أكدت مصادر في هيئة التفاوض السورية المعارضة أن الزيارة الاخيرة التي أجراها وفد الهيئة إلى الولايات المتحدة لم تكن إيجابية، بينما تباينت التقديرات حول أسباب ذلك، رغم الترجيح بأن السبب هو الموقف الأميركي المؤيد للتطبيع الإقليمي مع النظام.
ورغم حديث رئيس الهيئة بدر جاموس عن نجاح الزيارة التي جرت الأسبوع الماضي، إلا أن مصادر “المدن” كشفت عن برود كبير قابل به الأميركيون الوفد، الذي ضم أيضاً كل من رئيس الائتلاف المعارض سالم المسلط، وأعضاء الهيئة: أنس العبدة وفدوى العجيلي وإبراهيم برو.
تهرب من الوفد!
وأكد أحد أعضاء الوفد ل”المدن”، أنه وعلى عكس تصريحات جاموس فإن أي اجتماع لم يحصل بين الهيئة وبين نائبة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف، رغم أن اللقاء كان مبرمجاً في الزيارة.
وأوضح المصدر أن ليف، وبعد وصول الوفد إلى مبنى الخارجية، طلبت منه الاكتفاء باللقاء مع مساعدها الخاص للملف السوري إيثان غولدريتش، قبل أن تدعوهم لالتقاط صورة جماعية على باب مكتبها، متذرعة بانشغالها بالحرب في السودان.
وعلى الرغم من أن برنامج لقاءات الوفد كان يتضمن الاجتماع مع عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلا أنهم جميعاً اعتذروا عن استضافته في اللحظات الأخيرة، باستثناء السيناتور تيد كروز. وقال المصدر إن اللقاءات اقتصرت على موظفين يعملون في مكاتب بقية الأعضاء.
وأشار المصدر إلى أنه وبشكل عام فقد كانت أجواء التعامل مع وفد المعارضة السورية غير مشجعة، مرجحاً أن يكون السبب هو التغيير الكبير في الموقف الأميركي لصالح دعم التطبيع العربي والاقليمي مع النظام.
ولم يستبعد عضو الوفد الذي تحدث ل”المدن”، أن يكون للسعودية دور في ما حصل، خصوصاً وأن حديث مسؤولي المملكة مع بدر جاموس خلال زيارته الآخيرة للرياض، والتي سبقت التوجه إلى الولايات المتحدة، كانت غير ودية أيضاً، حيث تم إبلاغه بضرورة الموافقة على المبادرة العربية وأن الولايات المتحدة موافقة عليها وتدعمها، وأن موقف الدول من المعارضة سيتحدد بناء على ذلك.
تغيّر عام
لكن المعارض السياسي السوري سمير نشار يرى أن إلغاء بعض اللقاءات مع وفد هيئة التفاوض في واشنطن، قد يكون سببه أن الزيارة لم تكن بدعوة رسمية، رغم أنه لا ينفي التغير في المزاج الدولي والإقليمي تجاه المعارضة السورية.
ورجّح نشار ل”المدن”، أن لا تكون “زيارة وفد المعارضة إلى واشنطن بناءً على دعوة مسبقة من وزارة الخارجية الأميركية، وإنما بترتيب من بعض السياسيين السوريين المقيمين في واشنطن”، من دون أن يستبعد أن “واشنطن قد تكون بصدد التحول إلى موقف جديد من الملف السوري”، قائلاً إن الولايات المتحدة مع أغلبية الدول التي كانت مهتمة بالملف، “تعرف أن مختلف مؤسسات المعارضة الرسمية باتت تحت الوصاية التركية، لذلك لم تعد هذه المؤسسات موضع اهتمام”.
ورغم نفي مصدر “المدن”، أن يكون لكل ما سبق ارتباط بالعلاقة السلبية بين المعارضة، وبين الإدارة الذاتية، إلا أن نشار لا يستبعد أن يكون “عدم اكتراث الولايات المتحدة بالوفد، بل وحتى التحول بمجمل موقفها، قد يصل إلى حد تبنى ممثل آخر للمعارضة يضم الإدارة التي تسيطر على أجزاء من شمال شرق سوريا”.
ويقول: “يتم الحديث عن الدعوة إلى مؤتمر للقوى والشخصيات الديموقراطية السورية يرتب له بعيداً عن البيئة الاقليمية، كما تردد أيضا أن هناك بعض الناشطين السوريين المؤثرين في واشنطن، بالإضافة إلى شخصيات من الإدارة الذاتية سيشاركون في هذا المؤتمر، الذي قد يشكل انعطافة كبيرة في الملف السوري اذا اعترفت الولايات المتحدة به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري”.
“المدن”