نيويورك – من علي بردى:
رام الله – من محمد هواش:
في ما يشبه الحرب المنظمة على الفلسطينيين، واصل امس المستوطنون اعتداءاتهم وهجماتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في عدد من مدن الضفة الغربية المحتلة وقراها. ونظرا الى خطورة الوضع، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة بناء على طلب الجموعة العربية التي دعت الى قوة حماية دولية للفلسطينيين في الخليل.
وساد الحذر والتوتر مدينة الخليل بعد ليلة من الرعب عاشها الاهالي، إذ أحرق مستوطنون مسلحون بيوتا وحاصروا اخرى واطلقوا النار على فلسطينيين مهددين حياتهم، كما حطموا سيارات ومتاجر في المدينة. وعوض ان تردع قوات الاحتلال الإسرائيلي المهاجمين، أجبرت أصحاب المحال التجارية في منطقة باب الزاوية في المدينة على اقفالها في الايام التي تسبق عيد الاضحى وهو موسم تجاري مهم، فضلا عن مكانته الدينية. واطلق الجنود الاسرائيليون النار وقنابل الغاز المسيل للدموع على المحال واصحابها، مما اضطر هؤلاء الى اقفالها.
لكن اعنف الاعتداءات للمستوطنين كانت في محافظة رام الله حيث قطع مستوطنون فجرا 24 شجرة زيتون معمرة (رومي)، في قرية رأس كركر بغرب المدينة. وهم كانوا قد قطعوا قبل ثلاثة أيام أكثر من 50 شجرة في المنطقة عينها. وكذلك فعلوا في قرية شوفة جنوب طولكرم اذ اقتلعوا 80 غرسة من اشجار الزيتون وحطموا خط المياه الرئيسي إلى القرية.
واجتمع ضباط كبار فلسطينيون مع نظرائهم الاسرائيليين في مدينة الخليل وبحثوا في سبل منع المستوطنين من مواصلة اعتداءاتهم في المدينة وفي القرى والمناطق الريفية التي لاتزال تحت الولاية الامنية الاسرائيلية.
وطالب وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بـ"نشر قوات دولية مسلحة في الخليل، تكون لديها الصلاحية التامة لحماية الفلسطينيين، واستعمال السلاح ضد رعاع المستوطنين إذا ما اعتدوا على الفلسطينيين او عليهم". وقال في مؤتمر صحافي في رام الله غداة لقائه القناصل ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية ان "السلطة الفلسطينية طلبت من مجلس الامن عقد جلسة طارئة للبحث في سبل حماية سكان الخليل واجبار اسرائيل على سحب المستوطنين وقوات الجيش من المدينة". واضاف: "لقد طفح الكيل، وان امام المجتمع الدولي مجموعة من الخيارات، اما ان يصيروا طرفا عبر توفير الحماية للشعب الفلسطيني الاعزل، واما أن يصيروا طرفا مع الاحتلال عبر السكوت على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. ان حملنا السلاح قتلونا وان لم نحمل السلاح قتلونا ايضا".
وتظاهر الفلسطينيون أمس في معظم المدن والتجمعات الفلسطينية احتجاجا على اعتداءات المستوطنين على أهالي الخليل ونابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله وممتلكاتهم ومقدساتهم . ودعت حركة "الجهاد الاسلامي" الفصائل الفلسطينية الى "تصعيد المقاومة بكل اشكالها واخذ دورها في حماية الشعب الفلسطيني والرد على عدوان المستوطنين على سكان الخليل". وطالبت اجهزة الأمن الفلسطينية بـ"رفع يدها عن المقاومين واطلاقهم واعادة اسلحتهم اليهم".
أولمرت
في المقابل أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بـ"عملية اخلاء بيت الرجبي في الخليل وبما قامت به قوات الامن الاسرائيلية من عملية سريعة وناجعة". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عنه تاكيده أن الحكومة "لن تسمح لأحد بالمس بالديموقراطية أو بسيادة القانون"، و ان الجهات المختصة "سترد بصرامة متناهية على أي محاولة تقوم بها عناصر عنيفة ومحرضة للمس بالفلسطينيين ولإثارة القلاقل في الضفة الغربية".
المجموعة العربية
• في الأمم المتحدة، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة للنظر في اعتداءات المستوطنين، بناء على طلب المجوعة العربية والسلطة الفلسطينية التي دعت الى اتخاذ إجراءات فورية لـ"كنس" ما بين 600 و700 مستوطن يعيثون خراباً في المدينة القديمة، والى توسيع مهمة المراقبين الدوليين هناك.
وكان المراقب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور قدم طلباً رسمياً الى رئيس مجلس الأمن في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، قال فيه إن "الإرهاب الإستيطاني الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها القدس الشرقية، يتصاعد بصورة دراماتيكية".
وبعد الاجتماع مع رئيس مجلس الأمن، أبلغ منصور الى "النهار" أنه عقد اجتماعات مع ممثلي كتلة عدم الانحياز في الأمم المتحدة "لتنسيق المواقف وإحاطتهم علما بآخر الجرائم الإسرائيلية هناك"، الى الاجتماع الطارىء مع السفراء العرب الذين سيتحركون بدعم من كتلة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي وآخرين في مجلس الأمن. وأضاف أن القيادة الفلسطينية "تتوقع من مجلس الأمن أمرين، الأول هو إخلاء مدينة الخليل القديمة من المستوطنين فوراً والثاني هو أن يوفر المجلس الحماية للفلسطينيين في المنطقة". وإذ دعا الى "كنس المستوطنين الإسرائيليين جميعاً من مدينة الخليل القديمة"، أوضح أنه "بما أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي، المعنية بتوفير الحماية للسكان المدنيين بموجب اتفاق جنيف الرابع، لا تقوم بهذه المهمة لأنها هي التي تحمي المستوطنيين، فهناك نحو ألفين جندي إسرائيلي يحمون المستوطنين في المدينة القديمة وهي التي تعطيهم السلاح وكل المقومات للاعتداء على شعبنا، لذلك فقدت سلطة الاحتلال أهليتها لأن توفر الحماية للسكان المدنيين". ودعا الى توسيع مهمة المراقبين الدوليين في الخليل أو الى نشر قوات دولية مسلحة فى الخليل "لحماية الفلسطينيين من اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين".
"النهار"