أعلن وجهاء مدينة درعا إنهاء الحملة العسكرية ضد خلايا تنظيم الدولة في أحياء درعا جنوب سوريا، بعدما سيطرت المجموعات المحلية واللواء الثامن على كامل حي طريق السد في المدينة في أعقاب اشتباكات عنيفة امتدت على مدى 16 يوماً.
وقال أحد أبرز وجهاء مدينة درعا أبو علي محاميد في تصريح لـ”القدس العربي”، إن الفصائل “طهرت درعا البلد وطريق السد والمخيم من رجس العصابات التي عاثت في البلد فساداً من قتل وقطع طرق وأخذ الإتاوات من الناس على مدى سنوات”. وأضاف “لقد انتهت العملية العسكرية في حي طريق السد وحارة الحمادين التي كانت بؤرة لتنظيم داعش”، لافتًا إلى مشاركة “شبان درعا البلد ومساعدة الفيلق الثامن والفصائل المحلية من المنطقة الغربية من كافة مدن وقرى حوران”.
وكشف عن مقتل نحو “15 شخصاً من عناصر التنظيم، بينما لاذ الباقون بالفرار” بينما “خسرت المنطقة 6 شبان من أبناء المنطقة في هذه الحملة فضلاً عن إصابة آخرين”. وعضو شبكة “تجمع أحرار حوران” المحلية يوسف المصلح قال في اتصال لـ”القدس العربي” إن المجموعات المحلية واللواء الثامن سيطرت على كامل حي طريق السد في مدينة درعا بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المتهمة بالانتماء لتنظيم الدولة.
فرار العشرات
ونقلت الشبكة المحلية عن مصدر عسكرية قوله إنّ “المجموعات المحلية بمساندة اللواء الثامن سيطرت على بناء المهندسين الذي يعتبر آخر معاقل المجموعات المتهمة بالانضمام للتنظيم في الحي”. وأسفرت المواجهات عن مقتل العديد من العناصر المتهمين بالانضمام لتنظيم الدولة في منطقة درعا البلد، بينما فر العشرات على رأسهم القياديان محمد المسالمة الملقب بـ “هفو” و “مؤيد حرفوش” الملقب بـ”أبو طعجة” إلى أحياء أخرى داخل المحافظة.
ووفقاً للشبكة فإن المعركة بدأت بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن كلاً من هفو وحرفوش وآخرين معهم يشكلون ذراعاً عسكرية لتنظيم الدولة وهم أيضاً يقفون وراء عمليات اغتيال الثوار في منطقة درعا البلد وبعض المناطق المجاورة.
وأضاف المصدر “حاول النظام تعطيل العمليتين العسكريتين سواء في مدينة جاسم أو في درعا البلد، وعمل جاهدًا للضغط لإيقاف الحملة، بهدف حماية هؤلاء العناصر الذين كان يستخدمهم في القضاء على الثوار والتخلص منهم عن طريق عمليات الاغتيال، كما أن الاعترافات والتسجيلات التي تم الكشف عنها مؤخراً تثبت بالدليل القاطع بأن عناصر التنظيم مرتبطون بشكل مباشر مع الأجهزة الأمنية ولاسيما الأمن العسكري وأن عمليات الاغتيال التي تمت كانت بأوامر منهم”.
العميد أسعد الزعبي من محافظة درعا، اعتبر من جانبه أن الداعم الأساسي لخلايا تنظيم الدولة في محافظة درعا هي أجهزة النظام الأمنية. وأشار الزعبي إلى ضرورة إلقاء القبض على بقايا التنظيم “من أجل كشف مخططاتهم وطرق تحركاتهم، والتحقق فيما إذا كان النظام يخبئ عدو آخر”.
تبنّي الحملة
ومنذ بداية الحملة العسكرية على تنظيم داعش في مدينة جاسم وحي طريق السد، تبنت أجهزة النظام الأمنية العملية، وأعلنت عبر وسائل الإعلام الموالية لها عن مشاركتها ودعمها لقتال التنظيم، إلا أن شبكة تجمع أحرار حوران نفت ذلك مشيرة إلى أن “ساحة المواجهات العسكرية لم تشهد وجود أي عنصر من عناصر النظام، باستثناء عناصر من أبناء محافظة درعا تحت مسمى اللواء الثامن الذي يتبع إدارياً لفرع الأمن العسكري والذي شارك بالمعركة دون تلقي توجيهات من الفرع ذاته، كما أن نظام الأسد رفض في بادئ الأمر مشاركة اللواء الثامن في معارك طريق السد، إلا أن إصرار أهالي المنطقة على حسم المعركة كان الدافع لدخول اللواء ومشاركته في الأعمال العسكرية”.
وأضاف المصدر “على العكس كانت أجهزة النظام وخاصة فرع الأمن العسكري والميليشيات الإيرانية وراء دعم تنظيم داعش في درعا وإدخالهم إلى المناطق المراد زعزعة أمنها وتنفيذ عمليات اغتيال بحق المعارضين، حيث أوكلت عملية تصفية المعارضين إلى العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري، الذي استطاع إمساك جميع الخيوط بيده في درعا، من خلال ارتباطه القوي بالنظام في دمشق من جهة، وارتباطه بالميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، كما استطاع الإمساك بخيط تنظيم داعش وتوظيف عدد من قياداته لصالح عمليات الاغتيال لقادة وعناصر المعارضة الذين يرغب بتصفيتهم”.
ويتهم أهالي محافظة درعا العميد لؤي بتشكيل خلايا أمنية “يدير بعضها قادة سابقون في فصائل المعارضة، لتصفية المئات من أبناء المحافظة بينهم قياديون وعناصر من المعارضة، إضافة إلى عدد من الشخصيات المؤثرة والتي كانت تدعو لمقاومة المشروع الإيراني، وشخصيات موالية للنظام يرغب بالتخلّص منها”.
عودة المدارس
في غضون ذلك، أعلنت مديرية التربية في درعا بأن المدارس في حي طريق السد ومناطق الاشتباكات قد عادت للدوام اعتباراً من صباح Bls، وبدأت باستقبال التلاميذ. وقال مدير تربية درعا منهل العمارين في تصريح لوكالة النظام الرسمية “سانا” إن “المديرية أوعزت للكوادر الإدارية والتدريسية في مدارس الحي للعودة إلى التدريس بعد توقف دام نحو 15 يوماً بسبب العملية الأمنية في الحي، مؤكداً أن إيقاف التدريس جاء حفاظاً على حياة الأطفال والكوادر التعليمية”.
وأضاف “أن المديرية ستعمل على تعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ من خلال برامج تدريس مكثفة أيام العطل وكذلك دورات مجانية، مشيراً إلى أن هناك مدرستين في الحي للتعليم الأساسي تضمان نحو 800 تلميذ وتلميذة”.
وكشف أمين فرع حزب البعث ورئيس لجنة المصالحة في درعا حسين الرفاعي لإذاعة شام إف أم، الموالية “العثور على 9 جثث تعود لعناصر التنظيم، كانت مدفونة في حدائق المنازل، بينما هرب عدد آخر منهم باتجاه منطقة النخلة في درعا البلد”. وقال الرفاعي إن “القوى الأمنية فتشت المكان وعثرت على سيارة مفخخة، وتم تفكيكها”. وختم أن العمليات الأمنية مستمرة للقضاء على المسلحين التابعين للتنظيم المتبقين في المنطقة.
“القدس العربي”