أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رضاه الواسع بالتطورات في سوريا، مشيداً بجهود الحكومة السورية الجديدة تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع لتحقيق الاستقرار والازدهار. وقال ترمب في تغريدة عبر منصة «تروث سوشيال»، صباح الاثنين: «إن الولايات المتحدة راضية جداً عن النتائج التي تحققت، بفضل العمل الجاد والعزيمة، في سوريا. ونبذل كل ما في وسعنا لضمان استمرار الحكومة السورية في القيام بما هو مقصود، وهو أمر جوهري، من أجل بناء دولة حقيقية ومزدهرة».
وتابع أنه «من الأمور التي ساعدتهم كثيراً إنهاء العقوبات القاسية والمؤلمة للغاية، وأعتقد أن سوريا وقيادتها وشعبها قد قدّروا ذلك حقاً!».
وفي تحذير واضح ومباشر لإسرائيل، قال ترمب: «من المهم جداً أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة».
وشدد ترمب على أن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، يعمل بجد لضمان حدوث أمور جيدة، وأن تتمتع كل من سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة معاً. وقال: «هذه فرصة تاريخية، وتضيف إلى النجاح الذي تحقق بالفعل، من أجل السلام في الشرق الأوسط».

هذا التحذير يأتي في سياق تصاعد التوترات على الحدود السورية – الإسرائيلية، حيث أجرت إسرائيل مئات الغارات الجوية على أهداف عسكرية سورية منذ سقوط الأسد، مدعيةً منع وقوع أسلحة في أيدي «إرهابيين». وخلال الشهور الماضية توسعت القوات الإسرائيلية في السيطرة على مناطق في الجولان المحتل، مما أثار غضب دمشق التي تطالب بانسحابٍ كامل شرطاً لأي اتفاق أمني.
وأثارت هذه التصريحات والتحذيرات لإسرائيل تساؤلات حول اتصال محتمل بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل ضغوط أميركية متزايدة لدفع إسرائيل نحو اتفاق أمني مع سوريا. فيما أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن نتنياهو يتجنب إغضاب ترمب، الذي يرى في اتفاق سوري – إسرائيلي جزءاً من خطته الأوسع للسلام في الشرق الأوسط، ربما لكسب جائزة نوبل.

توافق ترمب والشرع
يأتي تصريح ترمب في أعقاب لقاء تاريخي عقده في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في البيت الأبيض مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وأعلنت إدارة ترمب خلال اللقاء تعليق العقوبات الشاملة على سوريا لمدة 180 يوماً، بما في ذلك وقف تطبيق قانون قيصر لعام 2019، الذي كان يستهدف النظام السابق، مع الحفاظ على عقوبات على الأسد وشركائه ومرتكبي جرائم حقوق الإنسان.
كان رفع العقوبات جزءاً من استراتيجية ترمب لتشجيع الاستثمار في إعادة إعمار سوريا، التي تقدَّر تكلفتها بأكثر من 200 مليار دولار، ودعم دمج «قوات سوريا الديمقراطية» في الجيش السوري الجديد. ومثل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السوري، حيث أصبحت دمشق حليفاً جيوسياسياً محتملاً لواشنطن. وأكدت واشنطن دعمها لـ«اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل لتعزيز الاستقرار الإقليمي». كما أعلنت واشنطن أن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد «داعش» بعد لقاء ترمب يعزز من دورها كشريك أمني، مما يجعل أي تصعيد إسرائيلي مكلفاً سياسياً.
- الشرق الأوسط


























