أعلنت الرياض رسميا أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور المملكة اليوم لإجراء محادثات مع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محورها دفع المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، فيما تحدثت مصادر إعلامية عن احتمال انضمام الرئيس المصري حسني مبارك إلى القمة. وسيبحث الزعيمان لبحث ملفات تتعلق بجهود المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح وملف العلاقة مع إيران و النووي الإيراني والوضع في لبنان والعلاقات السورية المصرية الفاترة منذ العام 2009.
وذكر بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السعودية أن الأسد سيصل إلى الرياض في زيارة يلتقي خلالها الملك عبدالله وأنه «سيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وأبلغت مصادر دبلوماسية عربية «البيان» أن الرياض جهودا حثيثة لرأب الصدع بين القاهرة ودمشق غير أنها أفادت بعدم امتلاكها لمعلومات عن إمكانية انضمام الرئيس المصري حسني مبارك إلى القمة السورية السعودية.
لكن المصادر الدبلوماسية العربية العاملة في الرياض أضافت لـ «البيان» أن التحرك السعودي الأخير باتجاه دمشق والقاهرة، بالتزامن مع زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس حركة حماس خالد مشعل إلى السعودية أخيراً أبرز استشعارا عربيا حول أهمية إقفال ملف المصالحة الفلسطينية وذلك بإقناع الجانبين الفلسطينيين بالجلوس على طاولة الاتفاق.
وأعلن السفير السوري لدى الرياض مهدي دخل الله إن الزيارة تأتي في إطار الحراك السياسي الذي تشهده الساحة العربية في الفترة الأخيرة للم الشمل العربي والتمهيد لبدء مفاوضات جادة نحو تحقيق السلام من خلال تشكيل موقف عربي موحد في مواجهة التعنت الإسرائيلي.
وأشار دخل الله في تصريحات إلى الصحافيين إلى أن «المباحثات ستتطرق إلى آخر مستجدات الأوضاع العربية والإقليمية وفي طليعتها الأوضاع الحدودية في جنوب المملكة وشمال اليمن، بالإضافة إلى تشاور القيادتين السعودية والسورية في الملف الإيراني وتداعياته على امن الخليج والمنطقة العربية».
وتأتي زيارة الأسد إلى الرياض بعدما استقبلت المملكة خلال الفترة الماضية عددا من زعماء العالم العربي خصوصا الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما قام وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الأسبوع الماضي بجولة إلى عدد من الدول.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تحركات عربية بهدف تحقيق المصالحة بين حركتي حماس وفتح، إذ أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل أنه تم قطع شوط كبير في المفاوضات والحوارات الفلسطينية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المصالحة ستنجز قريبا.
وتأتي المباحثات المرتقبة اليوم بعد أيام لقاء الأسد مع مشعل، إذ قال الأسد حينها إن «تحقيق المصالحة هو الطريق الوحيد لاستعادة الفلسطينيين حقوقهم»، كما تأتي هذه المباحثات بالتزامن مع الإعلان عن زيارة قريبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى دمشق لبحث ملف المصالحة.
الرياض – عبدالنبي شاهين ـ دمشق – أحمد كيلاني