دمشق ـ «القدس العربي»: رحّبت مصادر سياسية في دمشق بقرار حزب «العمال الكردستاني» إلقاء السلاح والانخراط في العمل السياسي، معتبرة أن ذلك سينعكس إيجابا على المفاوضات الجارية لإعادة ضم مناطق شمال شرق سوريا بالدولة، بما فيها «قوات سوريا الديمقراطية»، عبر ثلاث فرق ضمن الجيش السوري. في حين قال المتحدث باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا فيصل يوسف إن إلقاء «العمال الكردستاني» سلاحه يعني البدء بمرحلة جديدة عبر النضال السياسي، وهي مرحلة نؤازرها ونعتبر أن نجاحها في تركيا ستكون له تداعياته الإيجابية على استقرار سوريا.
أثر إيجابي
والأحد أعلن «الكردستاني» أنه قرر سحب جميع قواته من تركيا إلى «مناطق الدفاع الإعلامية»، أي إلى مناطق شمال العراق وتحديدا في جبال قنديل، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادرها.
وعبرت اوساط سياسية مقربة من مصادر صنع القرار في دمشق، عن ارتياحها من قرار «الكردستاني».
وقالت في تصريح لـ«القدس العربي» إن الإجراء سيترك أثره الإيجابي بالتأكيد على إعادة توحيد البلاد وضمن مناطق شمال شرق سوريا بالدولة، وخصوصا أن المفاوضات تجري حالياً لدمج «قوات سوريا الديمقراطية – قسد» عبر ثلاث فرق عسكرية في الجيش السوري.
وأوضحت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن المعلومات المقبلة من تركيا تفيد بأن الرئيس رجب طيب أردوغان سيستقبل وفداً من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (الكردي) قبل سفر الوفد إلى «إيمرالي» للقاء أوجلان في سجنه، وما يهمنا في سوريا تجاه هذه التطورات التي تؤكد تحرك تركيا نحو مزيد من الاستقرار، المعلومات التي وصلتنا بأن أوجلان قد وجّه رسائل عتب فسرت على أنها توبيخ لبعض القيادات المتشددة في حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري) وحثها لتسريع إنجاز اتفاق العاشر من آذار/ مارس الموقع بين رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
واستبعدت المصادر أن ينسحب عدد من عناصر «الكردستاني» في اتجاه سوريا، مرجحة أن الانسحاب سيكون إلى جبال قنديل في شمال العراق حيث تكون قريبة من السليمانية، وحتى من إيران التي تقدم لها الدعم المباشر.
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا فيصل يوسف، في تصريح لـ «القدس العربي» إن «الوطني الكردي» لطالما كان يدعو إلى الحل السياسي والابتعاد عن المعارك التي تعب منها الناس، وبقدر إيجاد الحلول للمشاكل عبر المفاوضات الجارية حاليا بين دمشق وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري ممثلا بوحدات حماية الشعب المنضوية ضمن «قسد»، فإن ذلك ينعكس إيجابيا على حياة الناس الذين يعيشون هنا في المنطقة.
مصادر لـ «القدس العربي»: سينعكس إيجاباً على مفاوضات ضمّ «قسد» في الجيش السوري
وتابع: نحن في «الوطني الكردي» أيدنا النداء الذي وجهه أوجلان بإنهاء الكفاح المسلح والبدء بمرحلة جديدة عبر النضال السياسي، وهذه مرحلة نؤازرها لأننا نعتقد أنه وبقدر استباب الاستقرار سواء في تركيا أو في عموم منطقتنا، فإن نتائجه ستكون إيجابية على حياة الناس هنا في سوريا، والقرارات اللاحقة بعد نداء أوجلان هي من خصوصيات حزب العمال الكردستاني ويندرج ضمن مشروع الحكومة التركية بما يفضي إلى تمتع الشعب الكردي بحقوقه في تركيا، وبقدر نجاح هذا المشروع هناك فإنه ستكون له تداعيات إيجابية على الكرد في باقي المنطقة.
وقال: نؤكد من خلال خصوصيتنا ككرد سوريين، على أن علاقاتنا مع الإدارة الانتقالية يجب أن تكون علاقة تفضي للاعتراف بحقوق الشعب الكردي كمكون اصيل على أرضه، وأن يتمتع بحقوقه المحمية دستوريا في إطار دولة لامركزية.
وطالب تركيا والدول الأخرى بتمكين الشعب السوري ليعبر عن نفسه وتعدديته في إطار الدولة السورية الجديدة، معتبراً أن تمتع القوميات بحقوقها في إطار الدولة السورية سينعكس إيجابا على الاستقرار في تركيا، والعكس صحيح، أي بقدر ما يكون هناك استقرار في تركيا سيكون هناك استقرار في سوريا.
واعتبر أن الوساطة التي يبذلها رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني بين دمشق ومناطق شمال شرق سوريا ستكون ذات أثر إيجابي، وستسرع من عملية التفاوض، مشيراً إلى أن بارزاني شخصية مرجعية قومية كردية ولها احترامها لدى الكرد ودول الجوار، وله دور في إنجاز التوافقات ودعم مشروعي السلام في تركيا وسوريا
أول احتفال
واحتفل المجلس الوطني الكردي أول من أمس الأحد في القامشلي بالذكرى الرابعة عشرة لتأسيسه.
وقال يوسف إنه الأول بعد إسقاط نظام الأسد، ونحن في المجلس كنا جزءا من المعارضة الديمقراطية سواء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أو في هيئة التفاوض، ولطالما دعونا إلى سوريا ديمقراطية لا مركزية لكل أبنائها.
وأوضح أن المجلس كان يحتفل دوما في المناسبات القومية سواء عبر الأحزاب المنضوية ضمنه أو منظماتها، لكننا كنا نتعرض لمضايقات من قبل المسلحين التابعين لإدارة حزب «الاتحاد الديمقراطي»، على خلاف ما جرى أمس، فقد كان الاحتفال عاما وشارك فيه حزب «الاتحاد الديمقراطي» ممثلا برئيسته المشتركة بروين يوسف، إضافة إلى عدد من الأحزاب الحليفة للاتحاد الديمقراطي او القوى الوطنية السورية والقوى الكردية الأخرى، وفعاليات اجتماعية مستقلة ووجهاء عشائر إضافة إلى الإخوة المسيحيين ومن الأحزاب الآشورية والسريانية.
وقال إن الاحتفال كان متميزا واستمر لأكثر من ساعتين، واتفقت الكلمات على أهمية تحقيق أهداف الثورة السورية عبر عملية انتقال سياسي شامل، وأن تتمتع مختلف القوميات والأديان بحقوقهم في إطار سوريا الجديدة.
وبين أن الاحتفال كان محصورا ضمن محافظة الحسكة، ولم توجه الدعوات لأي قوى خارج المحافظة، ولا إلى جهات أجنبية مثل الولايات المتحدة أو قوى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
- القدس العربي


























