رفض البيت الأبيض تصريحات رئيس أركان الجيش الأميركي مايك مولين بشأن احتمال تغيير التواريخ المدرجة في اتفاقية انسحاب القوات الأجنبية من العراق. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن تلك التواريخ حاسمة. وكان مولين أكد على أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيتم خلال عامين أو ثلاثة أعوام ويتوقف ذلك على الوضع الأمني في العراق.
وأوضح مولين للصحفيين في وقت سابق موقف واشنطن من هذه الاتفاقية قائلا إن الجدول الزمني المحدد من عامين إلى ثلاثة اعوام لإنسحاب القوات الأمريكية من العراق يعتمد على عوامل عدة منها الوضع الأمني على الأرض.
وقال مايك مولين رئيس أركان القوات الأمريكية المشتركة "إنني أعتقد أن من المهم ان يعتمد هذا الامر على الظروف.. لكن الظروف يمكن ان تتغير خلال تلك الفترة واننى أقول انه إذا تواصل هذا التحسن بنفس الخطى التى نشهدها الآن ، فإننا سنتمكن من القيام بذلك". وذكر مولين في تصريحاته أنه سيتبع أي إجراءات قد يقررها الرئيس المنتخب باراك أوباما حال تسلمه منصبه في العشرين من مطلع العام المقبل وقال "لقد أعلن الرئيس المنتخب أوباما إنه سيسعى للحصول على استشارات مني ومن هيئة الأركان المشتركة قبل إصدار أي قرار ونحن سنفعل ذلك وسأقدم له أفضل النصائح العسكرية كما نقدمها للرئيس الحالي وسننفذ التعليمات التي يقدمها لنا" .
وكان الرئيس المنتخب باراك أوباما قد أكد نيته بسحب القوات الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة، لكنه تعهد بأن تعتمد قراراته في هذا الشأن على مشورة العسكريين الميدانيين.
ولم تعلن بعد تفاصيل الإتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن والتي جاءت بعد مخاض أشهر من المفاوضات لكن المعروف أنها تسمح ببقاء القوات الأمريكية في العراق حتى عام 2011 وتشترط عدم استخدام الأراضي العراقية منطلقا لشن عمليات عسكرية ضد دول الجوار.
وكان البرلمان العراقي الذي له الكلمة الفصل قد أنهى يوم الإثنين 17 نوفمبر/تشرين الثاني جلسة قراءة أولى لمناقشة نقاط الاتفاقية التي كان مجلس الوزراء العراقي أقر مسودتها النهائية بأغلبية أعضائه. على أن تكون هناك قراءة ثانية ثم التصويت عليها خلال الاسبوع المقبل.
وقد لا يحمل التصويت أي مفاجأة، فموافقة مجلس الوزراء الذي يضم ممثلي أبرز الكتل السياسية العراقية، قد مهدت الطريق للمصادقة على هذه الاتفاقية في داخل أروقة البرلمان.