• الرئيسية
  • رأي الرأي
  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
  • تحليلات ودراسات
  • حوارات
  • ترجمات
  • ثقافة وفكر
  • منتدى الرأي
الخميس, ديسمبر 4, 2025
موقع الرأي
  • Login
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    سورية.. نقطة التوازن الحَرِج

    سورية.. نقطة التوازن الحَرِج

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    من اليأس إلى الفعل: كيف هزم السوريون «الأبد»؟

    من اليأس إلى الفعل: كيف هزم السوريون «الأبد»؟

    إسرائيل تنفذ توغلين بالقنيطرة السورية رغم مساعي التهدئة الأمريكية 

    إسرائيل تنفذ توغلين بالقنيطرة السورية رغم مساعي التهدئة الأمريكية 

    ليست سوريا ولا غزة آخر أماكن الإبادة الجماعية في الإقليم

    ليست سوريا ولا غزة آخر أماكن الإبادة الجماعية في الإقليم

    حين عبرنا الجسر

    حين عبرنا الجسر

  • تحليلات ودراسات
    أبعاد زيارة الرئيس السوري للبيت الأبيض: فرصة واختبار

    أبعاد زيارة الرئيس السوري للبيت الأبيض: فرصة واختبار

    الجنوب السوري بعد سقوط نظام الأسد: المقاربات الدولية وإعادة تشكيل السيادة والأمن المحلي

    الجنوب السوري بعد سقوط نظام الأسد: المقاربات الدولية وإعادة تشكيل السيادة والأمن المحلي

    عملية بيت جن… هل التصعيد الإسرائيلي مرتبط برفض دمشق التنازل عن مناطق محتلة؟ تل أبيب عرضت في المفاوضات اتفاق تفاهمات أمنية مع بقاء احتلالها لـ10 مواقع… أو اتفاق سلام من دون الجولان

    عملية بيت جن… هل التصعيد الإسرائيلي مرتبط برفض دمشق التنازل عن مناطق محتلة؟ تل أبيب عرضت في المفاوضات اتفاق تفاهمات أمنية مع بقاء احتلالها لـ10 مواقع… أو اتفاق سلام من دون الجولان

    المسيحيون الأميركيون وسوريا… وتحول تاكر كارلسون

    المسيحيون الأميركيون وسوريا… وتحول تاكر كارلسون

  • حوارات
    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: لن نوقع اتفاقا مع إسرائيل دون الانسحاب إلى خط 7 ديسمبر… وهذا تصورنا للتفاهم مع “قسد” (2 من 2)

    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: لن نوقع اتفاقا مع إسرائيل دون الانسحاب إلى خط 7 ديسمبر… وهذا تصورنا للتفاهم مع “قسد” (2 من 2)

    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: رؤيتنا لسوريا كانت واضحة لدينا قبل إسقاط الأسد… وهكذا فككنا “العقدة الروسية” (1 من 2)

    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: رؤيتنا لسوريا كانت واضحة لدينا قبل إسقاط الأسد… وهكذا فككنا “العقدة الروسية” (1 من 2)

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

  • ترجمات
    تشارلز ليستر عبر صحيفة إسرائيلية: استهداف سوريا “خطأ استراتيجي”

    تشارلز ليستر عبر صحيفة إسرائيلية: استهداف سوريا “خطأ استراتيجي”

    كاتب تركي: تحولات بوسائل النفوذ والهيمنة في القرن الـ21

    كاتب تركي: تحولات بوسائل النفوذ والهيمنة في القرن الـ21

    توماس فريدمان: إسرائيل في خطر من الداخل

    توماس فريدمان: إسرائيل في خطر من الداخل

    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط  –  كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط – كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    في الحاجة إلى مقاربات جديدة للهُويَّة الوطنية السورية

    في الحاجة إلى مقاربات جديدة للهُويَّة الوطنية السورية

    هل يستطيع أحمد الشرع التأسيس لمرحلة جديدة من التاريخ السوري؟

    هل يستطيع أحمد الشرع التأسيس لمرحلة جديدة من التاريخ السوري؟

    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية  –  مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية – مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    سورية.. نقطة التوازن الحَرِج

    سورية.. نقطة التوازن الحَرِج

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    من اليأس إلى الفعل: كيف هزم السوريون «الأبد»؟

    من اليأس إلى الفعل: كيف هزم السوريون «الأبد»؟

    إسرائيل تنفذ توغلين بالقنيطرة السورية رغم مساعي التهدئة الأمريكية 

    إسرائيل تنفذ توغلين بالقنيطرة السورية رغم مساعي التهدئة الأمريكية 

    ليست سوريا ولا غزة آخر أماكن الإبادة الجماعية في الإقليم

    ليست سوريا ولا غزة آخر أماكن الإبادة الجماعية في الإقليم

    حين عبرنا الجسر

    حين عبرنا الجسر

  • تحليلات ودراسات
    أبعاد زيارة الرئيس السوري للبيت الأبيض: فرصة واختبار

    أبعاد زيارة الرئيس السوري للبيت الأبيض: فرصة واختبار

    الجنوب السوري بعد سقوط نظام الأسد: المقاربات الدولية وإعادة تشكيل السيادة والأمن المحلي

    الجنوب السوري بعد سقوط نظام الأسد: المقاربات الدولية وإعادة تشكيل السيادة والأمن المحلي

    عملية بيت جن… هل التصعيد الإسرائيلي مرتبط برفض دمشق التنازل عن مناطق محتلة؟ تل أبيب عرضت في المفاوضات اتفاق تفاهمات أمنية مع بقاء احتلالها لـ10 مواقع… أو اتفاق سلام من دون الجولان

    عملية بيت جن… هل التصعيد الإسرائيلي مرتبط برفض دمشق التنازل عن مناطق محتلة؟ تل أبيب عرضت في المفاوضات اتفاق تفاهمات أمنية مع بقاء احتلالها لـ10 مواقع… أو اتفاق سلام من دون الجولان

    المسيحيون الأميركيون وسوريا… وتحول تاكر كارلسون

    المسيحيون الأميركيون وسوريا… وتحول تاكر كارلسون

  • حوارات
    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: لن نوقع اتفاقا مع إسرائيل دون الانسحاب إلى خط 7 ديسمبر… وهذا تصورنا للتفاهم مع “قسد” (2 من 2)

    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: لن نوقع اتفاقا مع إسرائيل دون الانسحاب إلى خط 7 ديسمبر… وهذا تصورنا للتفاهم مع “قسد” (2 من 2)

    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: رؤيتنا لسوريا كانت واضحة لدينا قبل إسقاط الأسد… وهكذا فككنا “العقدة الروسية” (1 من 2)

    أسعد الشيباني لـ”المجلة”: رؤيتنا لسوريا كانت واضحة لدينا قبل إسقاط الأسد… وهكذا فككنا “العقدة الروسية” (1 من 2)

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    بابرا ليف لـ”المجلة”: كنت أول مسؤول أميركي يلتقي الشرع… وهذه “أسرار” ما قلته وسمعته

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

  • ترجمات
    تشارلز ليستر عبر صحيفة إسرائيلية: استهداف سوريا “خطأ استراتيجي”

    تشارلز ليستر عبر صحيفة إسرائيلية: استهداف سوريا “خطأ استراتيجي”

    كاتب تركي: تحولات بوسائل النفوذ والهيمنة في القرن الـ21

    كاتب تركي: تحولات بوسائل النفوذ والهيمنة في القرن الـ21

    توماس فريدمان: إسرائيل في خطر من الداخل

    توماس فريدمان: إسرائيل في خطر من الداخل

    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط  –  كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

    مسار جديد نحو أمن الشرق الأوسط – كيف يمكن للالتزامات الأميركية في الخليج أن تعيد بناء النظام الإقليمي؟

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    في الحاجة إلى مقاربات جديدة للهُويَّة الوطنية السورية

    في الحاجة إلى مقاربات جديدة للهُويَّة الوطنية السورية

    هل يستطيع أحمد الشرع التأسيس لمرحلة جديدة من التاريخ السوري؟

    هل يستطيع أحمد الشرع التأسيس لمرحلة جديدة من التاريخ السوري؟

    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية  –  مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    في نسبية التحوّل عن السلفية الجهادية – مراجعة لكتاب «التحول من قِبَلِ الشعب؛ طريق هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سورية»

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
موقع الرأي
No Result
View All Result

من اليأس إلى الفعل: كيف هزم السوريون «الأبد»؟

04/12/2025
A A
من اليأس إلى الفعل: كيف هزم السوريون «الأبد»؟
0
SHARES
2
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

وائل مرزا

 

من بين كل الأسئلة التي طُرحت بعد الثامن من كانون الأول، يوم سقط «الأبد» في دمشق ودخل السوريون عهداً جديداً، يبقى سؤالٌ واحدٌ أشبه بمفتاح لفهم المشهد كلّه: كيف تحوّل شعبٌ مثخنٌ باليأس، مسحوقٌ بالخوف، محاصرٌ بالبؤس، إلى قوةٍ تاريخية قادرة على تغيير مصير بلدٍ كامل؟ كيف أصبح السوريون، الذين كان يُراد لهم أن يعيشوا بلا ذاكرة وبلا مستقبل، هم الذين كتبوا الصفحة الأهم في تاريخهم الحديث؟
لعلّ أعجبَ ما في الإجابة أنها لا تبدأ في ساحات التحرير، ولا في معارك ردع العدوان التي أنهت النظام، وإنما تبدأ قبل ذلك بكثير.. في لحظات اليأس ذاتها.
فعلى مدى عقود، لم يكن اليأس شعوراً عابراً في سوريا بقدر كونه مناخاً عاماً أشبهَ ما يكون بظلٍ ثقيل يهبط على الأزقة والبيوت والنفوس. كان السوريون يتنفسون اليأس كما يتنفسون الهواء؛ يرونه في وجوه بعضهم، في صمتهم، في نظراتهم التي تهرب من المستقبل. ومع ذلك، وبدل أن يكون ذلك اليأس موتاً، كان أشبه بنقطة الغليان التي تتحوّل فيها المادة من السكون إلى الحركة. فاليأس، حين يبلغ نهاياته، يعيد خلق الشعوب من جديد، بدل أن يقتلها، لأن الإنسان، حين يفقد كل شيء، يكتشف أنه لم يعد لديه ما يخسره، ويكتشف أن الخوف يفقد سلطته بمجرد أن يعاد النظر في جوهره.
من هنا، لم يكن التحول العظيم الذي شهدته سوريا صنيعة لحظةٍ واحدة، ولا نتيجة تخطيط دقيق، بقدر كونه نتيجةً لتراكمات مديدة عمّقت الوعي الداخلي في الناس بأن «الاستمرار في اليأس بات أقسى وأخطر من القيام بالفعل». ولم يتحول السوريون إلى قوة تاريخية لأن الظروف الدولية خدمتهم أو لأن القوى الإقليمية مهدت الطريق لهم، وإنما لأن ملايين البشر عاشوا الإحساس نفسه، حتى أصبح اليأس نفسه هو الوقود الذي أطلق الفعل. هكذا، وُلدت الحركة من قلب السكون، والصرخة من قلب الصمت، والإرادة من قلب الإذعان الطويل. وفوق كونه خروجاً على نظام سياسي، كان ما فعله السوريون في لحظة التحرير خروجاً على حالة نفسية قُدّمت لهم لعقود بوصفها قدراً لا يُرد.
إن من الظلم اختزال المسار كله في لحظة الانتصار أو في حدث عسكري واحد؛ فالحقيقة أن الثورة السورية، بمعناها الأعمق، صُنعت ببطء شديد على يد الصابرين والثابتين الذين واصلوا العمل رغم السخرية والتشكيك والاستهزاء. أولئك الذين لم يلتفتوا إلى من وصفوهم بالتهور والجهل، ولا إلى من اتهموهم بالمغامرة أو العبث. وبنفس الطريقة، استمرّ من حفروا الأنفاق تحت الحصار بينما العالم مشغولٌ بأخبار الطقس. واستمرّ من علّموا الأطفال في الخيام وكأن التعليم مقاومة. واستمرّ من واسوا الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وكأن المواساة فعل سياسي. واستمرّ من وثّقوا الجرائم فيما العالم يشيح بوجهه. واستمرّ من رفضوا بيع كرامتهم بوجبة طعام أو بطاقة أمنية. هؤلاء هم الذين صنعوا التحوّل، وليس من اعتلوا المنابر بعد النصر. فالتاريخ، في لحظاته الحاسمة، لا يكتبه الساخرون ولا المتفرجون؛ وإنما يكتبه أولئك الذين واجهوا السخرية بثبات، والهزيمة بالأمل، والظلام بعودة مستمرة إلى فكرة الحرية.

النصر الحقيقي لا يكمن في إسقاط الطغيان بقدر ما يتمثل في بناء وطن لا يمكن للطغيان أن يعود إليه

وقد يبدو للوهلة الأولى أن سقوط نظامٍ حكم بالحديد والنار لأكثر من خمسين عاماً يحتاج إلى قوة عسكرية هائلة، لكن الحقيقة أن الأنظمة تسقط بسقوط صورة الخوف داخل قلوب الناس، وليس بالقوة وحدها. وهذا تحديداً ما حدث حين اكتشف السوريون، في لحظة نادرة من الوعي الجمعي، أن السلطة ليست إلهاً، وأن القوة ليست حكراً على من يملك الدبابة، وأن الحياة نفسها تُقاس بالكرامة أكثر منها بعدد السنوات. اكتشفوا أن الإنسان الذي لا يخاف لا يُهزم. ومن هنا تحوّل شعبٌ كان بلا أمل سابقاً إلى قوة تاريخية تُسقط نظاماً راسخاً، لأن الوعي تغيّر، ولأن الداخل تغيّر، ولأن تعريف الذات تغيّر مع أول لحظة صدق مع النفس.
ومع سقوط «الأبد» تغير السؤال من: كيف أسقط السوريون النظام؟ إلى: ماذا سنفعل بهذه الروح الجديدة؟ كيف سنحول التحول الداخلي الذي تراكم طوال سنوات إلى مشروع لبناء الدولة؟ فالتحرير ليس نهايةً بقدر كونه بداية. وكل ما أنجزه السوريون في المعركة هو أنه فتح لهم باب الإمكان، وفتح أمامهم فرصة بناء وطنٍ لم يُبنَ بعد. فالحرية التي انتُزعت بدماء الناس يجب أن تتحول إلى قانون، والكرامة التي عاشها الناس في ساحات التحرير يجب أن تتحول إلى عدالة، والوعي الشعبي الذي ولد من التجربة يجب أن يتحول إلى بوصلة للمشاريع الكبرى.
هذا التحول يفرض، أولاً، رفع القيم التي صنعت النصر إلى مستوى المؤسسات؛ فالدولة الجديدة لا يمكن أن تُبنى على الانفعالات أو على ردود الفعل، وإنما على مبادئ صلبة تجعل السلطة خادمة للناس لا مالكة لهم. ويقتضي، ثانياً، رفض العودة إلى صناعة الأصنام والتماثيل التي أنتجت المأساة السابقة؛ فالشعوب تتحرر عندما تتحرر الفكرة، وعندما تستقرّ المؤسسية مكان الفرد، والقانون مكان الهوى، وليس عندما يتحرر الأشخاص. ويقتضي، ثالثاً، أن يتحول الإدراك الذي صنعه السوريون تحت القصف وفي السجون وفي المنافي إلى منهج جديد في التفكير السياسي، يعترف بأن الشعب هو خزان الشرعية الوحيد، وأن الدولة لا يمكن أن تستقيم إلا إذا كانت مؤسساتها امتداداً لإرادته.
لكن التحدي الأخطر بعد التحرير قد يكمن في منع عودة اليأس بصيغة جديدة، أكثر منه في البناء التقني ولا الإصلاح الإداري. فاليأس قبل سقوط النظام كان يأساً من الخارج، من سلطة مغلقة وقاسية. أما اليأس بعد التحرير فقد يكون من النفس، من التعثر، من بطء التغيير، من ضغط الحياة اليومية. وهذا النوع من اليأس أخطر لأنه يضرب القدرة على الاستمرار، ويحوّل الانتصار إلى ذكرى بدلاً من أن يكون مشروعاً للمستقبل. ولهذا فإن أكبر واجبات المرحلة المقبلة هو حماية النفس الوطنية من الانكسار الداخلي، وتذكير المجتمع دائماً، بالفعل قبل القول، بأن الشعب الذي أسقط الأبد قادر على بناء ما بعده، وأن امتلاك الإرادة هو أول عناصر النهضة، وأن النصر لا يصبح تاريخياً إلا إذا تحول إلى نهضة تعيد تشكيل الوجدان العام.
إن التجربة السورية اليوم هي روايةٌ عن إعادة خلق شعب أكثر من كونها روايةً عن سقوط نظام وحسب. إنها عن ملايين البشر الذين اكتشفوا أنهم أكثر قوّة مما ظنّوا، وأنهم حين توحّدوا حول فكرة الحرية أصبحوا كتلة وجدانية واحدة لا يستطيع أي نظام أن يقف في وجهها. ولهذا، فإن اللحظة الراهنة هي لحظة تحضير لمستقبل يليق بثمن التحرير أكثر من كونها لحظة تأمل في الماضي. مستقبل تُكتب فيه القوانين على ضوء التجربة، وتُبنى فيه المؤسسات على أساس الكرامة، ويُعاد فيه تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن كعقد شرف لا يمكن نقضه.
لقد هزم السوريون «الأبد» حين تحررت نفوسهم قبل أن تتحرر مدنهم، وحين اكتشفوا قوتهم الداخلية قبل أن يكتشف العالم قوتهم العسكرية. واليوم، لم يعد أمامهم إلا مهمة واحدة تتمثل في أن يجعلوا من هذا النصر مشروعاً دائماً، وأن يحولوا اليأس القديم إلى طاقة بناء جديدة، وأن يتذكروا دائماً أن الشعوب التي تصنع لحظةً تاريخية قادرةٌ على حماية مستقبلها، وأن النصر الحقيقي لا يكمن في إسقاط الطغيان بقدر ما يتمثل في بناء وطن لا يمكن للطغيان أن يعود إليه.

كاتب سوري يقيم في أمريكا

  • القدس العربي

شارك هذا الموضوع:

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة

معجب بهذه:

إعجاب تحميل...
ShareTweet
Previous Post

إسرائيل تنفذ توغلين بالقنيطرة السورية رغم مساعي التهدئة الأمريكية 

اترك ردإلغاء الرد

منتدى الرأي للحوار الديمقراطي (يوتيوب)

https://youtu.be/twYsSx-g8Dw?si=vZJXai8QiH5Xx9Ug
ديسمبر 2025
س د ن ث أرب خ ج
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
« نوفمبر    
  • الأرشيف
  • الرئيسية
المقالات المنشورة ضمن موقع الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع الا تلك التي تصدرها هيئة التحرير

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

No Result
View All Result
  • الأرشيف
  • الرئيسية

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

%d