أكد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان وجود مساعٍ إسرائيلية لإضعاف سوريا، مشدداً على وحدة الأراضي السورية بالنسبة لبلاده، فيما قال نظيره السوري أسعد الشيباني، إن هناك تحديات خارجية لفرض واقع التقسيم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للوزيرين في العاصمة التركية أنقرة. واستقبل فيدان، اليوم الأربعاء، وفداً سورياً رفيع المستوى يضم الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات السورية حسين السلامة، وذلك بعد نحو أسبوع على زيارة الوزير التركي لدمشق.
القضاء على المؤامرات
وقال فيدان خلال المؤتمر، إن علاقات سوريا مع دول المنطقة بما فيها تركيا، حققت قفزات نوعية خلال الأشهر الماضية، “على الرغم من بعض المنزعجين من تنمية سوريا ومساعيهم لإثارة المؤامرات”، مؤكداً أن أنقرة تعمل مع دمشق لأجل القضاء على المؤامرات وتذليل العراقيل وتطوير جميع المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد، لخلق أجواء مناسبة لعودة اللاجئين.
وأضاف أن هناك مساعٍ إسرائيلية من أجل إضعاف سوريا، وخلق أجواء من الفوضى داخلها، مشدداً على رفض بلاده لذلك، كما حذّر أن ذلك سيكون له تأثير على دول المنطقة بأكملها.
وقال إن تركيا تدعم استقلال سوريا وسيادتها والحفاظ على وحدة أراضيها، “ونحن متفائلون بإيجاد حلول جذرية لجميع المشاكل التي تواجهها شرط عدم التدخل في شؤونها الداخلية، خصوصاً من قبل الذين يريدون نشر الفوضى”.
وأكد حرص تركيا على بناء علاقات استراتيجية مع سوريا، داعياً إلى دعم الدولة السورية في جهودها لبناء سوريا جديدة تحقق مصالح الشعب السوري بجميع أطيافه.
كما شدد الوزير التركي على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأن تكون حقوق جميع مكونات الشعب السوري مصانة، لكن ليس عبر السلاح وتهديد الآخرين واحتلال الأراضي.
توقيت دقيق
من جانبه، قال الشيباني إن “سوريا تمر بوقت دقيق بعد سنوات الحرب التي أثرت على كل بيت في البلاد ولا يمكننا الحديث عن المستقبل دون الحديث عما جرى في عهد النظام البائد والدمار والمعاناة التي لحقت بملايين السوريين”.
وأضاف أن سوريا “تواجه اليوم تحديات خطيرة في مقدمتها تدخلات إسرائيل واعتداءاتها التي تهدد استقرار سوريا والمنطقة برمتها، إلى جانب تحديات خارجية تسعى لفرض واقع تقسيم سوريا وإثارة الفوضى فيها”.
وأكد أن الحكومة السورية عملت على “إرساء الاستقرار في جميع مواضع الدولة، وأطلقنا خدمات كبيرة رغم الصعوبات، ونؤكد أننا نمد يدنا لكل شراكة تحترم وحدة سوريا وسلامة أراضيها”.
التنسيق الأمني
وعن الزيارة إلى تركيا، أوضح الشيباني أن الوفد السوري “بحث سبل التعاون السياسي والتنسيق الأمني مع تركيا”، مؤكداً ترحيب الحكومة السورية بالعودة التدريجية للمهجرين السوريين إلى بلداتهم.
وحول أزمة السويداء، أكد أن “السويداء جزء أصيل من سوريا وأبناؤها جزء من النسيج الاجتماعي للشعب السوري، ولا نقبل إقصاءهم أو تهميشهم، وما حدث كان مفتعلاً من إسرائيل لبث الفتنة الطائفية في المنطقة”.
وجدد تأكيد دمشق على محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات في السويداء وغيرها، مشدداً على أن الدولة السورية هي التي تضمن حماية جميع مواطنيها. وقال: “علينا تغليب لغة الحكمة لتجاوز هذه المحنة”.
وعن مؤتمر “قسد” الأخير، قال إن مؤتمر الحسكة “لا يمثل الشعب السوري، وحاول استغلال أحداث السويداء، إضافة إلى أنه انتهاك لاتفاق اندماج (قسد) في مؤسسات الدولة”.
والخميس الماضي، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، فيدان، في ثالث زيارة للوزير التركي إلى سوريا، بحث فيها مخاوف أنقرة المتعلقة بالأمن القومي التركي، بحسب وكالة “الأناضول”.