اللقاء المنتظر بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط حصل مساء أمس، ففتح الطريق امام لقاءات اخرى ابرزها ما سيشهده قصر بعبدا اليوم من اجل اطلاق تأليف الحكومة الذي بدأ مشواره قبل سبعة اسابيع.
الحريري – جنبلاط
وفيما احيط لقاء رئيس الوزراء المكلف ورئيس "اللقاء الديموقراطي" بالكتمان، فهم من التصريح الذي ادلى به النائب جنبلاط بعده "ان الحوار خلاله تناول كل المرحلة الماضية واتسم بالصراحة والود". وقد جرى التوقف عند الردود التي تلت مواقف جنبلاط في مؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي الاحد 2 آب وما تميزت به من تضخيم، مما حدا جنبلاط الى القول انها صورت المؤتمر بانه "اهم من النووي الايراني". وجرى التشديد على "ضرورة الوفاق الوطني واستكمال الجهود لمعالجة اوضاع داخل قوى 14 آذار في المرحلة الامنية".
اما ما قاله جنبلاط عن تأكيده للحريري "دعمي الكامل لتشكيل الحكومة وفق الصيغة التي وضعها، او ارتآها، صيغة الوفاق الوطني، و احترامي لارادة الناخبين"، فهو يشير صراحة الى ان وزراء "اللقاء الديموقراطي" سيكونون ضمن الاكثرية في صيغة 15 – 10 – 5.
بعبدا
ومع اتجاه الانظار الى قصر بعبدا الذي يتوقع ان يزوره الرئيس نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف اليوم، نقل زوار القصر عن الرئيس سليمان رغبته وحرصه على التعجيل في الاتفاق على الحكومة، وانه لا يوفر فرصة الا يبادر من موقعه الى الدفع نحو التوافق المطلوب. لكن مسألة التأليف ليست في يده، فهناك رئيس وزراء مكلف وقوى سياسية يحرص على ان تشترك كلها في عملية التسهيل. ويبدي تفاؤلا بالتوصل الى صيغة حكومية تعبر عن كل القوى السياسية. خصوصا ان ثمة الكثير من التحديات التي تفرض ان تكون هناك حكومة فاعلة، وفي مقدمها التهديدات الاسرائيلية.
بري
وسألت "النهار" الرئيس بري هل حان موعد افطاره بعد الصيام عن الكلام، فاجاب: "لم اسمع حتى الآن موعد آذان الافطار الحكومي في البلد".
واستخلص زواره ان رئيس المجلس ادى "قسطه للعلى من حيث تعبيد طريق صيغة 15 – 10 – 5 امام حكومة الحريري، وانه امضى 27 يوما وهو يزرع الورود ورياحين التفاؤل في الحديقة الحكومية".
ونقل هؤلاء الزوار ان بري يكرر منذ الاحد الماضي "ان الامور قابلة للحل ولازم تمشي ولم يعد هناك مبرر لتأخير اعلان التشكيلة الحكومية لان الامور كانت في الاصل شبه تامة. وكان في الامكان الاتفاق على الاسماء والحقائب". مضيفا "ان العقد الاساسية كانت ذهبت من طريقنا".
واشار مجددا الى "سلبية التأخر في اعلان الحكومة ودور ذلك في اطالة امد معافاة الجميع".
ولا ينكر بري بعض العقبات الكامنة، لكنه يرى "انها قابلة للحل والمعالجة".
وذكر الزوار ان بري اطلع على التصريح الذي أدلى به النائب جنبلاط اثر اجتماعه برئيس الوزراء المكلف وقال: "لا يمكن التعليق على هذا الكلام لا سلبا ولا ايجابا، وبالتالي علينا ان ننتظر بعض الوقت لنرى عمق الامور". وأبرز أهمية اللقاء في تسهيل ولادة الحكومة.
ولم يحصل أي اتصال بين الرئيسين بري والحريري حتى مساء أمس، بعد مضي 48 ساعة على عودة رئيس الوزراء المكلف الى بيروت، على عكس ما تداوله بعض وسائل الاعلام.
الحريري – عون
وانفتحت أمس قناة الاتصال بين الحريري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، بزيارة قام بها مساعد الرئيس المكلف نادر الحريري لوزير الاتصالات جبران باسيل في الوزارة، وقد أشارت الى ذلك قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله". وعلمت "النهار" ان العماد عون لا يزال عند شروطه التي تتمثل بحصول تكتله على حقيبة سيادية مع حقائب خدماتية، منها تلك التي كان التكتل يتولاها في حكومة تصريف الاعمال الحالية، وخصوصا الاتصالات والزراعة والشؤون الاجتماعية.
المعارضة
وفيما اعتبرت مصادر المعارضة ان الحريري سيواصل اتصالاته معها بعد لقائه جنبلاط امس، بثت قناة "أورانج تي في" التابعة لـ"التيار الوطني الحر" ان عشاء جمع مساء أول من امس، بعيدا من الاعلام، الوزير باسيل والنائب علي حسن خليل المعاون السياسي للرئيس بري والحاج حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وتخلله تأكيد موقف المعارضة الموحد من ثوابتها المعلنة وخصوصا الصيغة الحكومية 15 – 10 – 5 بقطع النظر عن توزيع الحقائب.
وتوقفت أوساط في المعارضة عند ما ورد في البيان الذي صدر اثر اجتماع كتلة "المستقبل" عن "حكومة الائتلاف الوطني"، ففسرت هذا الموقف بأنه يعني "عدم وجود أكثريات او أقليات في البلد، بل ان القوى السياسية تتكامل وينبغي ان تتلاقى تحت سقف الحكومة المنتظرة لجبه ودرء الاخطار الاسرائيلية والتفرغ لهموم المواطنين".
ولاحظت مصادر وزارية في المعارضة "أن ولادة الحكومة لا تبدو قريبة". وقالت: "عندما يلتقي الرئيس المكلف العماد عون تكون عملية التأليف وضعت على سكة الحل. واذا لم تذلل بقية العقد هذا الاسبوع فسيكون من الصعب انجاز عملية التأليف قبل شهر رمضان".
"حزب الله"
وسجلت أمس زيارة أولى لوفد رفيع المستوى من "حزب الله" للنائب جنبلاط في منزله في كليمنصو. فبعد عودة رئيس "اللقاء الديموقراطي" من لقائه رئيس الوزراء المكلف، استقبل وفدا من كتلة "الوفاء للمقاومة" برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد. وقد حرص رعد على ان يوضح ان اللقاء "كان محددا قبل يومين ولا علاقة له اصلا باللقاء الذي حصل اليوم (أمس) (بين جنبلاط والحريري)". وأدرج اللقاء في "سياق برنامج التواصل الدوري الذي وضعناه في سياق تنقية الاجواء". وأعلن انه وجه دعوة الى جنبلاط لحضور مهرجان الحزب في 14 آب الجاري.
"النهار"