تناولت صحيفة الغارديان البريطانية الضغوط الأمريكية المتزايدة على السعودية لدفعها إلى وقف مفاعيل قرار منظمة أوبك + الذي تم الاتفاق فيه بين الدول الأعضاء على خفض الانتاج لاستقرار السوق، وهو قرار أثار غضب البيت الأبيض الذي لوح بإعادة تقييم العلاقات الأميركية السعودية، فيما رفضت الرياض تحميلها المسؤولية عن القرار.، وقالت إنه جاء بالإجماع.
الضغوط التي تحدثت عنها الغارديان تتمثل في قيام نواب ديمقراطيين في الكونغرس بإصدار تحذير جديد للسعودية بشأن إنتاج النفط، يتمثل في احتمال فرض حظر على مبيعات الأسلحة لمدة عام ما لم تقم السعودية خلال أسابيع فقط بإبطال قرار أوبك + القاضي بخفض الانتاج.
وجاء في تقرير الغارديان الذي كتبه وجوليان يورغرو ستيفاني كيرشغيسنر من واشنطن أن النواب الديمقراطيين يعتبرون خفض إنتاج أوبك + بمقدار مليوني برميل يوميا سيساعد في تعزيز آلة حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا ويضر بالمستهلكين الأميركيين.
وترى الصحيفة أن التوترات مع واشنطن والتعهد بإعادة التوازن للعلاقات بين البلدين، قد يكون لها آثار متتالية على عدة ملفات تتجاوز النفط وتشمل تحديد مستقبل التعاون الناشئ والظاهر بين روسيا والسعودية، والاستثمارات المالية الروسية فيها والمفاوضات بشأن إيران.
وتنقل الصحيفة عن نواب ديمقراطيين قولهم:”نحن نقدم للسعودية الكثير ليس فقط في مجال الأسلحة، ولكن في مجالات الدفاع والتعاون ومبادرات الدفاع المشترك”.
وبهذا الصدد يقول رو خانا – عضو الكونغرس الديمقراطي من كاليفورنيا والمنتقد منذ فترة طويلة للمملكة “إن السعوديين يحصلون على ما يقرب من 73٪ من أسلحتهم من الولايات المتحدة”.
ويضيف:”إذا لم يكن الأمر يتعلق بفيينا (حيث مقر الأوبك)، فلن تطير طائراتهم … فنحن حرفيًا مسؤولون عن كامل قوتهم الجوية”.
أما ريتشارد بلومنتال – السناتور الديمقراطي الذي يعمل مع رو خانا على التشريع المقترح لخفض المبيعات، فيشير إلى مجالات أمنية أوسع ويقول : “إننا نبيع تكنولوجيا حساسة للغاية وتكنولوجيا متقدمة ، لدولة انضمت إلى خصم لنا أي – روسيا – التي ترتكب جرائم حرب إرهابية في أوكرانيا”.
وأشار على وجه التحديد إلى مبيعات أنظمة باتريوت المضادة للصواريخ وصواريخ جو – جو وطائرات هليكوبتر متطورة ومقاتلات نفاثة ورادارات ودفاعات جوية.
وقال: ” يشكل استمرار هذه المبيعات تهديدًا للأمن القومي (الأمريكي)، وآمل أن يتصرف الرئيس على الفور … ويمارس سلطته على تلك المبيعات”.
و أضاف بلومنتال “نأمل أن يوفر هذا التشريع حافزًا للسعوديين لإعادة النظر (في قرار أوبك +) وعكس مساره فما زال هناك وقت، إذ أن قرار تخفيض إمدادات النفط لن يدخل حيز التنفيذ حتى تشرين الثاني (نوفمبر) “.
ويتوقع الكاتبان من واشنطن نقلا عن النائب بلومنتال أن يكون لقرار تجميد مبيعات الأسلحة تأثير على موقف حلفاء آخرين لواشنطن وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا من بيع السلاح إلى السعودية، لكن الصحيفة تستدرك قائلة:” إنه ليس من الواضح ما إذا كان الديمقراطيون قادرين على حشد ما يكفي من دعم النواب الجمهوريين لتمرير مشروعهم بعد عودة الكونغرس إلى نشاطه الشهر المقبل”. وهنا تشير الصحيفة إلى استخدام نواب أمريكيين أسلوب تحذير السعودية من خطر جيرانها، وتنقل بهذا الصدد تصريحا لروبرت مينينديز – الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ – في مقابلة تلفزيونية يقول فيه “إنه ليس هناك خيار أمام السعودية سوى إعادة تقييم قرارها بشأن أوبك + إذا أرادت الحفاظ على أمنها ضد خصومها الإقليميين، فمن الذي سيعتمدون عليه أكثر من الولايات المتحدة للحصول على قدر أكبر من الأمن تجاه إيران هل هي روسيا المتحالفة مع إيران؟
وتشير الصحيفة إلى الموقف السعودي من الضغط الأمريكي المتزايد وتنقل عن وزارة الخارجية السعودية قولها: “إنه في الوقت الذي تسعى فيه المملكة للمحافظة على متانة علاقاتها مع كافة الدول الصديقة ، فإنها تؤكد في الوقت ذاته أنها لا تقبل الإملاءات وترفض أي تصرفات أو مساعٍ تهدف لتحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من أن الأسواق البترولية”.
“القدس العربي”