للمرة الألف تثبت "إسرائيل" أنها دولة فاشية عنصرية تحركها نظرية " نقاء العرق " "إسرائيل" وجدت أن لا مفر أمامها للحفاظ على ما تقول عنه "يهودية الدولة إلا بإقامة جدار جديد على الحدود المصرية..الدولة التي وقعت معها سلاماً منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
مبرر الجدار الجديد منع ما تقول عنه حكومة الاحتلال تسلل "مئات آلاف العمال الأجانب والماكثين" غير القانونيين فيها، وهي حجة لا يمكن أن يصدقها ساذج ، فلا أحد سمع عن "مئات آلاف العمال الأجانب الذين يتدفقون يومياً على جنة "إسرائيل" الموعودة.
رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الذي طلب رصد نحو 400 مليون دولار لإنشاء الجدار قال إن الدولة ستكون ملزمة بإحاطة نفسها بالجدران للحفاظ "على نقائها اليهودي" خشية من أن تغرق في بحر من العمال الأجانب وهو يعتبر معركة يهودية الدولة معركته الاستراتيجية التي يخوضها الآن ولا بد أن ينتصر فيها .
حدود دولة الاحتلال مع سوريا ولبنان مغلقة بجدران ، وعلى طول الحدود الطويلة مع الأردن يوجد جدار ، وحول قطاع غزة هناك جدار أيضا فيما يستمر البناء في جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة حيث أقيم منه حتى الآن 510 كيلومترات من أصل 810 كيلومترات في الضفة الغربية المحتلة .
"إسرائيل" أصبحت دولة جدران بامتياز فهي وجدت بعد أكثر من ثلاثين عاماً على اتفاق السلام الذي وقعته مع مصر أن هذا الاتفاق لم يجلب لها الأمن الذي تقول أنها تبحث عنه ، فكان لا بد من جدار جديد عله يوفر لها "نعمة الأمن" التي لا يمكن أبداً أن تنالها لسبب بسيط أنها سرقت وطن شعب آخر وأقامت كيانها على أنقاضه وهي لا زالت تنزل بهذا الشعب الضربات والمذابح أملًا أن يفنى فخاب مسعاها.
يبدو أن قادة" دولة الجدران" لا يقرأون التاريخ ولا يتعظون من حوادثه ، فالجدران مهما كانت شاهقة وقوية تنهار بطرفة عين أمام إرادة البشر وما خبر جدار برلين عن سمع ونظر قادة الاحتلال الإسرائيلي ببعيد.
مهما أحاطت دولة الاحتلال الإسرائيلي نفسها بالجدران وهي أصبحت بالفعل محاطة بالجدران من كل جانب فإنها لن تشعر بالأمن ولن تشعر بالطمأنينة ولن تجلب الجدران لها الأمن أبد أو تحقق من خلالها "يهودية الدولة" لسبب بسيط..أنها نبت غريب في محيط عربي كبير قد يكون هذا المحيط يعيش أسوأ أيامه بسبب تفرقه وضعفه وبسبب تفوقها وقوتها ، لكن كما تعلم فإن دوام الحال من المحال.
الراية القطرية