علّقت الخارجية الإيرانية السبت، على اتفاق بكين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، قائلة إن الحكومة الإيرانية الحالية اتخذت من خلال هذا الاتفاق “خطوة أخرى في تنفيذ سياسة خارجية متوازنة ودبلوماسية فاعلة، لوضع العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية على مسارها الطبيعي”.
بدورها، أعلنت البعثة الإيرانية الدائمة في الأمم المتحدة أن العلاقات بين إيران والسعودية تحظى بالأهمية على المستويات الثلاثة: الثنائي، والإقليمي، والدولي.
وقالت البعثة الإيرانية أن العلاقات مع الرياض “ستسرع التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن وإطلاق الحوارات اليمنية وتشكيل حكومة يمنية شاملة في هذا البلد”.
وكانت إيران والسعودية قد أعلنتا، في تطور مفاجئ الجمعة، استئناف العلاقات في بيان ثلاثي مع الصين، ومن المقرّر أن يلتقي وزيرا خارجية إيران والسعودية لتنفيذ هذا القرار، والقيام بالتحضيرات اللازمة لتبادل السفراء.
وأكد البلدان احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والعمل على تنفيذ اتفاق التعاون الأمني السابق المبرم خلال عام 2001، فضلاً عن الاتفاق العام للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.
وفي هذا السياق، حذرت تقارير إعلامية وأمنية إسرائيلية من نتائج اتفاق التطبيع بين السعودية وإيران، معتبرة أن الاتفاق سيفتح المجال لعلاقات أوسع بين إيران ودول إقليمية كبرى بينها مصر.
وقال محلل الشؤون الأمنية والاستخبارتية في صحيفة “هآرتس” تسفي بارئيل في مقال له السبت، إن الاتفاق يبدد الحلم الإسرائيلي في إقامة تحالف عربي دولي ضد إيران.
وأضاف بارئيل، أن الاتفاق الأخير سيبث الحياة في مفاوضات الاتفاق النووي الجديد بين الغرب وإيران، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق التاريخي يشير إلى صعود قوة الصين في المنطقة على حساب الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد المحلل الأمني الإسرائيلي، إن الحلم الإسرائيلي تلاشى بإقامة تحالف عربي دولي ضد إيران، موضحاً أن هذه الخطوة الدراماتيكية سترسم خريطة جديدة للعلاقات في الشرق الأوسط وخارجه. مشدداً على أن الاتفاق الجديد بين الرياض وطهران سيوفر شرعية أساسية لإيران بين الدول العربية في المنطقة، والتي قد تؤدي لاحقاً إلى علاقات دبلوماسية مع دول أخرى مثل مصر.
وكان المراسل الدبلوماسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إيتمار آيخنر قد أكد في تحليل له أن “الاتفاق الذي وقعته الجمعة السعودية وإيران بوساطة الصين، والذي يستأنف في الواقع العلاقات التي قطعت بين البلدين في يناير 2016، هو خطوة دراماتيكية تمثل تعبيراً عن عدم الثقة في القيادة الأميركية أولاً وقبل كل شيء، وكذلك تعبير سعودي عن عدم الثقة في رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعزل إيران.. فقط صباح اليوم ذكر نتنياهو رؤيته لتطبيع العلاقات بين البلدين، بخط قطار من السعودية إلى حيفا”.
“المدن”