ارتفاع معدل الكوارث الطبيعية في العالم بصورة مأساوية كشف عجز المنظمات الإغاثية الإقليمية والعالمية عن تقديم الإغاثة بما يتناسب مع حجم المأساة بالسرعة المطلوبة، كما عزز مبدأ الحاجة الماسة لوجود قوة دولية جاهزة للتحرك فور وقوع الكارثة للقيام بأعمال الانقاذ والإغاثة، لكن الواقع بقي على حاله ولم يشهد العالم خطوة جدية في هذا الاتجاه..
إلى أن جاءت المبادرة القطرية التي أطلقها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال حفل عشاء عمل اقيم بمعهد السلام العالمى فى نيويورك لإنشاء قوة للعمليات الإنسانية تعتمد على استخدام الموارد العسكرية للدول المشاركة تحت مظلة الأمم المتحدة، مما يجعل من المبادرة استجابة قطرية عاجلة لاستغاثة شعوب أصابتها الكوارث الطبيعية بأشد أنواع المآسي الإنسانية.
ومن الطبيعي ان تكون قطر السباقة في هذه الخطوة الأممية الإنسانية استنادا الى تجاربها الرائدة وسياستها الحكيمة التي يقودها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى والتي اثرت العالم بمختلف أنواع المبادرات التي تلبي احتياجات وتطلعات الشعوب بالسلام والاستقرار والازدهار والتنمية.
مما يجعل قطر بمثابة الضمير العالمي، ولهذا حظيت المبادرة بدعم وتأييد الوزراء المشاركين فى حفل العشاء وممثلي المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها. ومن المتوقع ان تحظى بمزيد من التأييد والدعم والأصداء الواسعة.
إن اهمية مبادرة "HOPEFOR — هوب فور" انها تقدم مفهوما جديدا للجيوش في العالم بحيث يستفاد من طاقاتها الهائلة في اعمال الاغاثة الانسانية بدلا من توجيهها للحروب، ولذلك خاطب معالي رئيس الوزراء ممثلي الدول قائلا: يجب علينا ان تكيف جيوشنا للتعامل مع قوى الطبيعة وليس فقط مع قوى السلاح، داعيا للعمل لخلق قوة للخير لمساعدة الناس في أوقات الكوارث.
لقد اكدت قطر مجددا انها صاحبة الايادي البيضاء وقوة سياسية واقتصادية لخير الإنسانية جمعاء.




















