دمشق ـ «القدس العربي»: اندلعت في الشرق السوري اشتباكات عنيفة بين الجيش و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في ريف دير الزور، استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والقذائف، واستمرت لساعات طويلة.
مسؤول أخبار شبكة الخابور المحلية، وهي منصة إعلامية تعنى بتوثيق ونقل أخبار منطقة الجزيرة السورية، إبراهيم الحبش، قال لـ «القدس العربي» إن مناطق ريف دير الزور الشرقي، شهدت ليل الأحد، اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف بين قوات الجيش السوري وميليشيا «ب ي د» في بلدتي محكان والكشمة شرقي دير الزور.
وأضاف: بدأت الاشتباكات بعد محاولة ميليشيا «ب ي د» التسلل إلى عدة مناطق يسيطر عليها الجيش، حيث تمكنت قوات الجيش من إحباط كل المحاولات، معلنا أنه لا تغيّر في خريطة السيطرة بدير الزور. وتتركز الاشتباكات بطبيعة الحال على ضفتي نهر الفرات، حيث تنتشر قوات الطرفين في مناطق متقاربة.
في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية، «قسد» في بيان رسمي إن عناصر مسلحة مجهولة استهدفت مواقع لقواتها في ريف دير الزور الشرقي.
وأضافت في بيان: «أطلقت عناصر مسلّحة مجهولة، من مواقع في الضفة الغربية لنهر الفرات، مساء السبت، قذيفة آر بي جي في اتجاه إحدى نقاط قواتنا في قرية أبو حمّام في الريف الشرقي لدير الزور» مشيرة إلى أن الاستهداف لم يسفر عن أي إصابات بشرية.
وتابعت: «ردت قواتنا على مصادر إطلاق النار بالوسائل المناسبة، مستهدفة مواقع المهاجمين بدقة» مشيرة إلى أن عملية التحري والمتابعة متواصلة للكشف عن هوية المنفذين.
في السياق الأمني أيضا، قتل أحد عناصر قوى الأمن الداخلي، أثناء تنفيذ مهمة أمنية إثر اشتباك مسلّح مع أحد المطلوبين في ريف درعا، حسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا عبر قناته على «تلغرام».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، القبض على المدعو علي قرقناوي الملقب بـ«أبو الفدا» المتورط بقمع مظاهرات سلمية وتزعم ميليشيات في عهد النظام المخلوع.
وذكرت في بيان أن فرق التحري والبحث نفذت عمليات رصد ومتابعة مكثفة تكللت بالوصول في منطقة الهلك في مدينة حلب (شمال) إلى المدعو علي قرقناوي «أحد أبرز المجرمين في عهد النظام البائد».
وأضافت أنه «بناء على قرار صادر عن النيابة العامة، داهم فرع مكافحة الإرهاب في المحافظة موقع وجوده (قرقناوي) وتم إلقاء القبض عليه».
ضبط خلايا «إرهابية» في اللاذقية… واعترافات لمشارك في قمع المدنيين في درعا
ويأتي ذلك ضمن جهود الإدارة السورية الجديدة في ضبط الأوضاع الأمنية، وملاحقة فلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية.
وأوضحت الوزارة أن «المعطيات تشير إلى تورطه (أبو الفدا) في قمع مظاهرات سلمية خلال فترة عمله كضابط سابق برتبة رائد، إضافة إلى تزّعمه مجموعة مسلحة، وانخراطه في ميليشيا الدفاع الوطني، وميليشيات طائفية أخرى».
ولفتت إلى أن أبو الفدا «استغل ترشحه لعضوية مجلس الشعب للحصول على غطاء رسمي لتحركاته الإجرامية».
وقالت إن قرقناوي «أُحيل إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات، تمهيدا لعرضه على القضاء المختص».
كذلك أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، عبد العزيز الأحمد، تفكيك وضبط خلايا إرهابية وإجرامية مرتبطة بتنسيق خارجي، إثر سلسلة من العمليات التي نفذتها الوحدات الأمنية.
وأكدت التحقيقات استمرار محاولات بعض الجهات المرتبطة بفلول النظام السابق، لزعزعة أمن المحافظة واستقرارها، عبر تنفيذ «أعمال إرهابية» تستهدف المواقع الحيوية والحكومية، وارتكاب جرائم القتل والخطف الممنهج، إلى جانب نشر الشائعات وإثارة الفتن، حسبما جاء في بيان لوزارة الداخلية.
وكشف البيان أن أبرز الخلايا التي ضبطت خلية تتبع لنمير بديع الأسد، وخلايا تتبع لمحمد جابر ورامي مخلوف، الذين يواصلون دعم أنشطتهم الإجرامية الرامية إلى تقويض السلم الأهلي والنيل من تماسك الدولة والمجتمع، حسب توصيف الوزارة.
في حين نشرت وزارة الداخلية تسجيلاً مصوراً السبت تضمن اعترافات لمن قالت إنه «مجرم مطلوب للعدالة، تم إلقاء القبض عليه مؤخراً، لارتكابه جرائم ضد المدنيين تضمنت قمع المتظاهرين السلميين في مدينة درعا خلال بدايات الثورة، وارتكاب أعمال تعذيب أودت بحياة معتقلين».
وأفاد الموقوف المدعو جعفر محمد علوش الذي ينحدر من بلدة تلكلخ بريف حمص، بأنه شارك في عام 2012 بحملات لقمع المظاهرات في مدينة درعا، وأطلق النار على المتظاهرين، وقتل 13 شخصاً ضمن المجموعة التي كان ينتمي إليها.
وأشار إلى أنه شارك مع مجموعته في حملات اعتقال وتعذيب في مناطق وبلدات في ريف درعا، مؤكداً أنه شارك في قتل أشخاص داخل الحافلات في بعض الحالات أثناء نقلهم إلى السجن عقب اعتقالهم.
وأضاف أنه في عام 2013 شارك في عمليات اعتقال وتعذيب مع كافة القطاعات الأمنية، بما فيها قطاعات الدفاع الجوي والقوات الخاصة التابعة للأجهزة الأمنية والعسكرية، قبل أن تنتهي مشاركته في عام 2014.
وأفاد بأن النساء كن يتعرضن للاغتصاب قسراً، وأن الرجال كان يتم تكسيرهم تحت وطأة التعذيب، مؤكداً أنه وثّق في إحدى الحالات وفاة 63 معتقلاً تحت التعذيب.
وأشار أن كل ذلك كان بأوامر من الضباط، مع الإشارة إلى وجود ضابط مسؤول عن قسم التحقيق مختص بالتحقيق مع النساء اللواتي كثيراً ما كن يمتن نتيجة الضرب على الكلى والتعذيب الشديد.
وأوضح أنّ المعتقلين كانوا ينقلون أحياناً إلى المشفى العسكري في حمص، حيث كان يطبق التعذيب باستخدام جهاز دولاب الشبح لفترات طويلة، ما يؤدي أحياناً إلى قصور كلوي يسبب الموت، مؤكداً أن الضابط لم يكن يسمح بدخول المعتقل إلى الجهاز إلا بعد وفاة شخص آخر.
- القدس العربي






















