الجهد الكبير الذي تقوم به مصر بالتعاون مع عدد كبير من الدول العربية والافريقية والامم المتحدة هو سباق مع الزمن لانقاذ الوضع في السودان الذي يمكن ان يتحول الي حرب جديدة بين الشمال والجنوب اذا لم يتم الاستفتاء الخاص بتحديد المصير في موعده في التاسع من يناير المقبل.
ويجب ان يعي الجميع تعقيدات الاوضاع في السودان وسبل التعامل معها بالشكل الذي يحافظ علي مصالح جميع الاطراف, فهناك مصالح كبيرة تربط الجنوب بالشمال, وفي كل الاحوال سواء كانت نتيجة الاستفتاء هي الوحدة ام الانفصال لابد من وجود علاقات قوية وطيبة للحفاظ علي هذه المصالح.
فنحو58% من بترول السودان ينتج في الجنوب, ولكن عمليات تصديره الي الخارج تتم من الشمال, والمصالح الاقتصادية بين الطرفين ضخمة للغاية, وهو ما يؤكد ضرورة ان يكون هدف الجميع هو تأكيد الترابط بينهما في كل الاحوال.
ان إجراء الاستفتاء في موعده ـ رغم صعوبة ذلك ـ هو امر ضروري, لان تجاوز هذا الموعد يثير مخاوف من اندلاع عمليات عسكرية قد تؤدي في النهاية الي انفصال الجنوب بالقوة, ويجد العرب والافارقة انفسهم امام مشكلة جديدة قد تمتد لسنوات طويلة.
كما يجب علي العرب تفهم حقيقة وطبيعة الاوضاع في الجنوب وان يكون هناك اتصال مباشر وتعاون جدي مع المسئولين هناك في كل الاحوال, فالعالم العربي يستطيع احتواء الجنوب السوداني والدخول في تعاون مثمر معه, بدلا من تركه فريسة سهلة لاسرائيل أو غيرها من القوي المعادية للعرب, وبأيدينا نحن نستطيع ان نحقق ذلك وان يصبح الجنوب اضافة جديدة للقوة العربية والافريقية وليس عدوا لنا.
ان السودان هو المفتاح الذي يربط العرب بافريقيا ولابد من جهد دءوب من جانب كل القوي العربية والإفريقية الرسمية والشعبية لمتابعة الاوضاع هناك, والتدخل بسرعة للعمل علي استقرارها وابعاد شبح الحروب, ويكفي ما نعانيه من جراء ما يحدث في دارفور وغيرها.
الأهرام