الغضب العالمي على السياسة الاستيطانية الإسرائيلية، والذي هزّ بقوة الفرصة العربية المتاحة للوسيط الأميركي لبناء «الثقة» بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية، توطئة لاستئناف مفاوضات جادة لإقامة الدولة الفلسطينية، لم يكد يهدأ حتى أعلن سكرتير حكومة نتانياهو تسيفي هاورز في تصريح إذاعي أنه «من الأهمية تأكيد أن إسرائيل تبني في القدس، والبناء سيتم تنفيذه في شتى أنحاء المدينة شأنها شأن تل أبيب أوأي مدينة أخرى».
واضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تفتأ تكرار الكشف عن عدم رغبتها في السلام المتفاوض عليه وإن كانت مستعدة للدخول في مفاوضات لعشرات السنين
من أجل المفاوضات فقط، وذلك كسبا للوقت لاستكمال مشروعها الاستيطاني الاحتلالي في القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وتغيير ملامح الأرض المحتلة..حتى لا يبقى هناك ما يمكن التفاوض عليه عمليا.
وأمام هذا التعنت الإسرائيلي واللعب بالنار، الذي بدأت ملامحه بالحصار العسكري الشامل للضفة الغربية في خطوة هي الأولى منذ عامين، في ذات الوقت الذي تتحدث فيه الصحف الإسرائيلية عن «انتفاضة ثالثة» على الأبواب ، لابد من موقف عربي قوي وصارم تجاه إسرائيل والإدارة الأميركية التي طلبت «المهلة – الفرصة» لمفاوضات غير مباشرة.. وعلى واشنطن إن أرادت السير نحو مفاوضات مباشرة جادة لا بد لها من ممارسة الضغوط الحقيقية والمؤلمة على الدولة العبرية، وإدراك أن الطرف الفلسطيني، ومعه العربي، لم يعد لديهما شيء يقدمانه.. فالكرة منذ زمن طويل في الملعب الإسرائيلي.
الوطن