دمشق ـ «القدس العربي»: عقد وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، أمس الأحد، اجتماعا في العاصمة دمشق، ضم عددا من ضباط الجيش، لتنسيق عملية الانخراط ضمن وزارة الدفاع، بينما زار وفد من وزارة الدفاع محافظة السويداء، واجتمع مع الرئيس الروحي لطائفة الدروز الشيخ حكمت الهجري، لبحث الواقع العسكري في المحافظة وآلية تنظيم الفصائل العسكرية بالتعاون مع وزارة الدفاع، في وقت يعتزم فيه «جيش سوريا الحرة» الانخراط في الجيش الجديد.
العقيد سالم تركي العنتري وهو قائد «جيش سوريا الحرة» المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، في قاعدة «التنف» العسكرية في ريف حمص، كشف في تصريح لـ «القدس العربي» عن تنسيق بين «جيش سوريا الحرة في قاعدة التنف ووزارة الدفاع السورية» مؤكدا أن قواته ستكون جزءا من جيش سوريا الجديد.
وأضاف قائد قاعدة التنف الأمريكية في منطقة الـ «55» كم: إننا جزء من درع هذا الوطن ولن نكون خارج هذا السياق، ونعمل بالتنسيق مع وزارة الدفاع «ليكون جيش سوريا الحرة جزءا من الجيش الجديد، وفق ما تراه الوزارة ووفق ما يحقق مصالح شعبنا في سوريا».
كما أبدى المتحدث العسكري استعداده «لتنفيذ أي مهام توكل لجيش سوريا الحرة من قبل وزارة الدفاع».
و»جيش سوريا الحرة» هو شريك قوات «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ويدير قاعدة التنف بدعم أمريكي، عند مثلث الحدود السورية ـ الأردنية ـ العراقية.
بموازاة ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأنّ وفداً من وزارة الدفاع زار محافظة السويداء برفقة مصطفى البكور، اجتمع مع الشيخ الهجري لبحث واقع محافظة السويداء العسكري، ومناقشة آلية لتنظيمها عسكرياً بالتعاون مع وزارة الدفاع.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق جهود متسارعة لوزارة الدفاع السورية بهدف إعادة تنظيم صفوف الفصائل العسكرية وتوحيدها تحت مظلة وزارة الدفاع.
المتحدث باسم شبكة أخبار السويداء ريان معروف قال في تصريح لـ «القدس العربي» إن وفدا من وزارة الدفاع برفقة ممثل الإدارة الجديدة في السويداء مصطفى بكور زار منزل الشيخ الهجري في دارت قنوات في السويداء.
وتهدف الزيارة حسب المصدر إلى «الاستمرار في توطيد العلاقات ورفع مستوى التنسيق، والانتقال نحو الخطوات التنظيمية، وذلك في إطار الزيارات الحكومية المتكررة إلى السويداء، واللقاءات الدورية مع الهجري».
وبحث الاجتماع وفق المصدر «الواقع العسكري في محافظة السويداء، وناقش آلية تنظيمها عسكرياً بالتعاون مع وزارة الدفاع».
وكان مسؤول رفيع في مكتب وزير الدفاع السوري أكد في تصريح سابق لـ «القدس العربي» بأنّ وزارة الدفاع «تلقت بعض المقترحات المتعلقة بتنظيم تكتلات داخل الجيش، إلا أنها قوبلت بالرفض القاطع. ورغم ذلك، فإن العمل على المشروع يسير بوتيرة جيدة وبصورة إيجابية».
آلية حل الفصائل
وحول آلية حل الفصائل والمرحلة التي وصلت إليها وزارة الدفاع بالتنسيق قال المصدر العسكري: باشرت الغالبية العظمى من الفصائل العسكرية، بتجهيز وتسليم ملفاتها المتعلقة بالإعداد والاختصاصات، لافتا إلى أن ما جرى هو تمهيد للانتقال إلى المرحلة المقبلة من تجهيز القواعد وبناء الهيكل التنظيمي للجيش. وتشمل هذه المرحلة عمليات الترفيع والتعيين، تليها عملية التوزيع الجغرافي للقوات.
ميدانيا، شنت إدارة العمليات العسكرية، بالتعاون مع قوات الأمن العام حملة أمنية واسعة، في الساحل، لملاحقة قيادات وعناصر النظام الأمنية والعسكرية، التي رفضت تسوية وضعها القانوني.
وقالت مصادر رسمية إن إدارة العمليات العسكرية تقوم بمطاردة فلول النظام البائد في بلدة مرقية شمال طرطوس حيث أوقفت عدداً منهم، من بينهم قيادي في ميليشيات «الدفاع الوطني» التابعة للنظام المخلوع.
وفد من وزارة الدفاع في السويداء لبحث تنظيم الفصائل… وحملة أمنية في الساحل
وحسب شبكات ومواقع محلية، فإن قوات الأمن، ألقت القبض على القيادي علاء محمد الزاهر الذي يلقب نفسه بـ«الذئب المنفرد» أحد المتهمين بإثارة الفوضى والتحريض على حمل السلاح عقب انتشار إشاعة «عودة ماهر الأسد إلى الساحل».
وخلال السنوات الماضية «اشتهر الزاهر بصوره التي كان يشاركها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر مشاركته في الانتهاكات والجرائم التي وقعت بحق الشعب السوري» وفق الشبكات.
وأظهرت تلك الصور «تحضيره عشرات القذائف لاستخدامها في قصف المدن والبلدات، إضافة إلى التمثيل بجثث الضحايا وإهانتها». وأخرى أظهرت وجوده ضمن أرتال قوات النظام المخلوع التي كانت تقتحم المناطق الثائرة».
بالتزامن، أعلنت وزارة الداخلية السورية ضبط شحنات أسلحة معدة للتهريب إلى لبنان برا في منطقة تلكلخ في محافظة حمص وسط البلاد.
وقالت في بيان مقتضب: «بعد الرصد والتتبع، إدارة أمن الحدود صادرت أكثر من شحنة أسلحة مجهزة للتهريب إلى لبنان، عبر طرقات برية مخصصة للتهريب في منطقة تلكلخ».
وفي 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، بحث رئيس أركان الجيش السوري علي النعسان، مع مدير مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني ميشيل بطرس خلال لقائهما في دمشق، آلية ضبط الحدود بين البلدين.
وحدود سوريا ولبنان، المكونة من جبال وأودية وسهول، تتداخل على طول نحو 375 كلم دون سياج أو علامات تدل على الحد الفاصل بين البلدين.
تصعيد إسرائيلي
في غضون ذلك، شهدت مناطق جنوب سوريا تصعيداً ملحوظاً في التحركات العسكرية الإسرائيلية، التي شملت توغلات ميدانية، واستهدافات جوية، وتكثيف التحركات العسكرية في عدة مناطق، كما تم تثبيت نقاط والسيطرة على قمم استراتيجية قرب الجولان السوري المحتل، في محافظتي القنيطرة ودرعا، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وذلك رغم تأكيد صحيفة «الوطن» السورية أن قوات الاحتلال سحبت، آلياتها من مبنى المحافظة والقصر العدلي في محيط مدينة السلام أي مدينة «البعث» سابقاً في ريف القنيطرة جنوب سوريا.
وترافق التوغل الإسرائيلي، حسب المرصد مع عمليات اعتقال حيث اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من بلدة العالية في ريف مدينة درعا، واستهدفت بطائرة مسيرة رتلاً عسكرياً لإدارة العمليات العسكرية في بلدة غدير البستان بريف القنيطرة الجنوبي، ما أدى إلى وقوع انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة الدخان في المنطقة.
وأسفر الهجوم عن استشهاد شخص ومقتل عنصرين من إدارة العمليات العسكرية وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وقعت هذه الحادثة بالتوازي مع حملة أمنية أجرتها إدارة العمليات العسكرية في البلدة للبحث عن الأسلحة في منازل المدنيين.
إلى ذلك، قتل 4 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، وأصيب 9 مدنيين بينهم 4 أطفال بجروح منها بليغة، بهجوم بسيارة مفخخة ضرب مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، وهذا التفجير هو السادس من نوعه الذي يستهدف مدينة منبج في أقل من 35 يوماً.
وأدى الانفجار الذي استهدف المدينة إلى اندلاع حريق في المكان وفي ورشة للخياطة، وتصدعات ودمار في المباني المجاورة وأضرار في ممتلكات السكان.
حسن محمد المسؤول في عمليات البحث والإنقاذ في الدفاع المدني السوري، قال في تصريح لـ «القدس العربي» إن استمرار الهجمات على البيئات المدنية السورية واستهداف المدنيين في الوقت الذي يحاولون فيه التعافي من آثار حرب نظام الأسد البائد التي استمرت لنحو 14 عاماً، يهدد أرواحهم ويعمّق مأساتهم الإنسانية ويقوّض الأنشطة التعليمية والزراعية وسبل العيش، ويزيد من تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا، بنسفه لمحاولات المدنيين بالاستقرار، ودفعهم للنزوح
وتزيد هذه الهجمات، حسب المتحدث «من مأساة السوريين الذين عانوا الويلات خلال سنوات حرب نظام الأسد وروسيا والتهجير وتردي الأوضاع الإنسانية في سوريا».
ويوم الخميس 23 كانون الثاني/يناير 2025 قتل شخص وأصيب 4 آخرون بانفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة مقابل المشفى الوطني على طريق منبج ـ حلب في مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، وأدى الانفجار لأضرار في المدرسة وفي ممتلكات المدنيين أيضاً.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي حتى يوم 26 كانون الثاني، حسب المتحدث لـ 14 هجوماً في مناطق ريف حلب، تسببت بمقتل 7 مدنيين، وإصابة 27 مدنياً بينهم 15 طفلاً وامرأتان بجروح، وتنوعت هذه الهجمات والانتهاكات بين القصف الصاروخي، والسيارات المفخخة وانفجار ألغام ومخلفات الحرب.
ومنذ بداية العام الحالي 2025 حتى يوم 26 كانون الثاني، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 34 هجوماً في عموم المناطق السورية، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 17 مدنياً بينهم طفلان، وإصابة 53 مدنياً بينهم 18 طفلاً وامرأتان، و 3 متطوعين من الدفاع المدني السوري بجروح، وتنوعت هذه الهجمات بين انفجارات الألغام ومخلفات الحرب، والسيارات المفخخة وقصف صاروخي من قبل قوات سوريا الديمقراطية استهدف مناطق في ريف حلب.
وخلال عام 2024، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 1178 هجوماً على المناطق السورية، من قبل قوات نظام الأسد البائد وروسيا وقوات سوريا الديمقراطية وحلفائهم، تسببت بمقتل 226 مدنياً بينهم 73 طفلاً و 28 امرأة، وإصابة 833 مدنياً بينهم 308 طفلاً و 129 امرأة.
- القدس العربي