ملخص
طرحت الولايات المتحدة مشروع قرار يدعم مقترح الهدنة الذي أعلنه الرئيس جو بايدن ويقول إن إسرائيل قبلته، في حين لا تزال “حماس” تشدد على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يضمن نهاية دائمة للحرب.
تبنى مجلس الأمن الدولي الإثنين مشروع قرار صاغته واشنطن يدعم مقترحاً طرحه الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، ومر القرار بموافقة 14 دولة عليه، بينما امتنعت روسيا عن التصويت.
ويرحب القرار بمقترح وقف إطلاق النار الجديد “الذي قبلته إسرائيل، ويدعو حماس إلى قبوله أيضاً، ويحث الجانبين على تنفيذ كل بنوده دون تأخير أو شروط”.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في كلمة أمام المجلس قبل التصويت “ننتظر أن توافق حماس على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعي أنها تريده. فمع مرور كل يوم تستمر معاناة لا داعي لها”.
حماس ترحب
من جهتها رحبت حركة “حماس” بقرار مجلس الأمن الذي يدعم خطة لوقف إطلاق النار في غزة. وقالت إنها مستعدة “للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا”.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أنها “مع أي قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ويحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية”.
وكان مجلس الأمن بدأ التصويت اليوم الإثنين على مشروع قرار أميركي يدعم مقترح الهدنة في غزة ويدعو “حماس” إلى قبوله، وفق ما أعلنته الرئاسة الكورية الجنوبية للمجلس.
ورحبت النسخة الأخيرة من النص المقدم للتصويت، بمقترح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في الـ31 من مايو (أيار) الماضي.
كما أنها تؤكد، خلافاً للنسخ السابقة، أن المقترح “قبلته” إسرائيل، وتدعو حماس “إلى قبوله أيضاً وتدعو الطرفين إلى تطبيق بنوده بالكامل من دون تأخير ومن دون شروط”.
“أفضل فرصة”
وقال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود إن “هذا المقترح هو أفضل فرصة لدينا الآن لوقف القتال موقتاً في الأقل حتى نتمكن من إدخال مزيد من المساعدات وإطلاق سراح رهائن”، وأضاف وود “نريد الضغط على ’حماس‘ لقبول هذا الاتفاق، وهي لم تقبله حتى الآن، ولهذا السبب اقترحنا مشروع القرار”.
وينص المقترح في مرحلته الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الذين احتجزوا أثناء هجوم ’حماس‘ ومعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
نهاية دائمة للحرب
وتشدد “حماس” على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يضمن نهاية دائمة للحرب، وهو شرط رفضته إسرائيل بشدة.
وإذ وصف بايدن المقترح بأنه إسرائيلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شدد على مواصلة الحرب حتى تدمير “حماس”، وقد تؤدي الانقسامات السياسية الداخلية في إسرائيل إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية الأميركية.
ومن الواضح أن الأميركيين يضعون المسؤولية الأساسية على عاتق “حماس” في قبول المقترح، كما يتضح من مشروع القرار ومن تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين في القاهرة، إذ دعا دول المنطقة إلى “ممارسة ضغط” على الحركة الفلسطينية.
تحفظات سابقة
وبحسب مصادر دبلوماسية فإن عدداً من أعضاء المجلس أبدوا تحفظات شديدة على النسختين السابقتين للنص الأميركي، خصوصاً الجزائر التي تمثل المجموعة العربية، وروسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو).
منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ضد إسرائيل، والعمليات الانتقامية الإسرائيلية في غزة، يواجه مجلس الأمن صعوبات في إصدار مواقف موحدة.
وبعد صدور قرارين ركزا أساساً على المساعدات الإنسانية، طالب أخيراً في نهاية مارس (آذار) الماضي بـ”وقف فوري لإطلاق النار” طوال شهر رمضان، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على ذلك القرار.
- إندبندنت