المتابع للمشهد الدامي في الأرض المحتلة ، والذي تجلى بأوضح صوره ، وأجلى تعابيره ، في يوم الأرض ، يتأكد بأن عصابات الاحتلال الصهيونية ، ماضية في عدوانها المتمثل في الاستيطان ، والتهويد ، وخاصة في مدينة القدس المحتلة ، لتغيير طابعها العربي الاسلامي وتحويلها الى مدينة توراتية ، بأغلبية يهودية.
وهذا ما تؤكده الأرقام ، حيث ان نسبة المستوطنين في منطقة القدس وحدها بلغت حوالي %55 ، أي ما يقارب المائتي ألف مستوطن.
لقد حذر جلالة الملك عبدالله الثاني ، أكثر من مرة ، وخاصة في كلمته الأخيرة ، التي وزعت خلال الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العربية في مدينة سرت الليبية ، اسرائيل من الاستمرار في الاستيطان ، الذي من شأنه أن يدفع بالمنطقة كلها الى الانفجار ، داعيا المجتمع الدولي ، و"الرباعية" ، وبخاصة واشنطن ، الى العمل على لجم العدوان الاسرائيلي الغاشم ، وذلك باجبارها على وقف الاستيطان ، والالترام بقرارات الشرعية الدولية.
وبمزيد من الوضوح ، حذر قائد الوطن من اضاعة الفرصة الأخيرة لحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، داعيا اسرائيل الى الاختيار بين البقاء كقلعة معزولة ، أو العيش بسلام مع جيرانها.
ان ما يجري على الأرض الفلسطينية ، يؤكد ان عصابات الاحتلال ترفض خيار السلام ، وتصر على الاحتلال والاستيطان ، رافضة الرؤية الدولية ، والنصيحة الاميركية ، وهذا في تقديرنا يؤكد ان هذه العصابات ، مصرة على تحقيق مخططاتها ، وأهدافها التوسعية ، غير عابئة بالسلام وشروطه واشتراطه ، ما يضاعف من مسؤولية المجتمع الدولي ، و"الرباعية" ، والاتحاد الاوروبي ، ما دام السلام مصلحة عالمية.
وفي هذا الصدد ، ولمواجهة الاحتلال والارهاب الصهيوني ، الذي يهدد المنطقة والعالم ، عمل هذا الحمى العربي ، وباخلاص وتفانْ على ترسيخ التضامن العربي ، وتعزيز العمل المشترك ، وتنقية البيت العربي من الخلافات ، لصياغة موقف عربي جماعي قادر على مواجهة هذا الجنون الصهيوني ، بعد ان ثبت ان الخلافات العربية ، كانت ولا تزال وستبقى السبب الرئيس ، الذي أغرى ويغري عصابات الاحتلال ، برفض قرارات الشرعية الدولية ، بأبشع صوره ، كما يجري الآن في القدس العربية المحتلة ، ما يذكرنا بأعمال التطهير العرقي التي مارسها النازيون والفاشيون.
ان كافة الدلائل والمؤشرات ، التي ترتسم على الأرض ، في فلسطين العربية المحتلة ، تؤكد ان عصابات الاحتلال ماضية في عدوانها ، ولن تمتثل قرارات الشرعية الدولية ، ولا للرؤية الاميركية ، وهذا في تقديرنا يفرض على الجامعة العربية ان تمضي قدماَ في تنفيذ فرارات قمة سرت ، التي أقرها الملوك والرؤساء ، لحماية القدس ، وانقاذ الأقصى ولجم العدوان ، بعد ان ثبت ان التراخي في تنفيذ قرارات القمم العربية سابقا ، ارتد سلبا على قضايا الامة وخاصة على القضية الفلسطينية ، وشجع عصابات الاحتلال على المضي في تنفيذ اهدافها العدوانية.
مجمل القول: لن تستطيع عصابات الاحتلال الصهيونية ان تحتفظ بالأرض والسلام معا ، ولن تحصل على الأمن ، ما لم يحصل الفلسطينيون على الأمن والحرية والدولة ، كما قال جلالة الملك في كلمته بالقمة العربية. وسيبقى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ، الوفي للثوابت العربية ، وللقضية الفلسطينية ، وللقدس والأقصى حتى ينجلي الاحتلال ، وهو حتما زائل.
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".صدق الله العظيم.
الدستور




















