أكدت مصادر “المدن” إغلاق النظام السوري معبر الطبقة الذي يربط مناطق سيطرته مع مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، تزامناً مع إغلاق حكومة إقليم كردستان العراق معبر “فيشخابور” الذي يربط محافظة دهوك بالحسكة السورية، مرجحة أن يتم إغلاق بقية المعابر التي تربط مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالداخل السوري والعراق، للضغط الاقتصادي عليها ودفعها إلى تقديم تنازلات سياسية للنظام.
ولا يمكن فصل سياسة الضغط القصوى على “قسد” ومن خلفها الولايات المتحدة عن ما أنتجه الاجتماع الوزاري الرباعي الذي عُقد قبل يومين في موسكو، على مستوى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، وفق تأكيد المصادر.
وفي خطاب يؤشر إلى دور روسي في إغلاق معبر “فيشخابور”، قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية إن المعبر غير الشرعي يستخدمه جنود وضباط الجيش الأميركي في سرقة النفط السوري وتهريبه إلى الأسواق الإقليمية، إلى جانب إدخال وإخراج القوافل والوفود الأمنية الأميركية المتسللة من وإلى شرقي سوريا.
وكانت حكومة إقليم كردستان العراق قد أغلقت المعبر بألواح أسمنتية، وأغلقت الجسر الثاني العائم على نهر دجلة أمام وسائل المواصلات، ونشرت قوات الشرطة على الحدود، وأمهلت الأهالي الذين دخلوا الإقليم لتلقي العلاج والزيارات أياماً للعودة إلى سوريا.
وكان لافتاً أن قرار حكومة إقليم كردستان العراق بإغلاق المعبر، جاء بعد يوم واحد على افتتاح معبر حدودي جديد (زيت/كرانة) بين العراق وتركيا، هو الثاني بين البلدين، ليبدو التزامن ليس مصادفة، وإنما بضغط وطلب من تركيا.
ويقول علي تمي السياسي والمتحدث باسم تيار المستقبل الكردي ل”المدن”: “نحن أمام خطة لتطويق وحصار (قسد)، ودفعها إلى تقديم تنازلات سياسية واقتصادية للنظام السوري الذي يعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تبدو ملامحها من خلال انهيار سعر صرف الليرة السورية التي تجاوزت ال9 آلاف مقابل الدولار الأميركي”، لافتاً إلى قيام مبعوث وزارة الخارجية الأميركية إلى شمال شرقي سوريا نيكولاس غرينجر الموجود في مناطق قسد، بالتدخل لإعادة افتتاح معبر “فيشخابور”، الأمر الذي أكدته مصادر “قسد”.
ونقلت عن مصدر كردي أن وسيطاً أميركياً يبحث ملف المعبر مع الطرفين العراقي والسوري، ونقل فحوى لقائه بمسؤولين في إقليم كردستان للإدارة الذاتية.
وحذرت المصادر من “حرب اقتصادية” ضدها، وقالت: “التصعيد وسيلة للضغط على الإدارة الذاتية، والأهالي لتقديم تنازلات للأطراف المتصارعة كروسيا وتركيا والنظام السوري”.
وعلمت “المدن” من مصادر خاصة أن هدف روسيا هو تسليم جميع المعابر التي تربط شمال شرق سوريا بالعراق للنظام السوري، مستبعدة أن توافق الولايات المتحدة الداعمة ل”قسد” على تسليم معبر “فيشخابور” للنظام، لأن ذلك يضر بالمصلحة الأميركية كونه يعد طريق الإمداد شبه الوحيد للقوات الأميركية المتواجدة في سوريا.
وفي السياق، عزت مصادر أخرى إغلاق معبر “فيشخابور” من حكومة إقليم كردستان إلى منع “قسد” عبور وفد المجلس الوطني الكردي في سوريا إلى الإقليم، للمشاركة في مؤتمر الحزب “الديمقراطي الكردستاني” في مدينة أربيل.
وتعليقاً، يقول علي تمي إن جهود مبعوث الخارجية الأميركية غرينجر الهادفة إلى إقناع “قسد” بالسماح لوفد المجلس بالعبور نحو إقليم كردستان انتهت إلى الفشل، بسبب سيطرة منظومة حزب “العمال” الكردستاني على قرار هذا المعبر وغيره من المعابر الأخرى.
“المدن”