فوز فاروق حسني بأغلبية الأصوات حتي الجولة الثالثة من انتخابات مدير عام جديد لمنظمة اليونسكو ثم تعادله في عدد الأصوات مع مرشحة بلغاريا إيرينا بوكوفا المدعومة من الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا وأمريكا اللاتينية دليل واضح علي قوة موقفه وصلاحيته لهذا المنصب الرفيع. ويؤكد ذلك أيضا تصويت دول أوروبية عديدة من شرق أوروبا وكل الدول الأوروبية المطلة علي البحر المتوسط لصالحه في ذلك الصراع الشرس علي المنصب.
يرجع ذلك ايضا للجهود التي بذلتها القيادة السياسية في القاهرة مع حكومات الدول الأخري وإلي موقف مصر الداعم للسلام دائما والرافض بشدة للتطرف والداعي للاعتدال والتعايش السلمي بين الشعوب علي اختلاف ثقافاتها, فهذا الموقف المصري هو الذي كان أيضا وراء تولي شخصيات مصرية عديدة مناصب دولية بارزة مثل د. بطرس غالي سكرتيرا عاما للأمم المتحدة ود. محمد البرادعي مدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ود. فتحي سرور رئيسا للاتحاد البرلماني الدولي ود. محمود ابوزيد رئيسا لمجلس المياه العالمي, كما ساعد علي حصول الرئيس أنور السادات والأديب نجيب محفوظ والعالم أحمد زويل ود. محمد البرادعي علي جائزة نوبل للسلام, أرفع جائزة دولية.
هذا الموقف المشرف ظهر به فاروق حسني في انتخابات اليونسكو برغم التكتل الذي قادته دول كبري مثل الولايات المتحدة لضمان فوز منافسته البلغارية بالمنصب, فهو من أكفأ المرشحين, ان لم يكن أكفأهم علي الاطلاق, وقادر علي تحقيق الهدف السامي لليونسكو لإلمامه بثقافات دول الشمال مع انتمائه لدول الجنوب, وليت الصراعات السياسية تبعد تماما عن مثل هذه المنظمات ذات الدور الحضاري العالمي والتي يجب أن يتولي قيادتها من يستطيع تحقيق الهدف من إنشائها وليس لأنه ينتمي لهذا البلد أو ذاك أو لمواقفه السياسية.
الأهرام