أشارت اليوم الإثنين لجنة تحقيق عيّنتها الأمم المتحدة إلى أن المنظّمة الدولية والحكومة السورية وجهّات أخرى يتحمّلون مسؤولية تأخّر وصول المساعدات الطارئة إلى السوريين بعد الزلزال الذي وقع الشهر الماضي، ووصفت الإخفاقات بأنها “صادمة” ودعت إلى إجراء تحقيق منفصل.
ويأتي هذا الاتهام في وقت تتعرّض فيه الأمم المتحدة لانتقادات متزايدة بسبب دورها في أعقاب الزلزال الذي أسفر عن مقتل نحو ستة آلاف في سوريا، معظمهم في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة قرب الحدود التركية.
وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو في بيان إنه “رغم وجود الكثير من الأعمال البطولية وسط المعاناة، فقد شهدنا أيضاً إخفاقاً بالجملة من جانب الحكومة والمجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، في توجيه المساعدات الضرورية بسرعة إلى السوريين الذين هم في أمس الحاجة لها”.
وأضاف البيان أن هذه الجهات أخفقت في التوصّل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية والسماح بعبور المساعدات المنقذة للحياة من خلال أي طريق ممكن، مما جعل السوريين يشعرون “بالخذلان والإهمال ممن يفترض منهم حمايتهم في أحلك الأوقات”.
وتابع بينيرو في مؤتمر صحافي عقده لاحقاً “للشعب السوري الحق في معرفة الحقيقة، لماذا تلقّوا هذه المعاملة؟”.
وقال هاني مغلي، وهو عضو آخر في اللجنة المكوّنة من ثلاثة أفراد، لرويترز، عن تأخّر وصول مساعدات الأمم المتّحدة “لا حاجة لإذن بالعمل في حالة الطوارئ.. هذا ما صدمنا”.
وأضاف أنه حتى عندما بدأت المساعدات في التدفق، بعد أيام من زلزال السادس من شباط (فبراير)، كانت عبارة عن مواد غذائية وإمدادات أخرى وليس الجرافات والرافعات الضرورية لإزالة الأنقاض أو المعدّات الطبية التي كان من الممكن أن تعالج الإصابات البالغة التي تعرض لها الناجون.
ولم ترد وزارة الإعلام السورية بعد على طلب للتعليق.
وذكر المتحدّث باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن 720 شاحنة محملة بالمساعدات وصلت حتى الآن إلى شمال غرب سوريا عبر ثلاثة معابر حدودية. وأكد عدم إرسال أي معدات ثقيلة، قائلاً إن هذا النوع المساعدات لا يمكن إلا للسلطات الوطنية تقديمها.
وتقول الحكومة السورية إنه يتعيّن أن تمر المساعدات الإنسانية عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها، لكن يُسمح بعبور إمدادات إلى منطقة الشمال الغربي عبر الحدود مع تركيا بموجب آلية يقرها مجلس الأمن الدولي.
وزاد زلزال الشهر الماضي من الأوضاع البائسة التي يعيشها السوريون جراء حرب مستمرة منذ 12 عاماً، وكان أكثر من أربعة ملايين يعتمدون على المساعدات قبل وقوع الزلزال.
وتشكّلت اللجنة المستقلة للتحقيق في الانتهاكات المتورط بها جميع أطراف النزاع. ولفتت العضو باللجنة اليوم الإثنين لين ولشمان إلى أن اللجنة تعتزم التحقيق في ضربة جوية إسرائيلية تسبّبت في تعطل العمل بمطار حلب، مما أجبر الرحلات التي تنقل المساعدات على تغيير مسارها.