يشهد مسار التطبيع العربي مع النظام السوري قفزات متسارعة، في مشهد اعتبره معارضون سوريون بأنه «استثمار خاسر، وطريق خطير يجب تجنبه، كونه سيشمل الاعتراف بالنظام السوري كحكومة شرعية وإقامة علاقات دبلوماسية، دون أي إصلاحات حقيقية أو محاسبة».
ويعد الاجتماع التشاوري الخماسي حول سوريا، الذي عقد في عمّان، الاثنين، بمشاركة وزراء خارجية كلّ من سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، الخطوة الأحدث في مسار الانفتاح العربي على النظام في دمشق، وهو ما فجر حفيظة المعارضين السوريين الذين نظموا بالتزامن معه، مؤتمر «سوريون ضد التطبيع» كأول مؤتمر شعبي يضم قوى سياسية وعسكرية، ويعلن رفض التطبيع مع النظام السوري، في مدينة الراعي بريف حلب شمالي سوريا.
وشارك في المؤتمر أكثر من ألفي مشارك، منهم ممثلون عن المجلس الإسلامي السوري وقادة الفصائل في الجيش الوطني السوري، وممثلون عن تنسيقيات الثورة السورية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء رابطة المهجرين السوريين، ورابطة المرأة السورية، إضافة قيادات من المعارضة السورية وعلى رأسهم رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة عبدالرحمن مصطفى ورئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة وعدد كبير من أعضاء الهيئتين السياسية والعامة في الائتلاف.
وأكد المشاركون في المؤتمر تمسكهم بأهداف الثورة السورية وإسقاط نظام الأسد وتحقيق العدالة والمحاسبة، مشيرين إلى أنّ النظام يستمر حتى اليوم بارتكاب الجرائم والانتهاكات في مختلف المدن السورية.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إبراهيم الحبش، لـ «القدس العربي» إن «الدعوة للمؤتمر أتت بعد تسارع وتيرة التنسيق والتطبيع مع نظام الأسد فتداعى السوريون كافة بكل قواهم العسكرية والسياسية والمدنية لعقد مؤتمر عام والذي حمل اسم المؤتمر السوري لرفض التطبيع مع نظام الأسد». مشيرا إلى اختتام أعمال المؤتمر السوري، في مدينة الراعي بريف حلب، بحضور شعبي تجاوز 2000 شخص ضم أغلب أطياف الثورة والمجتمع.
و كشف رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، ضعف موقف المعارضة السورية، مؤكدًا أن «المؤتمرات غير كافية لوقف التطبيع مع النظام السوري» وقال جاموس «لا يمكن مواجهة التطبيع إلا بوحدتنا، وتغيير طريقة عملنا، والمجتمع الدولي لا يعترف إلا بالقوي، وحتى نكون كذلك لا بد أن يكون الجيش الوطني جيشاً حقيقياً، والمؤسسات تحت إشراف الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، عند ذلك فقط نكون على طاولة المفاوضات أقوياء».
“القدس العربي”