كشف موقع “أكسيوس” الأميركي أن مسؤولين أميركيين انتقدوا نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في سوريا، محذّرين من أن هذا النهج “سيقوده إلى تدمير نفسه سياسياً”.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن الإدارة الأميركية أعربت عن قلق متزايد من الغارات والعمليات التي تنفذها إسرائيل داخل الأراضي السورية، محذرة من أن هذه التحركات قد تعرض الاستقرار في سوريا للخطر وتقوض العمل الجاري لدفع اتفاق أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الولايات المتحدة تحاول إيصال رسالة “واضحة” إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بضرورة وقف العمليات “التي ستقوده إلى تدمير نفسه سياسياً”، مضيفاً أن استمرارها “قد يحول الحكومة السورية الجديدة إلى خصم، ويُفشل فرصة دبلوماسية نادرة”.
مواقف أميركية مؤيدة لسوريا في ملفات خلافية مع إسرائيل
ووفق “أكسيوس”، فإن استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط تشمل دعم جهود الرئيس السوري لتثبيت الاستقرار، وتشجيعه على الانخراط في مسار تفاوضي مع إسرائيل.
وأكد التقرير أن إدارة ترامب اتخذت في الأشهر الماضية مواقف مؤيدة لدمشق في عدة ملفات خلافية مع تل أبيب، وهي حالة لا تتكرر مع أي دولة أخرى في المنطقة.
وأمس الإثنين، جدد الرئيس الأميركي، في منشور عبر منصة “تروث سوشال”، تحذيره للحكومة الإسرائيلية من اتخاذ أي إجراءات قد تعيق مسار الانتقال السياسي في سوريا.
وأكد ترامب أنه من “المهم للغاية” أن تحافظ إسرائيل على “حوار قوي وحقيقي” مع سوريا، مشدداً على أن “لا شيء يجب أن يحدث بما يعرقل تحول سوريا إلى دولة مزدهرة”.
واعتبر ترامب أن سوريا وإسرائيل “ستكون لهما علاقة طويلة ومزدهرة معاً ممكنة من خلال هذا الحوار القوي والحقيقي”، في إشارة إلى جهود الإدارة الأميركية لتسهيل اتفاق بين الجانبين.
وقال الرئيس الأميركي إن إدارته “راضية جداً” عن أداء الرئيس السوري، أحمد الشرع، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة دعمت إعادة إعمار سوريا، بما في ذلك رفع “العقوبات القوية والقاسية” المفروضة عليها في السنوات الماضية.
نتنياهو يرى أشباحاً في كل مكان
وتعليقاً على التوغلات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية والمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في بلدة بيت جن بريف دمشق، قال أحد المسؤولين الأميركيين إن “السوريين كانوا غاضبين بشدة، وقواعدهم الاجتماعية طالبت بالانتقام لأن مدنيين سوريين قُتلوا”.
وأشار المسؤولون الأميركيون لـ “أكسيوس” إلى أن البيت الأبيض لم يتلق إخطاراً مسبقاً من إسرائيل بالعملية، خلافاً لإجراءات التنسيق السابقة.
وبينما تقول إسرائيل إنها أبلغت الحكومة السورية عبر “قنوات استخبارية”، أكد المسؤولون الأميركيون أن سوريا لم تتلق أي تحذير من خلال القنوات العسكرية المعتمدة.
وذكر مسؤول أميركي رفيع أن سوريا “لا تريد مشكلات مع إسرائيل، هذا ليس لبنان”، مضيفاً أن نتنياهو “يرى أشباحاً في كل مكان”، وأن نهجه في سوريا “إطلاق النار أولاً وطرح الأسئلة لاحقاً”.
وأضاف مسؤول آخر أن تصريحات مشابهة صدرت داخل البيت الأبيض، في حزيران الماضي، عقب غارات إسرائيلية على دمشق، حيث وصف أحد المسؤولين الأميركيين سلوك نتنياهو بأنه “تصرف كمجنون. يقصف كل شيء طوال الوقت”، محذراً من أن هذا النهج “قد يعرقل ما يحاول ترامب تحقيقه”.
قلق إسرائيلي من تقارب واشنطن ودمشق
ووفق “أكسيوس”، فإن التقارب بين الرئيسين الأميركي والسوري يثير قلقاً في إسرائيل، خاصة إثر زيارة الشرع للبيت الأبيض واجتماع الرئيسين في الرياض سابقاً.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من مشاركة إسرائيل في مسار العمل العمل الأميركي نحو اتفاق أمني مع دمشق، فإنها قدمت “مطالب قصوى” وتعاملت مع الملف “بحذر شديد”.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم إن العمل على الاتفاق الأمني تأثر سلباً بسلوك نتنياهو الأخير، وإن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أجرى محادثات “متوترة” مع الجانب الإسرائيلي منذ يوم الجمعة الماضي، كما عقد لقاءات مماثلة لتهدئة التوتر مع دمشق وتفادي أي تصعيد.
- تلفزيون سوريا
























