ترجمة: علاء الدين أبو زينة
أشر 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على نهاية مفاجئة لـ”القرن الأميركي” -وما لا ينبغي تفويته؛ الوعي الذي ولَّده الحدث بين الأميركيين… كان هناك انهيار أكثر أهمية بكثير من انهيار الأبراج، وهو أمر محزن بقدر ما كان مصرع الثلاثة آلاف ضحية. لقد اتخذ جماعة النخب السياسية الأميركية موقفًا دفاعيًا في ذلك اليوم. استداروا بعيداً عن العالم وضده في الوقت نفسه. كانت إدارة بوش معادية للأجانب علنًا بكل حديثها عن “الفاشية الإسلامية” وغيرها من المفاهيم السخيفة. وتحول فهم معظم الأميركيين بالطريقة نفسها. عندما رفض جاك شيراك تجنيد فرنسا في “تحالف الراغبين” الذي تزعمه بوش ضد العراق، أصبح الفرنسيون “قردة مستسلمة تأكل الجبن”.
- * *
عندما يرى السكرتير الصحفي للبيت الأبيض أنه من المناسب عقد اجتماع بالهاتف مع الصحفيين والمؤثرين ومطالبة الحاضرين بالمشاركة في الرقابة على منشوراتهم الخاصة، فمن الواضح أن علاقة وسائل الإعلام بالسلطة -في هذه الحالة السلطة السياسية والإدارية- قد أصبحت تحت الخطر فعليًا. وقد قبل المحررون الذين ناشدهم آري فلايشر بعد فترة وجيزة مصطلح “الحرب على الإرهاب” من دون تردد أو اعتراض مسجل. وكان هذا خرقًا آخر لأخلاقيات المهنة، والذي ترتبت عليه عواقب بعيدة المدى بالنظر إلى أن حالة الحرب تغير حتمًا علاقات وسائل الإعلام مع السلطة.
حسب رؤيتي، كانت هذه التفاعلات المتناغمة لحظة حاسمة في تراجع وسائل الإعلام الأميركية وطبيعة تغطيتها للشؤون الخارجية خلال سنوات ما بعد العام 2001. ولفهم هذا التطور، من الضروري إلقاء نظرة موجزة على ما حدث لأميركا والأميركيين بالضبط في ذلك الصباح من أواخر الصيف في مانهاتن السفلى وفي واشنطن.
لقد أشر 11 أيلول (سبتمبر) على النهاية المفاجئة لـ”القرن الأميركي” -وما لا ينبغي تفويته أيضًا: الوعي الذي ولَّده بين الأميركيين. وكنتُ قد أوضحت هذه النقطة في هذا المكان وفي أماكن أخرى في مناسبات سابقة. باختصار، كان هناك انهيار أكثر أهمية بكثير من انهيار البرجين، محزن بدوره بقدر ما كان مصير الثلاثة آلاف ضحية.
لقد اتخذ أعضاء النخب السياسية الأميركية موقفًا دفاعيًا في ذلك اليوم، واستداروا بعيداً عن العالم وضده في الوقت نفسه. كانت إدارة بوش معادية للأجانب علنًا بكل حديثها عن “الفاشية الإسلامية” وغيرها من المفاهيم السخيفة. وتحول معظم الأميركيين بالطريقة نفسها. عندما رفض جاك شيراك تجنيد فرنسا في “تحالف الراغبين” الذي تزعمه بوش ضد العراق، أصبح الفرنسيون “قردة مستسلمة تأكل الجبن”، وهي العبارة التي لطالما لفتت نظري بسبب شوفينيتها الأميركية القوية. هل تذكرون “بطاطا الحرية”؟(1)
من العالم إلى ضده
هذا العداء تجاه الآخرين ظل كامنًا في العقل الأميركي منذ القرن السابع عشر، وكسر السطح وظهر فوقه في كثير من الأحيان. كان الأيرلنديون في القرن التاسع عشر جاهلين، والإيطاليون متزلفين، والصينيون صُفراً وخطرين. وأغرق 11 أيلول (سبتمبر) أميركا في هذا المجرور مرة أخرى. لفترة من الوقت كان لا بأس تمامًا في الإشارة إلى المسلمين على أنهم “رؤوس الخِرَق”.(2)
كان هذا التحول، بعيدًا عن العالم وضده في الوقت نفسه، مؤسفًا بما فيه الكفاية كمسألة موقف وطني. لكنه كان مصيريًا بشكل خاص في قيادته لتغير طبيعة تغطية الأحداث الخارجية في صحفنا اليومية الرئيسية ومحطات البث مباشرة باتجاه السقوط والفشل. وكما هو واقع الحال لدينا، أصبحت هذه التغطية هي الأسوأ التي شهدتها في حياتي الطويلة نسبيًا. ولكن ثمة ملاحظة تحذيرية حول هذه المسألة: كنتُ قد وصفت تغطية وسائل الإعلام الأميركية للشؤون الخارجية بأنها الأسوأ التي شهدتها في حياتي في مناسبات عديدة في الماضي، فقط لأرى تدهورها يتعمق بلا هوادة، وأحيانا يومًا بيوم.
لماذا حدث هذا؟ ولماذا استقر في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 كنقطة انطلاق؟
استمرت جيل أبرامسون في العمل كمحررة تنفيذية لصحيفة ”نيويورك تايمز”. وعلى الرغم من أن تلك الفترة الانتقالية انتهت عندما فُصلت من منصبها بعد عامين ونصف، فلقد كانت صحفية ذات مكانة عالية على الأقل، إن لم تكن من العيار الثقيل. وإليكم ما قالته عندما شرحت لجمهورها في معهد تشاوتاوكوا الأسباب التي جعلت الصحافة الأميركية ترضخ بجنون لمطالب آري فلايشر المرفوضة والبغيضة. “إن الصحفيين هم أناس أميركيون أيضًا. أنا أعتبر نفسي -وأنا متأكدة من أن الكثيرين منكم يفعلون- وطنية”.
تملؤني هاتان الجملتان بالدهشة كلما فكرت فيهما. إنهما، من ناحية، تكرار حرفي تقريبًا لما قاله عشرات الناشرين، والمحررين، وكتاب الأعمدة، والمراسلين والصحفين بعد أن كشف كارل بيرنشتاين، في عدد 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1977 من مجلة “رولينغ ستون”، عن أكثر من 400 منهم كمتعاونين مع وكالة المخابرات المركزية. وقد رد جو ألسوب، كاتب العمود في صحيفة “نيويورك هيرالد تريبيون” ولاحقًا في صحيفة “الواشنطن بوست” والـ”محارب البارد” (3) بامتياز: “لقد فعلت أشياء من أجلهم (المخابرات) عندما اعتقدت أنها الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله. وأنا أسمي ذلك القيام بواجبي كمواطن”.
هل يتغير شيء على الإطلاق؟ هل يعلم الناس من أمثال أبرامسون أي شيء؟
من ناحية أخرى، من زمن ألسوب إلى زمن أبرامسون وزمننا نحن، لا يبدو أنه خطر لهؤلاء الناس أن كون المحرر أو المراسل أميركيًا جيدًا يتطلب فقط أن يكون محررًا أو مراسلاً جيدًا. بدلاً من ذلك، يفكرون في أن من الضروري بطريقة ما في أوقات الأزمات أن تخون وسائل الإعلام مبادئها الأساسية -كما لو كانت هذه المبادئ تنتمي إلى القاع الذي يمكن الاستغناء عنه.
ثمة نقطة أخيرة هنا: كان الخطأ الأعظم الذي ارتكبته وسائل الإعلام الأميركية خلال حقبة الحرب الباردة، سلف كل الحروب الأخرى، هو تجنيد نفسها طواعية في خدمة قضية دولة الأمن القومي الجديدة. هذا ما كان يتحدث عنه ألسوب. وقد أنجز ذلك في العام 1948 أو 1949 على أبعد تقدير: بعبارة أخرى، جندت الصحافة والمذيعون أنفسهم في الحملة الصليبية التي أعلنتها إدارة ترومان في تلك الآونة، على الفور، بطريقة أو بأخرى.
هذا أيضًا ما كانت جيل أبرامسون تتحدث عنه في معهد تشاوتاوكوا بعد 65 عامًا. وهذا ما فعلته وسائل الإعلام الأميركية مباشرة بعد 11 أيلول (سبتمبر): لقد جندت نفسها مرة أخرى في القضية الجديدة لدولة الأمن القومي.
بحلول زمن أبرامسون، كانت أميركا قد رسخت إمبراطورية عالمية كانت ناشئة فقط عندما كان جو ألسوب وشقيقه ستيوارت يكتبان. والتمييز مهم. قبل وقت طويل من أي من هذا، نشر رودولف روكر، وهو واحد من هؤلاء الأناركيين الزرق الحقيقيين الذين أنتجتهم أواخر القرن التاسع عشر، كتابه “القومية والثقافة” Nationalism and Culture. ويذكرنا هذا الكتاب -الذي يصعب العثور عليه الآن، وباهظ الثمن إذا عثرتَ عليه- بأنه بينما تجمع الإمبراطورية قوتها وتحرسها، يُطلب من جميع مؤسسات الثقافة العمل في خدمتها بطريقة أو بأخرى. ولا يستطيع كل من لا يمتثل أن يبقى على قيد الحياة. وقد استخدم روكر مصطلح “الثقافة” بمعنى واسع جدًا. وفي فهمه للمصطلح، تُعد وسائل الإعلام في أي دولة مؤسسات ثقافية، وتنطبق الحقيقة المرة التي عبر عنها بوضوح على ما يجري حاليًا.
بعد 11 أيلول (سبتمبر)، ببراعة في البداية ثم ليس كذلك، أصرت إدارة أميركية تلو الأخرى على أن هناك طريقة واحدة فقط لفهم العالم -الطريقة الأميركية- وأنها ليست هناك حاجة إلى فهم أو استشارة طريقة أي أحد آخر. وكنت لأود أن أدعو القراء إلى إكمال هذه الفقرة، لكن هذا سيبدو غير مهذب. وإذن: هذه الطريقة في التفكير، أو ربما رفض التفكير، من الآن فصاعدًا، هي في الأساس طريقة دفاعية؛ إنها ملاذ للقلقين الذين يعوزهم اليقين. وإذا لم تكن قد تسببت في الدوامة الهابطة لجودة التغطية الخارجية لوسائل الإعلام الرئيسية بعد العام 2001، فقد كانت قريبة جداً من أن تكون كذلك.
علق جون بيلغر، الصحفي والمخرج السينمائي الأسترالي البريطاني، بعد أن رعت الولايات المتحدة انقلاب العام 2014 في كييف: “إن قمع الحقيقة حول أوكرانيا هو واحدة من أكثر حالات التعتيم الإخبارية اكتمالاً التي يمكنني تذكرها”، على الرغم من أنني أتخيل أن جون يمكن أن يفكر في المزيد التعتيم “الأكثر اكتمالا” الآن، بعد ثماني سنوات.
حصل أولئك القراء والمشاهدون الذين حصروا مصادر معلوماتهم في إعلام التيار الرئيسي على نسخة من “قبعات سوداء وقبعات بيضاء”، أو “أشرار مقابل أخيار” المستحيلة من سرد الأحداث في أوكرانيا بعد انقلاب شباط (فبراير) 2104 -الذي لم يكن انقلابًا، حسب الإعلام، وإنما “ثورة ديمقراطية”. وكان هذا تمامًا كما أرادته زمر السياسة في واشنطن أن يكون.
أما دور الولايات المتحدة في الانقلاب، ووجود النازيين الجدد بين الانقلابيين، والطابع المعادي للديمقراطية الذي تنطوي عليه الإطاحة بالرئيس المنتخب حسب الأصول، والقصف اللاحق الذي مارسه النظام الجديد ضد المدنيين في المقاطعات الشرقية -في حملة استمرت ثماني سنوات- والتمييز الشامل والمنهجي منذ ذلك الحين ضد الناطقين باللغة الروسية ووسائل الإعلام الناقدة، والاغتيالات في حق الشخصيات السياسية المعارضة، واستخدام واشنطن لأوكرانيا في حملتها طويلة الأمد لتخريب روسيا -فقد تم استبعاد كل هذا.
بحلول الوقت الذي اندلعت فيه الأزمة في أوكرانيا، كانت الحرب في سورية مستمرة منذ أكثر من عامين. وأنا لا أسمي هذه الحرب “أهلية” لأنها لم تكن كذلك. لقد حولت الولايات المتحدة ما بدأ كمظاهرات مشروعة ضد حكومة دمشق في أواخر العام 2011 إلى نزاع مسلح بحلول أوائل العام 2012 على أبعد تقدير. كان حينئذٍ تقريباً حين كتب جيك سوليفان، مستشار هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية في ذلك الحين، في مذكرة: أخبار جيدة، لدينا تنظيم القاعدة إلى جانبنا في سورية.
تخيُّل الوجود هناك
ماذا عن عملية الانقلاب التي بالكاد كانت خافية، وعن تسليح المتعصبين الجهاديين ضد حكومة الأسد العلمانية، وعن عمليات القتل الوحشية والاختطاف والتعذيب التي مولتها وكالة المخابرات المركزية فعلياً؟ لا شيء. عن الطبيعة الحقيقية لهذه الحرب لم نقرأ شيئًا ما لم نلجأ إلى عدد قليل من الصحفيين المستقلين المبدئيين بما فيه يكفي لتغطية الأحداث من داخل الأراضي السورية. تخيَّل ذلك؛ وجودك هناك!
بالنسبة لي، بدت تغطية الإعلام المطبوع والشبكات الإعلامية الغربية للأزمة السورية -ما زلت أستمر في العودة إلى ذلك- من بين أسوأ حالات التقصير التي شهدتها في حياتي. بقي المراسلون الصحفيون الغربيون في بيروت أو إسطنبول وحصلوا على معلوماتهم من خلال مصادر على الأرض في سورية عبر الهاتف أو “سكايب” أو وسائل التواصل الاجتماعي.
ومَن هذه المصادر؟ شخصيات من المعارضة، أو عاملون سوريون في المنظمات غير الحكومية الغربية، الذين هم إلى حد كبير مصادر مناهضة للأسد. ولكن، إضافة إلى ذلك، عُرضت هذه الأشياء في التقارير الإخبارية على أنها موضوعية. وقد وصف باتريك كوكبرن كل هذا قبل سنوات في مقال رائع للغاية في “ذا لندن ريفيو أوف بوكس”، حيث كانت الصحيفة في ذلك الوقت تنشر مثل هذه الأشياء.
وإلى أين نظر هؤلاء المراسلون عندما احتاجوا إلى اقتباس تحليلي بائس لما يجري؟ إلى الباحثين الأميركيين، وسكان مراكز الأبحاث، والمسؤولين الحكوميين في واشنطن. وينبغي أن أضيف أن هذه الممارسة لا تقتصر من الناحية الحكيمة على تغطية سورية. مع وجود اسم كبيروت أو بكين في سطر مكان إنشاء التقرير الصحفي، لا يفكر المراسلون الأميركيون الآن في أخذ تصريح من الأميركيين ثم إعادة عرض ما يفكر فيه الأميركيون في هذه أو تلك من مسائل الشؤون الخارجية في أميركا.
كانت هذه الممارسات التي لا تغتفر شاملة بشأن تغطية سورية شاملة لكل الطيف. وسأسمي اسمين لأنني أعتقد أن ذكر الأسماء في هذه الأنواع من الحالات أمر مهم. كان بِن هوبارد وآن بارنارد، وكلاهما من صحيفة “نيويورك تايمز”، من بين أسوأ المسيئين. وقد قادا القطيع وهم يشيران باستمرار إلى الجهاديين القتلة باسم “الثوار المعتدلون”، العبارة التي أصبحت سيئة السمعة الآن. ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى أن هؤلاء الثوار المعتدلين كانوا سيقطعون رأسيهما لو أنهما كتبا من سورية التي نادرًا ما وطأت أقدامهما هما وأمثالهما ترابها، إذا كانا ليفعلا هذا من الأساس لتغطية الحرب التي زعما أنهما يغطيانها.
بحلول ذلك الوقت، كان الأمر قد أصبح واضحًا تمامًا: ما بدأ بمكالمة آري فليشر الجماعية مع الصحفيين تحول الآن إلى عملية راسخة. لا يمكن لأي مراسل أجنبي لا تتطابق رواياته للأحداث بدقة تامة مع عقيدة واشنطن المتشددة أن يقدم تقاريره لوسائل الإعلام الرئيسية. الآن، ما حدث في الواقع لم يعد مهمًا. لم تعد المصادر المتوازنة مهمة. لم تعد الدقة مهمة. لم تعد شهادة شاهد العيان المباشرة على الأحداث مهمة. الامتثال هو المهم. أما أولئك الذين يقومون بعمل مبدئي في الصحافة المستقلة، ويكتبون من موقع شاهد العيان، فإنه يتم الآن كما في ذلك الوقت تشويه سمعتهم بشكل روتيني.
بين ظفرين، أرى أنني أكدتُ مرة أخرى أهمية الإعلام المستقل في عصرنا. ولا يمكن تأكيد ذلك في كثير من الأحيان. لكنني أعتقد أن لوسائل الإعلام الأميركية مستقبلا مشرقا، مهما بدت آفاقها الحالية بائسة. ولن يتم تحقيق ذلك بسهولة أو بسرعة، لكن هذا المستقبل يكمن في المنشورات المستقلة مثل هذه المطبوعة.
كم كان بعد المسافة بين المكاتب في بيروت ومكتب بن رودس في البيت الأبيض في عهد أوباما؟ على بُعد قفزة، كما يمكن القول. وبوجود رودس باعتباره “استراتيجي الإعلام” في عهد أوباما، ونيد برايس كنائبه الرئيسي، كان بإمكان المراسلين الذين يغطون سورية إنجاز العمل نفسه بالضبط لو أنهم من بين “الأصدقاء” الذين تحدث عنهم برايس في العام 2016 -صحفيي واشنطن الذين كتبوا عن الأحداث الأجنبية بعد أن أطعمهم مثل الإوز. وينطبق الشيء نفسه على المراسلين الذين يغطون الآن الأزمة الأوكرانية.
مع اختلاف واحد: يبقى الحفاظ على مظهر المرء كمراسل أجنبي -المظهر البطولي. ويبدو أن إعادة إنتاج هذا المظهر هو الفكرة الآن. وبخلاف ذلك، باستثناءات قليلة، عاد المراسلون جميعًا إلى البيت الآن -ومع كسل المنزل ولامبالاته، يحصل المرء على انطباع خال من الإلهام والحياة، مستسلم للروتين الجديد.
*باتريك لورانس Patrick Lawrence: مراسل أجنبي لسنوات عديدة، وخاصة لصحيفة إنترناشيونال هيرالد تريبيون، وهو كاتب عمود وكاتب مقالات ومؤلف ومحاضر. كتابه الأخير هو” لم يعد ثمة وقت: الأميركيون بعد القرن الأميركي”.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Historic Collapse of Journalism
هوامش:
(1) بطاطا الحرية Freedom fries: هي تغيير تسمية البطاطا المقلية في الولايات المتحدة من “فرنش فرايز”، البطاطا المقلية الفرنسية إلى “فريدوم فرايز”، بطاطا الحرية، بدوافع سياسية. نشأ المصطلح في شباط (فبراير) 2003 في مطعم في ولاية كارولينا الشمالية، وانتشر على نطاق واسع بعد شهر عندما أعاد الرئيس الجمهوري للجنة إدارة مجلس النواب آنذاك، بوب ناي، تسمية هذا العنصر في قوائم طعام ثلاث كافتيريات في الكونغرس. وجاءت إعادة التسمية السياسية هذه في سياق معارضة فرنسا للغزو المقترح للعراق. وعلى الرغم من أن بعض المطاعم في جميع أنحاء البلاد تبنت هذه التسمية الجديدة، إلا أن المصطلح لم يعد شائعاً الآن، فيما يرجع جزئيا إلى انخفاض الدعم لحرب العراق. وبعد استقالة ناي من منصب الرئيس في العام 2006، تم التراجع عن تغيير الاسم في كافتيريات الكونغرس.
(2) “رأس الخرقة”: وصف عنصري يُقصد منه أن يكون مهينًا وازدرائياً، أُطلق على أي شخص عرقي يملي عليه دينه أو ثقافته ارتداء غطاء للرأس. وشمل هذا الوصف المسلمين، والعرب، والسيخ، وأي عضو في جماعة ترتدي تقليدياً غطاء رأس مثل العمامة، أو الكوفية أو الحجاب.
(3) المحارب البارد cold warrior: أي شخص دعم أو شارك في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
“الغد”