ليس معروفاً على وجه الدقة المصير الذي سينتهي إليه أكثر من 5 آلاف سوري عالقين في مدينة بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، بانتظار عمليات الإجلاء نحو مدينة جدة السعودية، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الائتلاف السوري، سالم المسلط، أن المعارضة تتواصل مع الهيئات الدولية لإجلاء العالقين.
وحسب مصادر «القدس العربي» من مدينة بورتسودان، نجح نحو 300 مقيم سوري في السودان في الوصول إلى جدة السعودية، وغالبيتهم من حملة الإقامات في السعودية، ودول خليجية أخرى، في حين تقطعت السبل بمئات العائلات في المدينة.
وأكد أحد السوريين من بورتسودان لـ«القدس العربي» أن المدينة اكتظت بالسوريين وغيرهم، حيث يتعذر العثور على مكان للإيواء، بعد إيجار المنازل وإشغال الغرف الفندقية بالكامل.
وأوضح، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن غالبية العائلات السورية تقيم حالياً في المساجد والحدائق، مناشداً كل الأطراف السورية (النظام، المعارضة) بالتدخل السريع، قبل نفاد ما تبقى من أموال لدى السوريين.
كذلك، قال طبيب سوري مقيم في السودان لـ«القدس العربي» لم يصدر أي توضيح رسمي من السفارة السورية أو غيرها بخصوص عمليات الإجلاء، مضيفاً مفضلا عدم ذكر اسمه «نحن بانتظار عمليات الإجلاء، أسوة بكل الدول التي تواصل إجلاء رعاياها من السودان».
وانتقد الطبيب غياب الجهات الرسمية السورية، وقال: «لم نحصل إلا على الوعود فقط، والكل يتنصل من مسؤوليته». وبما يخص التوجه نحو مصر، أكدت سيدة سورية أن مصر تسمح للحاصلين على الجنسية السودانية وأصحاب الإقامات السابقة لديها بالعبور، في الوقت الذي وصلت فيه تكلفة الحصول على فيزا مستعجلة 1400 دولار أمريكي 4 أيام، وغير المستعجلة 1100 دولار أمريكي 10 أيام.
وبيّنت لـ«القدس العربي» التي لا زالت مقيمة في الخرطوم، أن السوريين يتغاضون عن الخطر في سبيل الخروج من الخرطوم، مستدركة: «لكن المشكلة تكمن في عدم وجود منفد إلى خارج السودان».
وأشارت إلى التسهيلات التي يقدمها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لكل الأجانب للخروج من الخرطوم، مؤكدة أن «الخوف من العصابات وقطاع الطرق، علاوة على تكلفة التنقل المرتفعة».
ولفتت إلى ما وصفته بـ«الكذب واستغلال الأزمة» من قبل جهات سورية ـ لم تسمها-، موضحة أن «قامت إحدى الجهات بجمع أسماء نحو ألف مقيم سوري في الخرطوم، بغرض تأمين خروج آمن من السودان، لكن انتهى الأمر بعد تزويد الجهة بصور الوثائق الشخصية ووثائق السفر».
في حين قال الائتلاف السوري المعارض في بيان، إن السفارة السعودية طلبت تسليم الجوازات لمندوب النظام السوري لفحصها وإتمام نقلهم إلى السعودية، إلا أن مندوب النظام حجز الجوازات وتواصل مع أجهزة النظام الأمنية لنقل مئات العائلات إلى دمشق خلافاً للمتفق عليه.
ودعا إلى ضرورة التدخل السريع من قبل المملكة السعودية والمنظمات الحقوقية لإنقاذ مئات العائلات المهجرة بسبب جرائم الذي يحاول عن طريق مندوبه أن يعيدها مجبرة إلى مناطق سيطرته، مما يعرضهم لخطر الاعتقال.
وسبق أن نقلت وسائل إعلام النظام عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن سفارة النظام في الخرطوم، تتابع باهتمام كبير أوضاع الجالية السورية والبعثة الدبلوماسية في السودان، ووجهت السفارة إلى تسجيل أسماء السوريين الراغبين بالإجلاء، وفق الإمكانيات المتاحة، وفي إطار الحفاظ على حياة السوريين بعيداً عن الأخطار المحتملة.
“القدس العربي”