تدرس الحكومة التركية إعادة فتح المعبر الرسمي الذي يصل أراضيها مباشرة مع مناطق سيطرة النظام السوري من جهة ريف اللاذقية الشمالي، وذلك من أجل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالزلزال الذي ضرب البلدين.
ونقلت وكالة “رويترز” الجمعة، عن مسؤول تركي رفيع قوله إن الحكومة التركية تناقش فتح معبر “كسب” الحدودي الذي يربط الأراضي التركية مباشرة من جهة ولاية هاتاي، بالجزء الذي يسيطر عليه نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة اللاذقية.
وزعم المسؤول التركي أن فتح المعبر سيساعد بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الزلزال في مناطق سيطرة حكومة النظام بشكل مباشر، لافتاً إلى أن حكومة أنقرة تناقش فتح معبر آخر من أجل إرسال المساعدات إلى منطقة إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وقال المسؤول إن “النقاشات والتخطيطات مستمرة” لفتح معبر آخر ونقل المساعدات عبره للمناطق التي دمّرها الزلزال بشكل كامل في منطقة إدلب، إلى جانب معبر باب الهوى، المعبر الوحيد المصرح بدخول المساعدات الأممية من خلاله إلى السوريين في شمال غرب سوريا.
وتواجه الحكومة التركية اتهامات بتعمّد إغلاق المعابر مع مناطق المعارضة بما في ذلك باب الهوى، لأسباب سياسية في وجه دخول المساعدات إلى المنكوبين هناك، والذين تعرضت مناطقهم لدمار كبير وانهيار أحياء بأكملها في مدن سلقين وحارم وترمانيين وسرمدا بريف إدلب الشمالي، فضلاً عن مصير مشابهة لمنطقة جنديرس بريف عفرين شمال حلب.
بينما وصلت إلى مناطق سيطرة النظام المنكوبة بالزلزال أكثر من 40 طائرة تحمل آلاف الأطنان من المساعدات من دول عديدة، عدا عن شاحنات المساعدات وكذلك الوقود التي دخلت عبر الحدود البرية، على الرغم من كون مناطق سيطرة المعارضة تضررت أكثر بكثير من نظيرتها بمناطق النظام.
وأدّى هذا السخط إلى خروج مظاهرات لسوريين عند معبر باب السلامة شمال حلب، منددين بإقفال المعابر في وجه دخول المساعدات وفرق الإنقاذ، واستغلال النظام سياسياً للكارثة فضلاً عن سرقة المساعدات الإنسانية.
كما اعتبر مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح في مؤتمر صحافي الجمعة، أن تأخر الأمم المتحدة في إيصال المساعدات للمتضررين بالزلزال “عار على جبينها”، وقال إن عليها “الاعتذار من الشعب السوري”.
وكانت الأمم المتحدة قد علّقت دخول شاحنات الإغاثة منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال فجر الاثنين، متذرعةً بمشاكل لوجستية أحدثها الزلزال في معبر باب الهوى، لكن مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى مازن علوش أكد الخميس ل”المدن”، أن تلك الحجج لا أساس لها من الصحة، موضحاً أن المعبر لم يتضرر وسالك أمام قوافل المساعدات بعد الزلزال مباشرة.
وعادت قوافل المساعدات الأممية غير الطارئة للدخول الخميس، حيث أكدت علوش دخول 6 شاحنات كان من المقرر دخولها قبل وقوع الزلزال. فيما دخلت عبر المعبر نفسه الجمعة، قافلة مساعدات أممية مؤلفة من 14 شاحنة، بحسب بيان من المنظمة الدولية للهجرة، إضافة إلى دخول 14 شاحنة قادمة كردستان العراق، عبر معبر باب السلامة.
“المدن”