يعيش اللاجئون الفلسطينيون في سوريا حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي منذ صدور القانون رقم 260 لعام 1956 الذي منح اللاجئ الفلسطيني الحقوق نفسها المعطاة للمواطن السوري، باستثناء الترشح للبرلمان ورئاسة الجمهورية، وبناء على القانون يُعتبر اللاجئ الفلسطيني في سوريا أفضل حالاً بكثير مقارنة مع نظرائه في باقي الدول العربية.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني حمد موعد إن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بلغ حسب إحصاءات الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين 500 ألف، مشيراً إلى أنهم يعودون إلى منطقة الجليل الأعلى والأوسط وحيفا وطبريا، ووصلوا إلى سوريا عبر طرق مختلفة عبر الأراضي اللبنانية والجولان، وكذلك الحدود الأردنية، وبالزوارق والقوارب إلى طرطوس واللاذقية.
وهناك أربعة أوضاع للاجئين، مصنفة تبعاً لموقف الحكومة أو الدولة المضيفة أو المجتمع المضيف، الأول يندرج تحت اسم الذوبان؛ حيث يذوبون في المجتمع المضيف تماماً.
كما كانت المحاولة التي تمت بعد مؤتمر أريحا في الأردن وضم الضفة الغربية وإعطاء اللاجئين الفلسطينيين الجنسية الأردنية، إلا أن تلك الحالة بقيت نظرية، ودليل ذلك أن عملية «الأردنة» في مواجهة «الفلسطنة»، في الساحة السياسية الأردنية ما زالت ملموسة حتى الآن.
أما الوضع الثاني فيطلق عليه اسم الاندماج؛ وذلك عبر تمتع اللاجئين الفلسطينيين بكم جيد من الحقوق والامتيازات واندماجهم في المجتمع المحيط من دون تهديد الهوية الوطنية المستقلة، وذلك ينطبق على اللاجئين في سوريا.
والثالثة ما يسمى العزلة؛ وهي الحالة التي تنطبق على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث يعتبر اللاجئ الفلسطيني ركاماً بشرياً، تحرمه السلطات من أبسط الحقوق المدنية، وتحرمه من الحصول على أية خدمات تقدمها مؤسسات الدولة، أو مؤسسات المجتمع المدني، كما تحرمه أيضاً من فرص العمل؛ فهناك 72 حرفة أو مهنة يمنع الفلسطيني من العمل فيها.
أما الحالة الرابعة فهي ما نسميه الفلسطيني المهجر قسرياً؛ وهذا ينطبق أولاً على اللاجئ في فلسطين. أي ما يسمى المهجرون داخلياً، وهم أبناء القرى الفلسطينية المدمرة الذين بقوا هناك، والذين يبلغ عددهم نحو مليون و250 ألفاً، وينطبق ثانياً على حالة بعض اللاجئين في أماكن أخرى.
وهناك حالة أخرى وهي ما يسمى الفلسطيني الذي يعاني من مشكلة الأمن الوجودي أو هشاشة الحياة التي يعيشها، وهذا ينطبق على اللاجئين الفلسطينيين في العراق، الذين تحولوا إلى وقود لحرب طائفية، وينطبق على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وانطبق على اللاجئين الفلسطينيين في ليبيا.
وحول وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يوضح الموعد أن هناك سمة أساسية للمجتمع الفلسطيني في سوريا؛ وهي عملية الاستقرار السياسي، التي تتجلى باستقرار اقتصادي واجتماعي، مضيفاً أن ذلك أسهم في عملية التأقلم مع المجتمع المضيف، وأسهم في عملية الاندماج.
مشيراً إلى أن أماكن تجمع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تتركز في دمشق، وخصوصاً في مخيم اليرموك في دمشق، ويضم المخيم من حيث التشكيلة الاجتماعية كتلة فلسطينية وكتلة سورية، وهذا الشيء يمكن تلمسه في مخيمات أخرى في سوريا مثل مخيم سبينة ومخيم حمص.
دمشق ـ أحمد كيلاني
"البيان"