اخيراً صافح الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور الرئيس الامريكي باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، واطلقت هذه المصافحة اشارة البدء في استئناف المفاوضات بين الجانبين.
الوفد الفلسطيني سيمارس اسلوب التضليل مجدداً، ونحت التعبيرات التي تؤكد انه لم يتنازل عن موقفه الذي تمسك به طوال الاشهر الماضية بعدم الدخول في اي مفاوضات مع حكومة نتنياهو قبل التزامها الكامل بتجميد الاستيطان، وان هذه المصافحة، واللقاء الثنائي الذي سبقها مع اوباما، والثلاثي الذي تبعه، لا تعني استئناف المفاوضات.
كان لافتاً ان الرئيس اوباما لم يتحدث مطلقاً عن مسألة تجميد الاستيطان التي اشترطتها حكومته ومبعوثه للسلام السناتور جورج ميتشل الذي يمثلها، في مؤتمره الصحافي، والشيء نفسه فعله الرئيس عباس والمتحدثون باسمه، لعل ذلك نتيجة اتفاق بين الاطراف الثلاثة، على تجنب هذه المسألة، بل وربما تجاوزها.
فالرئيس الامريكي اطلق عملية التفاوض عملياً، عندما دعا فريقي المفاوضات في الجانبين الى الحضور الى واشنطن في الاسبوع المقبل، لاجراء مزيد من المباحثات بحضور السناتور ميتشل واشرافه، من اجل ‘اجراء مزيد من المباحثات لاعادة اطلاق عملية السلام’.
والأهم من ذلك ان الرئيس الامريكي قال بوضوح بانه ‘تم تجاوز وقت الحديث عن بدء المفاوضات’ وهذا يعني ايضاً تجاوز العقبات التي حالت دون بدئها، اي مسألة تجميد الاستيطان.
لا نعرف ما هو رد فعل الرئيس عباس والوفد المرافق له على هذه الدعوة الامريكية الصريحة لاستئناف المفاوضات الاسبوع المقبل، ودون تلبية الشروط الفلسطينية بتجميد كامل لكل انواع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، فلم نسمع ما يشير الى رفض هذه الدعوة، والسكوت هو اهم علامات الرضا.
نتنياهو خرج الفائز الاكبر والاقوى من هذه الجولة، فقد نجح في فرض جميع شروطه على الطرفين الامريكي والفلسطيني، ولن نستغرب اذا ما عزز انتصاراته هذه بلقاءات ومصافحات تطبيعية مع زعماء عرب آخرين، هرعوا الى الامم المتحدة من اجل هذه المصافحات من اجل ارضاء الرئيس الامريكي الجديد وادارته.
توسيع المستوطنات سيستمر وهدم البيوت الفلسطينية في القدس المحتلة سيستمر ايضا، في تزامن واضح وصريح مع استمرار المفاوضات في واشنطن بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
لا شيء يتغير مطلقا على الارض، تتغير الحكومات الامريكية والاسرائيلية، اما الاستيطان والتطبيع فيسيران جنبا الى جنب وبسرعة كبيرة.
نتنياهو اثبت عمليا انه الحاكم الفعلي لامريكا، وانه هو الذي يرسم سياسات البيت الابيض الخارجية في المنطقة العربية، بغض النظر عما اذا كان ساكن هذا البيت بوش اليميني المحافظ او اوباما الافريقي الاسود.
القدس العربي