شن جيش الاحتلال الإسرائيلي جولتين من القصف البري والجوي استهدفتا منظومات دفاع جوي ومستودعات عسكرية لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في محيط العاصمة دمشق، أسفرتا عن جرح عنصرين في موقع عسكري قرب منطقة مساكن الديماس، كما أصيب عدد آخر في موقع عسكري بقدسيا في ريف دمشق جنوب سوريا.
مصدر عسكري واسع الاطلاع قال في تصريح لـ “القدس العربي” إن “القصف، مساء الأحد، استهدف موقعين بنوعين من الأسلحة، حيث قصف جيش الاحتلال بالطيران، المطار الشراعي في الديماس وكتيبة الدفاع الجوي على أطراف المطار الشراعي، وهي مواقع لحزب الله”.
كما استهدف في جولة ثانية عبر صواريخ أرض- أرض، مواقع عسكرية للحرس الثوري الإيراني بالقرب من السيدة زينب، وهي منطقة زراعية بين عقربا والبهدلي. ودمرت الصواريخ الإسرائيلية على دفعتين مراكز الدفاعات الجوية التابعة للنظام ومواقع عسكرية تتمركز ضمنها قوات تابعة لـ “حزب الله” اللبناني قرب السيدة زينب ومساكن الديماس في ريف دمشق. ودوت انفجارات عنيفة في محافظة دمشق وريف دمشق ناجمة عن محاولة الدفاعات الجوية التصدي للصواريخ.
وكالة النظام الرسمية “سانا” أكدت من جانبها إصابة عسكريين اثنين “بجروح جراء العدوان الإسرائيلي بالصواريخ استهدف مساء اليوم نقاطاً عدة في ريف دمشق”.
ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري قوله: “حوالي الساعة 22:05 مساء اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في ريف دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت عدداً منها”.
وأضاف المصدر: “أدى العدوان الإسرائيلي إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
واعترفت وزارة الدفاع السورية في بيان بوقوع جريجين عسكريين جراء الهجوم، مضيفة أنّ “وسائط الدفاع الجوي تصدت للصواريخ المعادية وأسقطت عدداً منها”.
موقع “صوت العاصمة” المحلي قال إن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع أنظمة رادار ودفاع جوي في محيط دمشق، منها مواقع وصلتها منظومات دفاعية خلال الأيام الماضية، بالإضافة لمستودعات تخزين تحوي معدات عسكرية إيرانية وصواريخ دفاعية وطائرات مسيرة.
وتركز القصف على ثلاثة مواقع كان أعنفها في محيط مساكن ومطار الديماس الشراعي، إذ شهدت المنطقة حركة كثيفة لسيارات الإسعاف والإطفاء.
وطال الهجوم الإسرائيلي مواقع أخرى في بلدة السيدة زينب بالقرب من طريق مطار دمشق الدولي، ومحيط مدينة عدرا وبلدة تل كردي في ريف دمشق.
وتمكنت أنظمة الدفاع الجوي السورية من اعتراض أربعة صواريخ فقط من إجمالي الصواريخ الإسرائيلية خلال جولتي قصف متزامنتين، الأولى نفذتها إسرائيل بواسطة صواريخ أرض – أرض، والثانية جرى تنفيذها كالعادة بواسطة الطائرات الحربية.
وسُبق القصف الإسرائيلي بعمليات مسح ورصد أجرتها طائرات استطلاعية إسرائيلية وأخرى أمريكية تركزت على مناطق العاصمة دمشق وريفها والمنطقة الجنوبية وعلى امتداد الحدود مع لبنان.
ويعتبر الهجوم الحالي هو الثاني خلال أسبوع، إذ شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية في 10 كانون الأول/ ديسمبر الحالي جولتين منفصلتين من القصف الجوي استهدفتا مزارع في محيط السيدة زينب في ريف دمشق تستخدمها ميليشيات موالية لإيران وميليشيا حزب الله اللبناني كمستودعات تخزين عسكري.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استباحة الأراضي السورية، حيث صعدت بشكل كبير من هجماتها الجوية والبرية عقب بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مستهدفة مواقع عديدة تتبع غالبيتها لحزب الله اللبناني، فيما ركزت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيقاع خسائر بشرية في صفوف المقاتلين في “حزب الله” اللبناني.
ووفقاً لإحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد استهدفت إسرائيل منذ الحرب على غزة 34 مرة الأراضي السوري، منها 13 هجمة برية بقذائف صاروخية، و20 جوية، وضربة واحدة لا يعلم إذا كانت جوية أم برية، أسفرت عن استشهاد 38 عنصراً عسكرياً، ومدنيَيْن، نتيجة الضربات الإسرائيلية.
ووثق المرصد استشهاد 14 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و17 من حزب الله، و1 من الجنسية السورية الموالين لإيران، و2 من “الحرس الثوري” الإيراني، و2 مجهولي الهوية.
كما دمرت الضربات 50 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة ومراكز وآليات، كما تعرض مطار حلب الدولي للقصف 4 مرات خرج في جميعها عن الخدمة، وتعرض مطار دمشق الدولي للقصف مرتين أيضاً خرج بهما عن الخدمة. ومنذ مطلع العام 2023، 67 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 46 منها جوية و21 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 132 هدفاً لمستودعات للأسلحة والذخائر، ومقرات، ومراكز، وآليات.
وتسببت تلك الضربات باستشهاد 116 من العسكريين بالإضافة لإصابة 130 آخرين منهم بجراح متفاوتة. ووفقاً للمصدر فإن قوات النظام خسرت 40 جندياً بينهم ضباط، و35 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، و6 من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، و7 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و24 من “حزب الله” اللبناني، بالإضافة إلى عنصرين من الجهاد الإسلامي، و2 مجهولي الهوية، كما استشهدت سيدة و3 رجال، فضلاً عن سقوط جرحى مدنيين.
وتوزعت الهجمات على الجغرافية السورية، مستهدفة محافظتي دمشق وريفها 26 هجمة، و14 للقنيطرة و2 لحماة، و3 لطرطوس، و8 لحلب، و4 للسويداء، و12 لدرعا، و4 لحمص، و2 لدير الزور.
ويشير المرصد السوري إلى أن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.
“القدس العربي”