المقاطع المسربة تكشف جانباً مهماً من شخصية بشار الأسد
ملخص
53 عاماً حكم فيها آل الأسد سوريا بالسلاح والسجون السرية والاغتيالات، مات حافظ فصعد بشار لاعباً على المتناقضات، مفعلاً سلسلة الاغتيالات في لبنان، ومتحالفاً مع تنظيم القاعدة عبر إرسال الحشود براً إلى العراق، ليخوض معركة استنزاف ضد القوات الأميركية، خوفاً من وصولها إليه بعد نهاية نظام صدام وسقوطه.
عشية ذكرى تحرر سوريا من نظام آل الأسد، حافظ وابنيه بشار وماهر، والعمومة من رفعت وجميل وغيرهم، انفجرت تسريبات لونا الشبل عبر قناة العربية، لتعيد شريط ذكريات لوحشية بشار، ومساحات المدن والقرى والأرياف السورية التي محتها البراميل المتفجرة، لا سيما الغوطة التي كانت مصدر قلق لدمشق وطهران فقرر الأسد بشار ارتكاب جرائم إبادة بحقها.
التسريبات ظهر فيها بشار الأسد ترافقه لونا الشبل، الإعلامية والمذيعة التي عادت من قطر لتصبح وجه القصر الإعلامي، ومن قناة الجزيرة لتضع نفسها تحت تصرف الرئاسة. دخلت القصر من بابه الواسع، وانقلبت على مدرائها، وأصبحت في مقدمة الصفوف، لتظهر في القمة العربية التي استضافتها السعودية في جدة قبل عامين وهي تمضغ العلكة خلف العاشق بشار، ليسخر منها السوريون ويسمونها “مستشارة العلكة”.
ماتت سيدة إعلام القصر في حادث غريب وغامض، لا مجال لنشر تفاصيله المنشورة، واختلفت القصص حول القاتل والسبب، وتختصر الروايات الثلاث بأن بشار نفسه قضى عليها بعد حديث لونا بنفسها عن تسجيلات لديها، والثانية أن عقيلة الأسد أسماء خلف اغتيالها لاشتعال نيران الغيرة ووضوح العلاقة بين الشبل والأسد، والثالثة الاشتباه بعمالتها هي وأخيها لإسرائيل وتسريبها تفاصيل عن قيادات إيرانية في دمشق تمت تصفيتهم من قبل إسرائيل.
لغز الوفاة ستكشفه الأيام، لكن التسريبات المرئية التي ظهرت فيها لونا الشبل وهي تسخر وتضحك وتمزح، وتحفز بشار للحديث، تكشف جانباً مهماً من شخصية بشار الأسد، إنها شخصية متعالية ميزانثروبية، فهو يحتقر شعبه ويصفهم بالمقرفين، ويزدري مقاتلي حزب الله – الحزب الذي حماه وساعده على الصمود – ويبدو أن الأسد كان يخشى الحزب وإيران ولم يجرؤ على اتخاذ قرار بدونهما.
حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يسلم من سخرية وازدراء الشبل والأسد، فهي تظهر في واحد من المقاطع المسربة قائلة لبشار الأسد: “شفت بوتين أديش نافخ؟.. هاد الفيلم فاضحه كتير”.. والأسد يرد: “كله عمليات تجميل”. بانتظار ردة فعل بوتين.
53 عاماً حكم فيها آل الأسد سوريا بالسلاح والسجون السرية والاغتيالات، مات حافظ فصعد بشار لاعباً على المتناقضات، مفعلاً سلسلة الاغتيالات في لبنان، ومتحالفاً مع تنظيم القاعدة عبر إرسال الحشود براً إلى العراق، ليخوض معركة استنزاف ضد القوات الأميركية، خوفاً من وصولها إليه بعد نهاية نظام صدام وسقوطه.
بشار الذي كان يظهر كوحش يلتهم، أظهرته لونا الشبل كساذج مغفل، استطاعت هي تدجينه والتلاعب به، قبل أن ينتهي دورها بخمسة أشهر فقط من نهاية عهد الأسد كاملاً، لتنتهي خمسة عقود من قانون الغاب لأسد يرى أنه قد يغير اسمه لحيوان آخر.
يقال في الأمثال العربية، هذا الشبل من ذاك الأسد، وفي أمثال بشار، لونا سلخت جلد الأسد.
- إندبندنت



























