دعا رئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الجمعة، إلى الوقف الفوري لخطة الحكومة الإسرائيلية “الهادفة إلى السيطرة العسكرية التامة على قطاع غزة المحتل“.
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي خلال الليل، على خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف الى “السيطرة” على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر الذي يشهد أزمة انسانية حادة ودماراً هائلاً بعد 22 شهراً من الحرب مع حركة حماس.
قرار محكمة العدل الدولية
وقال تورك في بيان، إن ذلك “مخالف لقرار محكمة العدل الدولية القاضي بوجوب أن تضع إسرائيل حداً لاحتلالها في أقرب وقت ممكن وتحقيق حل الدولتين المتفق عليه وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم“.
وتابع المفوض السامي أن “كل شيء يدعو إلى الاعتقاد أن هذا التصعيد الجديد سيؤدي إلى نزوح قسري أكبر حجماً بعد والمزيد من القتل والمزيد من المعاناة التي لا تحتمل، وتدمير جنوني وجرائم مروعة“.
وطالب الحكومة الإسرائيلية بالسماح بدخول المساعدة الإنسانية إلى القطاع “بدون عقبات… بدل تكثيف هذه الحرب“، من أجل إنقاذ أرواح المدنيين. كما أكد وجوب إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع “فوراً وبدون شروط“.
في المقابل، أكد تورك أنه “يجب كذلك الإفراج فوراً وبدون شروط عن الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل بصورة تعسفية“.
ضربة قاسية للسلام
من جهتها، حضت تركيا الجمعة المجتمع الدولي على وقف الخطة الإسرائيلية محذّرة من أن ذلك سيشكل “ضربة قاسية” للسلام والأمن.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية “ندعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته للحؤول دون تطبيق هذا القرار الذي يهدف الى تهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم“.
بدوره، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خطة إسرائيل بـ“الخطأ“، ودعا حكومة بنيامين نتنياهو إلى “إعادة النظر فوراً” بها.
وقال ستارمر إن “هذا العمل لن يساهم إطلاقاً في وضع حد للنزاع ولن يساعد في ضمان إطلاق سراح الرهائن” محذراً من أنه “سيؤدي فقط إلى إراقة المزيد من الدماء“.
وشدد ستارمر على أن “ما نحتاج إليه هو وقف لإطلاق النار، زيادة المساعدة الانسانية، وتحرير كل الرهائن” المحتجزين في القطاع منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لافتاً الى أن لندن تعمل مع حلفائها على “خطة طويلة الأمد لضمان السلام في المنطقة في إطار حل الدولتين“.
وتابع “رسالتنا واضحة: الحل الدبلوماسي ممكن، لكن على الطرفين الابتعاد عن مسار التدمير“، مشدداً على أن حماس “لا يمكن أن تؤدي أي دور” في مستقبل القطاع الفلسطيني، ويجب أن يتم “نزع سلاحها“.
وكان ستارمر أعلن أواخر تموز/يوليو أن المملكة المتحدة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل سلسلة خطوات منها وقف إطلاق النار في غزة.
كما أعربت الصين الجمعة عن “قلقها البالغ” حيال خطة إسرائيل للسيطرة على كامل مدينة غزة، داعية الدولة العبرية إلى “وقف تحرّكاتها الخطيرة فوراً“.
وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية “فرانس برس” في رسالة بأن “غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزّأ من الأراضي الفلسطينية“.
- المدن