً باستضافة إسطنبول لمحادثات الدستور السوري بعد تعذر انعقادها في جنيف السويسرية، حسب «تلفزيون سوريا» المعارض. وأوضح أن النظام السوري رفض نقل المحادثات المتعثرة إلى إسطنبول، ما دفع بروسيا إلى تقديم مقترح استضافة ثلاث جولات من المباحثات على أراضيها وفي إيران وفي تركيا تباعاً، وهو ما رفضته أنقرة. والاثنين رحب نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف باستعداد الرئيس التركي لبحث عقد لقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، مضيفا أن موسكو «تدعو إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق». وأضاف وفق وسائل إعلام روسية «تدعم موسكو فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسوريا، ونحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر». وقال إن الاجتماع «سيكون مفيداً»، وقال «نحن نتحدث عن إقامة اتصالات بين الجانبين، حالياً تجري الاتصالات على المستويين العسكري والاستخباري بين الجانبين، ونحن ندعم هذا اللقاء، ونشجعهم على ذلك».
حديث بوغدانوف، يأتي تعقيباً على الأنباء التي ذكرتها صحيفة «حرييت» التركية، عندما أكدت أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعرب عن رغبته في لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد «لو كان مشاركاً في قمة شنغاهاي» في أوزبكستان. وتابعت الصحيفة أن الرئيس التركي أبدى رغبته في لقاء رئيس النظام السوري «لو كان حاضراً في قمة منظمة شنغهاي التي عقدت في العاصمة الأوزبكية سمرقند، لكنه أشار إلى أن الأسد لم يكن يحضر القمة». ومؤخراً أعلنت تركيا عن رغبتها في فتح حوار مباشر مع النظام السوري، وذلك بعد قطيعة على المستوى السياسي والدبلوماسي منذ العام 2012، بعد اندلاع الثورة السورية.
“القدس العربي”