قال مبعوث الرئيس الروسي حول وضع الشرق الأوسط، ألكسندر لافرنتييف، إن “روسيا مستعدة لإجراء حوار مع الولايات المتحدة بشأن سوريا إذا أبدت واشنطن الرغبة بذلك”، ويبدو أن روسيا تريد استغلال الوضع المتأزم في الشمال السوري على خلفية التهديدات التركية بش عملية عسكرية برية ضد قوات سوريا الديمقراطية، حليفة واشنطن، لدفع الأخيرة إلى مجاراة الرؤية الروسية في سوريا، مع إدراكها بثانوية الملف السوري في الحسابات الأمريكية.
ويقول الباحث المختص بالشأن الأمريكي، عبد الرحمن السراج إن روسيا تحاول فتح قناة موازية للتفاوض مع الولايات المتحدة، ويضيف لـ”القدس العربي”، أن روسيا تسعى إلى استغلال تشتت الموقف الأمريكي في أوكرانيا، حيث تسعى واشنطن حالياً إلى إعادة الكهرباء لأوكرانيا وتقديم مساعدات شتوية، موضحاً أن “الجانب الأمريكي اليوم في موقف صعب، والسؤال الذي يتبادر للأذهان في الولايات المتحدة هو: ماذا بقي سوى إعلان حرب مفتوحة مع الروس، أم التركيز على الجانب الإنساني الأوكراني كما هو الحال في سوريا؟”.
ويقول السراج، إن خيارات الولايات المتحدة في سوريا وأكرانيا تكاد تكون معدومة، مستدركاً” لكن يبقى لدى واشنطن خيار في غاية الأهمية، وهو عدم التجاوب مع الطروحات الروسية”.
ويوضح أن واشنطن تبدو ماضية في هذا الخيار، ولذلك رأينا كيف أجلت واشنطن عقد المحادثات النووية مع موسكو، وبذلك يستبعد السراج أن تدخل أمريكا في أي محادثات مع روسيا، مختتماً بقوله: “بقي لدى واشنطن آخر خيار، وهو رفض التواصل مع القنوات الروسية”.
في المقابل، يعتقد المحلل السياسي فواز المفلح أن روسيا تحاول انتهاز فرصة تطابق موقفها الرافض للعملية العسكرية التركية مع الموقف الأمريكي، مضيفاً لـ”القدس العربي”، أنه “رغم تعارض مصالح واشنطن وموسكو في سوريا، إلا أن الجانبين يتفقان على رفض العملية العسكرية التركية”، ويضيف المفلح، أن روسيا تحاول الانطلاق من هذه النقطة المشتركة للبناء على تفاهمات أوسع مع الولايات المتحدة في سوريا، تتعلق بنظام الأسد، وربما الحل السياسي.
“القدس العربي”