"حماس": قيادة "فتح" أمام الالتزام بالثوابت والمصالحة
رأت حركة "حماس" أن قيادة "فتح" الجديدة أمام اختبار حول مدى الالتزام بالثوابت وتحقيق المصالحة، وذلك في رد فعل أول على نجاح المؤتمر السادس لـ"فتح" المعقود في رام الله، والذي رحبت بنتائجه فرنسا والجامعة العربية وعدد من الدول والشخصيات.
وقال المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" انه "بغض النظر عن أسماء القيادة الجديدة فإن هذه أمام اختبار حقيقي لمدى التزامها بالحقوق والثوابت الفلسطينية والحفاظ على الوحدة الوطنية وتقديم استحقاقاتها ومدى تمسكها بخيار الصمود والمقاومة".
ودعا الأعضاء المنتخبين إلى إطلاق سراح المعتقلين في الضفة الغربية وإطلاق يد المقاومة في مواجهة الاحتلال للتدليل على صدق التصريحات "الملتبسة" التي تخللت المؤتمر السادس بشأن التمسك بالمقاومة، ولإبداء نوايا حسنة إزاء المصالحة.
وفي باريس، اشادت فرنسا امس بانعقاد المؤتمر السادس لحركة "فتح" في بيت لحم وهنأت بحرارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإعادة انتخابه على رأس الحركة.
واصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا رسميا بهذا الخصوص حيت خلاله انعقاد المؤتمر السادس للحركة الفلسطينية وهنأت محمود عباس على اعادة انتخابه قائدا لـ"فتح". واعلنت باريس ان "وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير اتصل بعباس وهنأه في الثامن من آب (اغسطس) الجاري".
وتابع البيان "تود فرنسا اغتنام فرصة الاحتفال بهذه المناسبة لتؤكد مجددا على الثقة الكاملة التي توليها للرئيس عباس وقدرته على قيادة الشعب الفلسطيني في خطوات السلام سواء على رأس حركة فتح او على رأس السلطة الفلسطينية. هذا النهج الذي يسلكه عباس هو بحسب رأينا الطريقة الوحيدة التي يمكن ان تؤدي الى سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط".
وختمت وزارة الخارجية الفرنسية بيانها "من هذا المنطلق نحن ندعو جميع الاطراف الى الوفاء بالتزاماتها التي اخذتها على عاتقها امام المجتمع الدولي دون اي تأخير وذلك لتسهيل استئناف مفاوضات السلام بأسرع وقت".
ودعت الصين حركة "فتح" الى لعب دور ايجابي من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط.
وقال المبعوث الصيني الخاص الى الشرق الاوسط وو سيك "نأمل في ان تساعد هذه المنظمة (…) على لعب دور ايجابي خصوصا لتوحيد الفصائل في فلسطين وادارة العلاقات مع (حركة) حماس بشكل صائب". اضاف امام الصحافيين "نأمل حقا في ان تلعب فتح دورها في القيادة والتنسيق داخل فلسطين بغية توفير الظروف الملائمة لمفاوضات السلام".
و بعث الأمين العام للجامعة العربية مرو موسى أمس برقية تهنئة لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لانتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لحركة فتح.
كما هنأ موسى أعضاء حركة فتح والشعب الفلسطينى بنجاح انعقاد المؤتمر السادس للحركة التى قادت نضال الشعب الفلسطينى وأحيت الأمل بانطلاقة نحو تحرير الأرض وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأعرب موسى عن أمله أن يسهم المؤتمر السادس لحركة "فتح" فى إنجاح الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية المنشودة واستعادة القرار الوطني الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتمثلة في استمرار الاحتلال والاستيطان والحصار والاجتياحات العسكرية وبناء الجدار وتهويد القدس.
وفي موقف أميركي غير رسمي من مجريات المؤتمر على المستوى السياسي، دعا زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي ستيني هوير الرئيس عباس الى التخلي عن أي شروط مسبقة في المفاوضات مع إسرائيل، وقال ان الكونغرس يفرق بين الاستيطان في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية.
وقال هوير في مقابلة نشرتها صحيفة "جيروزاليم بوست" أمس ان الخطاب السياسي الذي طرح في المؤتمر السادس لحركة "فتح" كان مؤسفا و"يعيد غرس شعور المواجهة والمقاومة بدلا من ان يكون أكثر ايجابية ويتحدث عن أي خطوات نريد للتحرك الى الأمام".
وكان هوير وصل الى إسرائيل يوم الأحد الماضي على رأس وفد يضم 29 نائبا من الحزب الديموقراطي.
والتقى الوفد مع وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ومع الرئيس شمعون بيريس. ومن المقرر ان يلتقي اليوم مع عباس .
وقال هوير "اعتقد انه لو كان هناك لهجة أكثر ايجابية من المؤتمر (فتح) لكان أكثر فائدة".
وأضاف ان إحدى رسائله الى عباس : ان هناك حاجة لتغيير الخطاب. وان الرسالة الأخرى انه يجب إسقاط أي شروط مسبقة لبدء المفاوضات مع حكومة نتنياهو.
وكان عباس قد أعلن انه يتعين على إسرائيل تجميد بناء المستوطنات قبل التفاوض مع الفلسطينيين.
وقال هوير الذي يعد حليفا قويا للرئيس باراك اوباما في الكونغرس انه بما ان عباس لم يضع شروطا مسبقة للتفاوض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت، بالتالي يجب ألا يضع شروطا الآن. أضاف "حان الوقت بالنسبة إليه للتوصل الى سلام من دون شروط مسبقة".
وأشاد هوير بنتنياهو، وأشار الى ان الأخير قبل حل الدولتين، وأزال 14 حاجزا في الضفة الغربية. وقال "كان هناك بعض الأشياء الايجابية جدا في ظل نتنياهو، واعتقد ان على عباس انتهاز الفرصة للانخراط مع نتنياهو من دون شروط مسبقة. كلا الشعبين يريد السلام، وعلى قادتهما تسهيل ذلك".
(يو بي أي، ا ف ب، أ ش أ، "المستقبل")