أعلنَ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة تلفزيونية مع قناة TRT المحلية، عن مقتل زعيم تنظيم الدولة «أبو حسين القرشي «بعملية نفذتها المخابرات الوطنية التركية MİT قرب عفرين شمال غربي سوريا، وقال أردوغان «إن المخابرات كانت تلاحق القرشي منذ فترة طويلة»، وأثار هذا الإعلان تساؤلات حول دقته في غمار حملة انتخابية يطلق فيها الرئيس التركي تصريحات للدعاية لحزبه الحاكم، كما ان غياب اي اعلان للتحالف الدولي عن العملية يضيف شكوكاً حول هوية الشخصية المستهدفة إن كان فعلًا زعيم التنظيم أو مجرد قيادي آخر، كذلك الحال بالنسبة للجيش الوطني السوري المُعارض والذي لم يُصدر أي بيان عن العملية حتى اللحظة.
أحد السكان المحليين قال لـ»القدس العربي» إنَ العملية حصلت يوم السبت 29 أبريل الماضي، في حدود الساعة الثانية ليلاً، في قرية مسكة تحتاني التابعة لناحية جنديريس والتي تُسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، حيث طوقت قوة أمنية تركية كبيرة منزلاً مكوناً من طابقين يقع ضمن مزرعةً في القرية المذكورة، وتعود ملكيته لمواطن كردي من عائلة كوردان، يقع على طريق مسكة – سيندانكة، ويقول شاهد العيان «رافقت القوات التركية قوة إسناد مكونة من عناصر من الجيش الوطني السوري الذين توزعوا في محيط المنطقة، وأعلنوا عن حظر للتجوال قبيل العملية، وسط دعمٍ من الطيران التركي المُسير والذي لم يغب عن سماء المنطقة».
عملية المداهمة استهدفت شخصاً مجهول الهوية كان في المنزل، بعدها سُمعت أصوات اشتباكات دامت أكثر من نصف ساعة، وانتهت بصوت انفجار كبير، يعتقد أنه للحزام الناسف.
كذلك قال مصدر خاص من الشرطة العسكرية التابعة للمعارضة، رفض الكشف عن اسمه : «إن الشخص المطلوب رفض تسليم نفسه، واشتبك مع القوات التركية التي كانت تحاصره، وبعد حوالي الساعة من الاشتباكات المتقطعة، تم استهدافه بصاروخ من طائرة مُسيرة أدت لمقتلهِ، بعدها قامت القوات التركية بسحب جثته ونقلها معهم». ويرى مراقبون أن الإدعاء قد يكون صحيحاً، والرجل قد يكون مُراقباً بالفعل من قبل المخابرات التركية خاصة أنه يسكن في منطقة خاضعة للنفوذ التركي، ثم تم تحييده في هذا التوقيت بالذات، ليضفي رصيداً إضافيا للرئيس اردوغان والذي يخوض معركة انتخابية شرسة، فيما يرى فريق ثانٍ من المراقبين أن تنظيم الدولة ليس ساذجاً ليرسل زعيمه الجديد للمنطقة نفسها التي قُتل فيها أثنان من قادته السابقين، والمؤكد أن الجميع سيكون بانتظار الإعلام الرسمي لتنظيم الدولة. ويعلق رائد الحامد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة والمستشار السابق في مركز الأزمات قائلاً إن «حجي عبد الله قرداش الذي هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي آخر أمراء تنظيم الدولة ممن يمكن الجزم بهويتهم الحقيقية».
وعادة تتعرف الأجهزة الامنية على هوية قادة التنظيم من خلال معلومات تنزع من معتقلي التنظيم خاصة من قادة الصفوف المتقدمة، او مراقبة تحركات عناصر التنظيم والمراسلين، او يتم متابعة تحركاتهم من قبل الاجهزة الاستخباراتية الامريكية التي سبق لها ان اعتقلت في سجن بوكا كل من أميري التنظيم أبو بكر البغدادي وأبو ابراهيم الهاشمي القرشي. لكن في حالات متأخرة تشمل الأمير الثالث ابو الحسن الهاشمي القرشي وابو الحسين الحسيني القرشي لم تعلن الولايات المتحدة عن هويتهما ولم تضعهما سابقاً على لائحة القيادات المطلوبة بتهم الارهاب.
ويقول الحامد في حديثه الخاص لـ»القدس العربي»: أعتقد ان الإعلان التركي بحاجة الى الكثير من النقاشات حول كيفية الجزم بأن القتيل هو أبو الحسين الحسيني القرشي، فيما لا تزال عملية مقتل سلفه ابو الحسن الهاشمي القرشي تدور حولها عشرات الاسئلة دون إجابات محددة».
ويختم «أرى أن الإعلان التركي في تحديد منصب القتيل بأنه هو أمير التنظيم الذي تسلم مهامه نهاية نوفمبر من العام الماضي، في حاجة الى مزيد من الوقت للجزم بأن القتيل هو فعلاً أبو الحسين الحسيني القرشي».
“القدس العربي”