حزب الشعب الديمقراطي السوري
لجنة المهجر
بيان
لم يكن اللقاء الثلاثي بين الروس والأتراك والعصابة الأسدية غير تتويج لسنوات من التنسيق آتت أُكلها في هذه المرحلة الحسّاسة والخطرة لكل المتصارعين على الأرض السورية بحثاً عن تموضع في السياسة الدولية ومستجداتها، على حساب السوريين وأهداف ثورتهم النبيلة في الحرية والكرامة والخلاص من الاستبداد الأسديّ.
لقد باءت بالفشل كل المحاولات لإعادة تدوير نظام القتل والميليشيات الطائفية والإرهاب والكبتاغون، لأنه لا يملك ما يقدّمه، وما إبقاؤه دمية إلا لتنفيذ مصالح وشروط والتزامات مَن سانده ومنع سقوطه بإهدار المزيد من دماء السوريين وتدمير حياتهم ومصادرة مستقبل أبنائهم. ولن يكون التطبيع التركي القادم بعيداً عن تخادم المشاركين في الخروج من مآزقهم ومشاكلهم في دولهم، عبر مسار جديد يعمل على طيّ القرار 2254 وإغراق القضية السورية في مستنقع لا تخرج منه، ليبقى النظام هزيلاً هشّاً بعدما حقّقت أهدافها السياسية والجيوإستراتيجية من نجدته ومنع انهياره.
إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري نرى فيما تقوم به تركيا اغتصاباً لقرار السوريين في تنطّعها لمصالحة المعارضة المرتهنة لمشغّليها مع نظام القتل والجريمة، وتفريطاً بحقوقهم، ونرى أن من حقّ تركيا العمل على رعاية مصالحها، ولكنها لا تملك الحقّ في فرض وصايتها على السوريين بعد 12سنة من المعاناة والتضحيات. ولا نرى فيما تقوم به غير تطبيع يعطي الحياة لنظام مفلس لا يمكنه القيام بتأمين خبز شعبه ولا وقود دوران حياة الاقتصاد والمجتمع الذي صار رهينة تحت سلطته.
وإذ نعتزّ بوقفة السوريين في الشمال رافضين الدور التركي والتفافه على ثوابت ثورتهم لتحقيق أهدافه وأهداف شركائه في أستانا، نعتبر ذلك ردّاً صريحاً من السوريين في كل مكان، ودعوة للتمسّك بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 والحؤول دون محاولات إسقاطه، والعمل على توحيد رؤيتهم ورصّ صفوفهم؛ لإيجاد بديل وطني يسعى لبناء دولة الحرية والديمقراطية والمواطنة اعتماداً على قواهم بعيداً عن الارتهان للأجندات الخارجية.
لجنة المهجر لحزب الشعب الديمقراطي السوري 31 / 12 / 2022