دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة لداخلية السورية، أمس الإثنين، تنفيذ عمليتين أمنيتين استهدفتا خلايا تابعة لـ «الدولة الإسلامية» في إدلب، وذلك عقب ساعات على إعلان واشنطن تدمير 15 مستودع أسلحة للتنظيم، بالتعاون مع دمشق.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب العميد غسان باكير، في بيان صحافي نشرته الوزارة: «نفذت وحداتنا الأمنية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، عمليتين أمنيتين نوعيتين استهدفتا خلايا إرهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في كل من منطقة الدانا شمال المحافظة وغربي مدينة إدلب، وذلك في إطار الحملة الأمنية المستمرة التي تنفذها وزارة الداخلية لتعقب التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها».
ضبط أسلحة
وأضاف أن العمليات أسفرت عن ضبط أسلحة فردية وذخائر، وأحزمة ناسفة وعبوات متفجرة، كما تم الكشف عن تورط بعض أفراد هذه الخلايا في قتل مدني ودفنه قرب مدينة معرة مصرين.
وأشار إلى أنه جرى خلال العمليات تحييد عنصرين بعد رفضهما تسليم نفسيهما للقوات الأمنية، فيما ألقي القبض على باقي أفراد الخلايا، لافتا إلى أن المقبوض عليهم أحيلوا إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات تمهيدا لإحالتهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وقبل ذلك أعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» أنها نفذت عملية مشتركة مع وزارة الداخلية السورية جنوبي البلاد، بين 24 و27 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، استهدفت أكثر من 15 مستودع أسلحة لتنظيم «الدولة» جنوبي سوريا.
واعتبر قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، حسب بيان نشرته «سينتكوم» على صفحتها الرسمية أن التعاون مع الداخلية السورية أثمر عن «هذه العملية الناجحة التي تضمن استمرار المكاسب التي تحققت ضد «داعش»، ومنع التنظيم من تجديد نشاطه أو تصدير هجماته الإرهابية إلى الولايات المتحدة وحول العالم».
وقال: «سنظل يقظين وسنواصل ملاحقة فلول «داعش» في سوريا بقوة».
وذكر البيان أن «قوات من القيادة المركزية الأمريكية ووزارة الداخلية السورية عثرت على أكثر من 15 موقعاً تحتوي على مخابئ أسلحة تابعة لـ«داعش» في جنوب سوريا، ودمرتها، في الفترة من 24 إلى 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي».
وأوضح البيان أن «أفرادا عسكريين أمريكيين من قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب عملوا مع القوات السورية في تحديد مواقع مخازن أسلحة «داعش» والقضاء عليها في محافظة ريف دمشق، وذلك من خلال غارات جوية متعددة وتفجيرات برية»، مشيراً إلى أن العملية أدت إلى «تدمير أكثر من 130 قذيفة هاون وصاروخا، وبنادق هجومية متعددة، ورشاشات، وألغاماً مضادة للدبابات، ومواد لصنع العبوات الناسفة، كما اكتشفت القوات ودمرت كميات من المخدرات غير المشروعة».
بعد إعلان واشنطن تدمير مخابئ له بالتعاون مع سوريا
وعلى هامش زيارة الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع إلى العاصمة الأمريكية واشنطن واجتماعه مع الرئيس دونالد ترامب في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، انضمت سوريا إلى «التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة».
وفي 12 من الشهر ذاته أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق، بتدوينة على منصة «إكس» الخبر. وقالت: «هذه لحظة مفصلية بتاريخ سوريا وفي الحرب العالمية ضد الإرهاب، فسوريا أصبحت رسميا الشريك رقم 90 الذي انضم للتحالف الدولي لهزيمة داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة.
رسالة دعم
واعتبر الناشط السياسي المختص بالعلاقات السورية الأمريكية أيمن عبد النور في تصريح لـ«القدس العربي» أن «البيان الذي أصدرته سينتكوم وتضمن تصريح الأدميرال براد كوبر جاء في توقيت حساس وهام جداً باعتباره رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بأن ما تقوم به من توغلات متواصلة ضمن الأراضي السورية يؤثر سلباً على الجهود الأمريكية والتعاون مع دمشق في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي بعد أن باتت سوريا عضوا فاعلا في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم». وتابع أن «واشنطن تقول لإسرائيل إن عليها أن تأخذ هذا التعاون الفعال بعين الاعتبار وعدم التشويش عليه بما يتعارض مع المصالح الأمريكية»، موضحاً أن «التعاون الحالي الذي أدى إلى تدمير 15 مقراً للتنظيم، هو بمثابة تعاون أولي يمكن أن تتبعه خطوات لاحقة أكبر بكثير وستقدمها الولايات المتحدة لسوريا بعد استكمال الخطوات التالية المطلوبة والتي مازالت حتى الآن هي في مرحلها الأولى».
وبين أن «المرتقب أن تصبح المنظومة الأمنية والعسكرية السورية مماثلة لنظيراتها في دول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من حيث الأداء والفكر والهرمية والتسلسل القيادي وعقيدة الجيش والانضباط ورفع كفاءة الأجهزة المختصة، وهذه كلها إجراءات قد تقدمها الولايات المتحدة لسوريا تباعاً ووفق تطور الأجهزة العسكرية والأمنية السورية».
واعتبر أن «التنسيق المشترك لمحاربة تنظيم «داعش» هي عملية مستمرة ومتواصلة وهناك غرفة عمليات نشطة على مدار الساعة وحسب معطياتها يتم التحرك ميدانيا».
ولم يحدد بيان «القيادة المركزية الأمريكية» مواقع مخابئ الأسلحة التي تم استهدافها بشكل دقيق، إنما اكتفى بالقول إنها في ريف العاصمة السورية جنوب البلاد، وذكر عبد النور أن «المخابئ المستهدفة هي في أماكن نشاط التنظيم في البادية الواقعة ضمن محافظة ريف دمشق».
واعتبر أن «أهمية البيان الأمريكي الحالي هو في تسميته لوزارة الداخلية السورية بأنها الجهة التي تعاونت مع التحالف لاستهداف مستودعات أسلحة التنظيم، وهذا يؤشر إلى توجيه رسالة مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية بعدم محاولة خلط الأوراق واستهداف الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية السورية بحجة أن عناصر منها هم من استهدفوا الدورية الإسرائيلية في بيت جن». وفجر الجمعة، توغلت دورية إسرائيلية إلى الشرق من شريط فصل القوات بعمق يصل إلى نحو 10 كيلومترات قادمة من بوابة عين التينة شرقي مجدل شمس في اتجاه حضر ثم بلدة بيت جن، لاعتقال شبان ادعت إسرائيل بداية إنهم من «الجماعة الإسلامية»، لكن الدورية وقعت في كمين وحصل اشتباك مسلح أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط، وعقب ذلك ارتكبت جيش الاحتلال مجزرة بقصفه لمنازل المدنيين عبر عدوان جوي أسفر عن استشهاد 13 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين، قوبلت بإدانات واسعة عربية ودولية.
- القدس العربي


























