أعلنت وسائل إعلام النظام السوري خروج مطار حلب الدولي عن الخدمة بعد هجوم إسرائيلي استهدف مستودعات للأسلحة، فجر الثلاثاء، وأسفر عن مقتل وجرح عدد من ضباط الدفاع الجوي لدى النظام. وقالت وكالة «سانا» أمس الثلاثاء، إن جنديًا قتل وأصيب خمسة آخرون ومدنيان «جراء عدوان إسرائيلي استهدف محيط مدينة حلب، وأدى أيضاً إلى خروج مطار حلب الدولي عن الخدمة».
ونقلت الوكالة الناطقة باسم النظام عن مصدر عسكري قوله «حوالي الساعة الحادية عشرة و 35 دقيقة من مساء اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه جنوب شرق حلب مستهدفاً مطار حلب الدولي وعدداً من النقاط في محيط حلب».
المرصد: مقتل 7
وأسفر القصف على الموقع حسب مصدر عسكري واسع الاطلاع لـ»القدس العربي» عن مقتل «اثنين من الضباط أحدهما برتبة عقيد والآخر برتبة ملازم أول، إضافة إلى 3 عناصر» مؤكداً مقتل «القيادي لدى حزب الله اللبناني عماد رسلان أبو مهدي». وأضاف: أثناء محاولة ضباط الدفاع الجوي فتح الرادارات على الطيران الإسرائيلي، استهدفتهم طائراته، حيث قتل وجرح عدد من ضباط النظام السوري. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فذكر أن حصيلة قتلى الغارة الإسرائيلية ارتفعت إلى سبعة أشخاص، بينهم أعضاء في ميليشيات موالية لإيران. وقال المرصد إن من بين القتلى ثلاثة عناصر من ميليشيا موالية لإيران من غير الجنسية السورية وأربعة ضباط من القوات الحكومية السورية.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، والذي يراقب الحرب في سوريا منذ 2011، إنه تم سماع دوي عدة انفجارات في منطقة المطار وقاعدة النيرب الجوية القريبة. وتابعت مجموعة مراقبة الحرب إن الهجوم أشعل النار في مستودع ذخيرة وألحق أضرارا مادية جسيمة بالمطارين. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الأهداف كانت عبارة عن مستودعات ذخيرة للمليشيات الموالية لإيران في منطقة مطار حلب الدولي. ولم يعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على التقارير.
وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام قد أعلنت أن الدفاعات الجوية لجيش النظام السوري قد تصدت «لعدوان إسرائيلي» على محيط حلب وأسقطت عدداً من الصواريخ.
استهداف الميليشيات الإيرانية
المصدر العسكري قال لـ»القدس العربي» إن سلاح الجو الإسرائيلي، استهدف بقذائف تصادمية ليست خارقة، ثلاثة أهداف للنظام السوري والميليشيات التابعة لإيران «الأول هو مصنع أعلاف بالقرب من المطار، ويضم مستودعات للصواريخ والذخيرة، والهدف الثاني كتيبة الرادار ضمن المطار، والهدف الثالث هو مقر تابع للواء فاطميون موجود داخل مركز البحوث العلمية في مشروع زينان في محيط مطار حلب الدولي.
وأضاف المصدر أن مستودعات الأسلحة الواقعة ضمن مصنع للأعلاف، هي الهدف الرئيس من القصف، وتقع في المنطقة الصناعية قرب معامل الدفاع الجوي، وتتبع حزب الله، مشيراً إلى أن المستودع يقع ضمن سلسلة «مستودعات التوريد» المخصصة للأسلحة الآتية من العراق والتي تمر بمستودعات البوكمال والميادين ثم حلب ومصياف وصافيتا ثم إلى لبنان. وقال «المستودعات هذه مخصصة لتكون محطة مؤقتة للصواريخ القادمة من العراق إلى لبنان والتي تمر بمستودعات حلب ثم مصياف وتلكلخ ثم ترحل إلى لبنان لذلك هي ضمن سلسلة التوريد».
أرجع الخبير العسكري والباحث بالشأن الإيراني، ضياء قدور استمرار القصف الإسرائيلي على مطار حلب الدولي إلى سببين، الأول وقوع المطار على طريق التهريب الجوي والبري معاً، والثاني نتيجة اعتماده إيرانياً وجهة جوية مريحة لـ»فيلق القدس»، حيث يقع المطار في أقصى الشمال السوري البعيد نسبياً عن متناول صواريخ كروز «دليلة» الإسرائيلية. وكالة «سبوتنيك» الروسية، أشارت إلى تعرض المطار لأضرار جسيمة أصابت المدرج، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. لكن قدور أشار في حديثه لـ»القدس العربي» إلى عدم وجود تقديرات دقيقة حول مدى الأضرار التي لحقت بالمطار رغم الأنباء الرسمية التي أعلنت عن تعطل المطار. وأضاف أن إسرائيل اختارت منذ سنوات سياسة الإعاقة في التعامل مع تهديدات مسار التهريب الجوي عبر المطارات السورية، لكن هذه السياسة وصفت بأنها هادئة ومتأنية في كثير من الأحيان لأن فترات إعادة تعافي المطارات السورية بعد الاستهداف كانت قصيرة نسبياً.
ضربات تحذيرية
وبالتالي، في المجمل يرى قدور أن الضربات المتكررة تأتي في إطار «التحذير»، ما يؤشر إلى عدم وجود رغبة إسرائيلية في التصعيد أبعد من هذا المستوى، واستدرك بقوله «لكن يمكن في وقت من الأوقات أن تذهب الاستراتيجية الإسرائيلية أبعد من ذلك في حال اقتضت الحاجة، نحو التعطيل الكامل والكلي للمدارج وأجهزة الملاحة والرادارات داخل المطارات السورية من خلال استخدام عدد أكبر من صواريخ «دليلة» ذات الرأس الانفجاري الصغير نسبياً».
وفي آذار/مارس الماضي، استهدفت إسرائيل المطار ذاته مرتين في غضون شهر، حيث أدت الهجمات إلى إحداث أضرار مادية جسيمة بمدرجات المطار، وأدت إلى تعطله أياماً عدة عن العمل بعدما كان وجهة رئيسية لطائرات المساعدات التي تصل البلاد منذ حدوث الزلزال المدمر في 6 شباط/فبراير الماضي.
والقصف الأخير هو الهجوم الـ16 على المطار منذ مطلع العام 2023، وحسب مصادر حقوقية سورية، استهدف الهجوم مستودعاً للذخيرة في منطقة مطاري حلب الدولي، والنيرب العسكري في حلب. في السياق، نعت صفحات موالية للنظام السوري الضابط في جيش النظام محمد فائز ملحم المتحدر من قرية الشيخ بدر بريف طرطوس جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت المطار مساء الثلاثاء.
“القدس العربي”