نيويورك – من علي بردى:
حض الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس اللبنانيين على "شبك أيديهم لتأمين استقلال بلدهم ووحدته وتقدمه" في مواجهة أعداء لبنان الكثر، معلناً أنه سينقل خلال زيارته القريبة للبنان "رسالة صداقة من الأمة الايرانية وشعبها الى الدولة اللبنانية وشعبها". وأكد أن القرار في شأن المحكمة الخاصة بلبنان يعود الى الشعب اللبناني، وأن الجمهورية الإسلامية "لا ولن تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان".
وفي مؤتمر صحافي عقده في فندق "وارويك" بوسط ضاحية مانهاتن، استعاد أحمدي نجاد مراراً ما كان صرح به عن إخفاق الرأسمالية وانعدام العدالة في العالم. وقال: "هنا في الولايات المتحدة، يعيش في الفقر نحو 15 مليون شخص، ويعيش في تشرد نحو أربعة ملايين شخص، وكثيرون آخرون يحتاجون الى المكافحة لايجاد عمل ملائم. هذه المشاكل هي بصورة أو بأخرى يبدو أنها موجودة في كل أنحاء العالم". وأعرب عن اعتقاده أنه في الولايات المتحدة "أكثر من 80 في المئة من الثروة موجودة في أيدي عشرة في المئة من سكانها، مما يعني أن 90 في المئة من السكان يتمتعون بعشرة في المئة من الفرص المتوافرة في المجتمع".
وسئل عن أقواله أول من أمس عن أن هجمات 11 أيلول "مؤامرة أميركية" لـ"وقف تدهور الإقتصاد الأميركي" و"انقاذ النظام الصهيوني"، فأجاب أنه "بذريعة تلك الهجمات احتلت (أميركا) بلدين"، في إشارة الى العراق وأفغانستان. وأضاف: "حتى الآن قتل مئات الآلاف من الناس بسبب هذه الذريعة. هل تعتقدون أن هذا السبب غير كاف لمراجعة ما حصل؟… نحن نحاول الدفاع عن حق الشعب الأميركي هنا في ألا تستخدم أموالهم لقتل الناس في العراق وأفغانستان". ورفض اعتبار ما قاله إهانة لمواطني نيويورك الذين "أرى أنهم ودودون".
وسألته "النهار" عن أسباب تفضيله الأحاديث الصحافية مع شركات الإعلام الأميركية الكبرى مع أنه يهاجم "استكبارها" و"يستضعف" وسائل الإعلام الأصغر حجماً مع أنه يتكلم دوماً عن دعمها، وكذلك عن الرسالة التي سيوجهها الى البنان قبل زيارته لهذا البلد وموقف ايران من المحكمة الخاصة بلبنان الذي ستنظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، فأجاب: "لا، أجرينا مقابلات متنوعة مع وسائل اعلام متنوعة، بعضها مع شركات الإعلام الكبرى التي تعتمد بشكل ما على حكومة الولايات المتحدة. بيد أننا نتكلم مع وسائل اعلام أخرى أيضاً. هنا وفي هذه الزيارة، التقيت عدداً كبيراً من الإعلاميين من دول أخرى، وتحدثت الى وسائل اعلام لبنانية. نحن نواصل القيام بذلك".
وقال: "ان شاء الله سأسافر الى لبنان. ايران ولبنان لديهما علاقات جيدة جداً، علاقات أخوية. نحن ندعم وحدة لبنان وتكافله وتقدمه". واضاف: "نشعر بأن الجميع في لبنان يجب أن يتحركوا متشابكي الأيدي لتأمين استقلال لبنان، لتأمين تقدم لبنان وأمن لبنان". ولفت الى أن "للبنان أعداء عدة لأنه يقع ويقف بثبات ضد العدوان الصهيوني"، موضحاً أنه "للمرة الأولى في السنوات الستين الأخيرة، أنزل (لبنان) هزيمة للنظام الصهيوني. ولذلك، كثيرون هم الغاضبون الى حد أنهم يريدون تقويض سلامة لبنان وأمنه ووحدته". وشدد على أن "كل من هو صديق للبنان يجب أن يساعد وحدة لبنان وأمنه وتقدمه". وخلص الى انه "سأنقل رسالة صداقة من الأمة الايرانية وشعبها الى الدولة اللبنانية وشعبها عندما أذهب الى هناك" بعد أقل من ثلاثة أسابيع.
وعن المحكمة الخاصة بلبنان، قال: "أعتقد أن الناس الأجدر بالقرار في شأنها هم الشعب اللبناني. هو الذي يقرر هذا الموضوع ويحكم عليه. نحن لا نتدخل في الشؤون المحلية للبنان، ولن نتدخل في شؤونه".
وأجاب عن سؤال عن لقاءات الايرانيين مع المسؤولين الغربيين في شأن البرنامج النووي لبلاده، أفاد أن مسؤولاً إيرانيا قد يلتقي ممثلاً للدول الكبرى الشهر المقبل لمناقشة هذا الموضوع "وفقا لخطط سابقة… سيجتمع ممثل لإيران ربما في تشرين الأول مع عضو من مجموعة "خمسة زائد واحد" للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، الى ألمانيا. وقال إن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون والسياسة الأمنية كاثرين آشتون "إذا اتصلت بممثل ايران، فستستطيع تحديد موعد لاجراء محادثات"، آملاً في أن "نكون مستعدين بحلول تشرين الأول لمعاودة المحادثات، لكننا افصحنا عن شروطنا المسبقة، وهي العدالة والإحترام المتبادل".
وفي ختام مؤتمره الصحافي، عاد الى سؤال "النهار" عن الإعلام، فتحدث أكثر من عشر دقائق عن نظرته الى وسائل الإعلام في العالم. وحمل خصوصاً على الصحافة الأميركية، معتبراً أنها أسيرة وموجهة من الحكومة في واشنطن.
"النهار"




















