قال ناشطون ومراقبون إن حشوداً أطلقت هتافات مناهضة للحكومة السورية في نحو عشر بلدات وقرى في محافظة السويداء جنوب البلاد أمس الثلاثاء، مع انتشار الاحتجاجات على الإجراءات الاقتصادية الجديدة التي تتخذها السلطات.
وذكر موقع (السويداء 24)، وهو منصة للناشطين تسعى إلى توفير تغطية إعلامية للمحافظة، أن الهتافات المطالبة بإسقاط النظام تعالت في مظاهرة كبيرة في مدينة السويداء مركز المحافظة. وحمل صبي في بلدة أخرى لافتة تساءل عليها عن سبب رفع سعر رقائق البطاطس، في إشارة إلى ارتفاع أسعار الغذاء.
وتمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى انخفاض قيمة عملتها إلى مستوى قياسي بلغ 15500 ليرة للدولار الأسبوع الماضي في انهيار متسارع. وكانت العملة تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار في بداية الصراع قبل 12 عاماً. وظلت السويداء التي يقطنها معظم دروز سوريا تحت سيطرة الحكومة منذ بداية الصراع، ونجت إلى حد بعيد من الاضطرابات التي شهدتها مناطق أخرى. ولا تزال المعارضة الصريحة للحكومة نادرة في المناطق التي تسيطر عليها. واندلعت مسيرات مناهضة للحكومة في المحافظة الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع أسعار البنزين الذي زاد من الضغط على الأسر التي تكابد بالفعل من أجل توفير الغذاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب تطورات الحرب في سوريا إن المسيرات الاحتجاجية ضد النظام امتدت على مدار أسبوع حتى الآن لتشمل 11 مدينة وبلدة وقرية في المحافظة. وأضاف المرصد أن جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية تشهد إغلاقا تاما في عدة مناطق. ولم تعلق السلطات السورية علناً على الاحتجاجات. وذكرت صحيفة الوطن الموالية للحكومة الثلاثاء أن المتظاهرين عطلوا عمل البنوك والمؤسسات الحكومية والمخابز.
وتزايدت أعداد المحتجين في ساحة السير، وسط مشاركة ملفتة من النساء، حيث طالب الأهالي برحيل النظام السوري، ومن الواضح وفق المصدر أن الإضراب “سيستمر خلال الأيام المقبلة، مع تجدد الدعوات لاحتجاجات اليوم الأربعاء لا سميا أن فئات كثيرة كسرت حاجز الخوف ونزلت إلى الشوارع”. وفي الجنوب، شهدت مدينة نوى غربي درعا، مظاهرات مسائية وقطعاً للطرقات وإحراق إطارات، بينما أطلقت قوات النظام الرصاص رداً على قطع المحتجّين للطرقات.
وفي درعا، قال المتحدث باسم “تجمع أحرار حوران” أيمن أبو نقطة في اتصال مع “القدس العربي” إن قوات النظام المتمركزة في مفرزة الأمن العسكري ومديرية المنطقة بمدينة نوى حاولت فض المظاهرة بإطلاق النار على المحتجين، كما اندلعت اشتباكات في مدينة نوى بين مجهولين ودوريات لقوات النظام حاولت فض المظاهرة. وإلى الشمال السوري، قال نائب مدير الدفاع المدني السوري منير مصطفى لـ “القدس العربي” إن قصفاً لقوات النظام أسفر عن مقتل 3 مدنيين في إدلب، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف بلدة احسم في جبل الزاوية جنوبي المحافظة، كما استهدف قصف مماثل بلدة كنصفرة وأطراف بلدة بليون في الريف نفسه، وبلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 3 من عناصر هيئة تحرير الشام أحدهم يعمل في رصد حركة الطيران قتلوا بينما أصيب 7 عناصر من هيئة تحرير الشام و5 من المدنيين بينهم سيدتان بجراح إثر غارات جوية من الطيران الحربي الروسي استهدفت أمس مقراً عسكرياً يقع قرب أحد مخيمات النازحين في المنطقة الواقعة بين بلدتي الشيخ بحر ومعرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، حيث وصلت الشظايا إلى المخيم نتيجة شدة الانفجارات.
وأنطلق أمس الثلاثاء، القصف المدفعي الذي استهدف السيارة في إدلب من مواقع قوات النظام و”المجموعات الإرهابية” التابعة لإيران في قرية بيسكلة بريف إدلب الجنوبي. فيما أفادت مصادر في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، أن القصف أدى إلى جرح 3 مدنيين تم نقلهم إلى المستشفيات المجاورة، دون مزيد تفاصيل. وفي سبتمبر/ أيلول 2018، توصلت أنقرة وموسكو إلى اتفاق حول مذكرة تفاهم إضافية لتعزيز وقف إطلاق النار في إدلب المشمولة باتفاق مناطق خفض التصعيد بين تركيا وروسيا وإيران خلال اجتماعات أستانة عام 2017، إلا أن النظام كثف هجماته على المنطقة في 2019. وفي 5 مايو/ أيار 2020، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في إدلب، إلا أن قوات النظام تقوم بخرق الاتفاق بين الحين والآخر.
“القدس العربي”