لا يصب موقف دول عرقلت مشروع القرار العربي، القاضي بإلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية لدى التصويت عليه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خانة صناعة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.. إذ لا معنى لبقاء إسرائيل خارج عضوية هذا النادي الدولي، إلا كونه ضوءا أخضر لمؤسساتها العسكرية بأن تطلق العنان لنفسها في اقتناء ما يحلو لها من أسلحة الدمار النووي الشامل، فضلا عن استناد مؤسساتها السياسية إلى دعم ومساندة دوليين يتيحان للدولة العبرية التعامل مع الحقائق والحقوق باستخفاف واستعلاء، ومن دون اكتراث لاستحقاقات شعب تجثم على حقوقه وأرضه، بل إنها تسلبه التاريخ وتسعى إلى قضم ما تبقى له من الجغرافية، وبالرغم من كل ذلك يصطف إلى جوارها كثيرون، وكأنهم يعززون هذا الصلف ويؤازرون امتلاكها ترسانة تستخدمها في العربدة دون حسيب أو رقيب.
إن من شأن رفض الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشروع العربي تعزيز مشاعر الغضب تجاه موقف دولي فقد عدالته، ويكيل بمكيالين بوضح النهار، فضلا عن أن ذلك لن يخفف، على الإطلاق، من عوامل الصراع على خط تماس إقليمي يستحيل فيه لإسرائيل استخدامها لهذا الدمار الشامل دون أن تتأذى بأخطاره، مما كان يقتضي من الذين أعطوا أصواتهم لتل أبيب استيعاب أن الهدف من هذا المشروع العربي هو إخلاء المنطقة من الدمار النووي الشامل، وفي تعزيز السلام في المنطقة التي تعرضت وتتعرض دول فيها إلى استهدافات لمجرد الشبهة في برامجها النووية، بينما الأدلة القاطعة على أن إسرائيل دولة نووية وفي ترسانتها عشرات، إن لم يكن مئات المقذوفات النووية، لا تحتاج إلى الكثير من الجهد بعد أن اعترف أكثر من شاهد من أهلها.
الوطن



















