أصدر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، دراسة حول أزمة مصادر الطاقة في سوريا، نصح من خلالها رئيس النظام بشار الأسد بالرجوع إلى طاولة المفاوضات لإيجاد تسوية سياسية للصراع في البلاد، من أجل التخفيف من حدة الأزمة التي شلّت مناطق سيطرته منذ أكثر من شهر.
ونصحت الدراسة التي حملت عنوان “على الأسد العودة إلى طاولة المفاوضات للتخفيف من أزمة الطاقة في سوريا”، كلاً من النظام وحليفته الأبرز روسيا، بالموافقة على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية للسوريين عبر الحدود عن طريق مجلس الأمن، الذي سيصوت على قرار التمديد يوم 10 كانون الثاني المقبل.
وحذر المعهد من أن السبب الدقيق الذي أدى إلى أزمة الطاقة غير واضح، لكن حدوثها في هذا الوقت وامتداد الاحتجاجات إلى مناطق سيطرة النظام مثل السويداء، ينذر بأن السوريين مقبلون على الشتاء الأقسى منذ عام 2016.
هل تستغل #واشنطن أزمة الطاقة لدى نظام #الأسد للحصول على تنازلات في ملف العملية السياسية؟
تقرير: عبد الجبار جواش @Abduljabbar_jaw#سوريا_اليوم #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/zkbP4kVJbR— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 25, 2022
نصائح لواشنطن: انتزعوا تنازلات سياسية واضحة
ودعت الدراسة الولايات المتحدة الأميركية إلى استغلال هذه الظروف من أجل ضمان تمديد آلية إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى إلى الشمال السوري، حيث يعيش 4 ملايين نازح، كانت روسيا تخطط لعرقلة وصول المساعدات لهم خلال فصل الشتاء، من أجل الضغط في المفاوضات والحصول على مكاسب سياسية لصالح النظام السوري.
ومقابل تمديد آلية المساعدات في الشمال السوري، على واشنطن المساعدة في تخفيف حدة أزمة الطاقة في مناطق النظام، وهنا تشير الدراسة إلى ضرورة وضع آلية تضمن وصول المحروقات لتخفيف معاناة المدنيين من دون إتاحة فرصة لاستغلالها من قبل النظام السوري.
وأبرز هذه الآليات التي نصحت الدراسة واشنطن بتبنيها مع سوريا هي إنشاء “قناة بيضاء” للمساعدات الإنسانية، وهي آلية سبق أن اتبعتها أميركا مع إيران عام 2020، وتسمح للشركات والحكومات الأجنبية بإنشاء آلية دفع للصادرات الإنسانية المشروعة إلى ذلك البلد، طالما أن النظام لن يستفيد منها، ولن تصله أي حوالات مالية وما شابه، كما دعت الدراسة إلى إنشاء غرفة رقابة على الشحنات من وإلى سوريا.
ولفتت الدراسة إلى إمكانية مساهمة واشنطن بحل أزمة الطاقة من دون توسيع نطاق التطبيع مع النظام في سوريا، بل وحثّت أميركا على انتزاع تنازلات سياسية واضحة من النظام، مثل إطلاق سراح المعتقلين وتيسير عمل اللجنة الدستورية.
“تلفزيون سوريا”